الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.. هل يهدد وجودنا البشري بالفعل؟

profile
  • clock 9 يونيو 2023, 7:17:55 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تعرفوا على الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وهل بالفعل قد يهدد الأمان الوظيفي لكثيرين؟ وما هي المجالات التي يمكن الاعتماد عليه فيها؟

أمام اجتياح واسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات لم يعد هناك حصر لها، صار كثيرون يشعرون بالتهديد والخوف من فقدان وظائفهم، وآخرون يخشون تمرد الآلة على الإنسان وسعيها لتدميره، بينما يرى فيه البعض فرصة لتطور البشرية وحل مشكلاتها.

 الأهم مع طوفان الـ AI المتسلسل إلى كل مناحي حياتنا اليوم، أن نفهم الذكاء الاصطناعي ومجالات تطوره، وكيف يمكن الاستفاده منه دون ذعر أو تخوفات قد تعطلنا عن مواكبة التغييرات على شكل الحياة الذي اعتدناه.

 

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

في تحديد ما هو الـ AI؟ يحب أن ندرك أن هدفه هو محاكاة العقل البشري واستطاع أن يُحدث ثورة في هذا المجال، فالذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence يعني أن تقوم الآلة أو البرامج الحاسوبية بأداء المهام بنفس القدرات الذهنية التي يمتلكها البشر، والتي تقوم على التفكير والتحليل والتعلم والاستنتاج بناء على منطق.

وبدأت عمليات أبحاث الذكاء الاصطناعي منذ عام 1956 على يد عدد من العلماء، أهمهم العالم الأمريكي جون مكارثي الذي عرّفه بأنه "علم وهندسة صنع الآلات الذكية"، وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات حول الذكار الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتوقع عام 1965

"الآلات ستكون قادرة على القيام بأي عمل يقوم به الإنسان خلال عشرين عاما"

ويبدو أننا نعيش هذه الأيام توقعات سيمون، وفي حين أن كثير من العلماء أوضحوا أن الآلات يمكنها أن تقوم بالأعمال البشرية بإتقان فائق، ولكنها ما زالت لا تمتلك الذكاء العاطفي الذي يمكنها من التفاعل مع المشاعر بالصورة المتوقعة.

 في حين صارت الآلات قادرة على التعلم بنفسها من البيانات المتاحة لهم والخوارزميات دون الحاجة لبرمجتها، ويكون لديها القدرة على القيام بتوقعات صحيحة،

ما هى مجالات الذكاء الاصطناعي؟

ومع تحول تنبؤات الأفلام وتصورات العلماء عن المستقبل إلى واقع يمكننا معايشته الآن، كما علينا اللحاق به، يجب فهم أن الذكاء الاصطناعي علم متعدد التخصصات، ومتفرع المجالات.

وتتشعب أنواعه من الذكاء الاصطناعي المحدود أو الضعيف Weak AI الذي يجعل الآلات قادرة على الاستجابة لمهمة معينة (ترشيحات البريد الإلكتروني العشوائية، ترشيحات مواقع التسوق أونلاين، المساعد الشخصي، محركات البحث، السيارات ذاتية القيادة).

أما الذكاء الاصطناعي القوي Strong AI أو الذكاء الاصطناعي العام General AI فهي الآلات التي يمكنها الاقتراب محاكاة قدرات العقل البشري الذهنية، والاعتماد على المنطق للوصول إلى حلول مناسبة، وتعمل هذه الآلات دون إشراف ولكن من البيانات المتاحة لها وتحليله

أنواع الذكاء الاصطناعي

ويمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى أنواع أربعة- تم تحديدها من قبل أرند هينتز الأستاذ في علوم وهندسة الكمبيوتر بولاية ميتشجان وذكرها موقع techtarget- وهم:

آلات رد الفعل Reactive Machines

تعتمد على مبادئ بسيطة للذكاء الاصطناعي، فهي فقط رد فعل بناء على إدراك العالم المحيط بها، لكن دون ذاكرة تخزين، وتظهر في ألعاب الشطرنج الآلية التي قد تهزم الإنسان اعتمادا على البيانات والتنبؤ، ولكنها لا تستطيع تكوين خبرات سابقة وتبني عليها ردود أفعال جديدة، ففي كل مرة ستتفاعل مع الحدث بنفس الطريقة.

ذاكرة محدودة Limited Memory

تتمتع الآلات التي تعمل بذاكرة محدود بالقدرة على تقييم المواقف واتخاذ قرارات ملائمة، نتيجة لامتلاكها ذاكرة تخزين، كما يحدث في السيارات ذاتية القيادة فمن خلال الخبرات السابقة تقدم الآلة رد فعل متوافق مع المعطيات المقدمة لها.

نظرية العقل Theory of mind

وهي ما زالت نظرية لم يتم التوصل لها حتى الآن، فهي تهدف لوجود آلات الذكاء الاصطناعي القادرة على فهم مشاعر البشر والحيوانات والواقع المحيط بها، والبدء في اتخاذ قرارات أو رودود أفعال بأنفسهم بناءا على ذلك، فهذه النظرية قائمة على فهم الآلة واستيعابها للعقل وقدراته وتقلبات المشاعر دون تدخل بشري.

الوعي الذاتي Self Awareness

يمكن أن نعتبر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي هو المرحلة الأخيرة، أي الذروة التي لا يمكن أن يعقب حدوثها شئ ويترقبها كثيرون، فمن توقعات مستقبل آلات الذكاء الاصطناعي بعد حدوث نظرية العقل، أن تمتلك الآلة وعيا ذاتيا بنفسها ودورها في الواقع المحيط بها، وأن تتفهم مشاعر الآخرين ودوافعم واحتياجاتهم.

ويتوقع العلماء أن تمتلك الآلة إدراكا ووعيا يوزاي البشر، ولكن يعتمد تحقيقه على تحديد وفهم الوعي، وكيف يمكن تكراره وبناؤه داخل الآلة.

مجالات الذكاء الاصطناعي
 

أمثلة الذكاء الاصطناعي

وبدا واضحا في السنوات الأخيرة، ومع التقدم السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، المجالات والأمثلة التي تغلغل إليها واستخداماته، وبعضها اعتمد على الدمج مع تقنية الذكاء الاصطاعي والآخر هو أحد فروعه، فمن مجالات الذكاء الاصطناعي:

تعلم الآلة Machine Learning: وهو يعني أن تمتلك الآلة القدرة على التعلم من البيانات المتاحة لها والخوارزميات دون برمجة أو إشراف بشري متخصص، من خلال التقييم والقدرة على التنبؤ

الرؤية الآلية Machine Vision: أن تمتلك الآلة القدرة على الرؤية وتحليل ما ترى من خلال كاميرا، وغالبا ما تُستخدم في تحيل الصور والفحوص الطبية المصورة، ومساعدة فاقدي البصر.

معالجة اللغة الطبيعية NPL: وهي تقنية الذكاء الاصطناعي التي يمكنها معالجة لغة البشر وفهمها، ومحاولة الخروج بمعنى والتنبؤ بما يريده الإنسان، ويظهر هذا في توقع الكلمات والجمل أثناء كتابة البريد الإلكتروني، أو التنبؤ بباقي الجملة عند البحث على المحركات، وكذلك المساعد الافتراضي.

علم الروبوتات: وهو تقنية الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتصميم وتصنيع الروبوتات، ويتم استخدامها في الصناعات أو أعمال الفضاء أو التفاعل في البيئات الاجتماعية

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

تخطى الذكاء الاصطناعي تصورات كثيرين في زمن قياسي، خاصة في ظل التنافس العالمي الواسع حول قدرات آلات الذكاء الاصطناعي وتطوير مهاراتها، فظهرت تطبيقاته في مجالات متعددة تبدأ من المساعد الشخصي على هواتفنا الذكية وحتى الاكتشافات العلمية ومواجهة تحديات تغيّر المناخ، وحل محل الإنسان.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي
 

صارت هناك عوامل توضح كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات متعددة، وتظهر في:

في مجال الرعاية الصحية

  • من خلال تقنيات تساعد في تقديم تشخيص أسرع وأفضل.
  • وجود أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها الرد على أسئلة المرضى بخصوص المعلومات الطبية.
  • إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التنبؤبالأوبئة ومكافحتها.
  • الاعتماد على مساعدين صحيين افتراضيين.

كيف استفيد من الذكاء الاصطناعي في العمل؟

  • التنبؤ من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق تقديم خدمة أفضل للعملاء.
  • التحليل المالي والأداء العام للشركات.
  • إمكانية التوقع بالأزمات المالية أو التحديات اللوجيستية.
  • وجود تقنيات وأنظمة تساعد على تحسين الإنتاج الزراعي.
  • الروبوتات في المصانع.
  • عمليات التداول المالي.
  • وتعمل التطبيقات على تقديم المشورة المالية.
  • قدرة بعض الأنظمة على كتابة المحتوى وتصميم المنتجات مستقبلا.

وقد نجد مع الوقت أن هناك وظائف تختفي بسبب الذكاء الاصطناعي، في حين يرجح الخبراء أنه ليس هدفه الاستحواذ على مكانة الإنسان ولكن مساعدته وتسهيل المهام عليه، ويبقى عليه أن يستعد بالتعلم ومعرفة طرق استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كيف استفيد من الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

سواء للمعلمين أو الطلاب، من الممكن أن يساعهم الذكاء الاصطناعي في تطوير اعملية التعليمية وجعلها أكثر سهولة، من خلال:

  • تسهيل حساب درجات الطلاب والمهام الإدارية من خلال الأتمتة، مما يمنح المعلمين وقتا أطول لمهام أخرى.
  • تقييم أداء كل من الطلاب والمعلمين، وجمع وتحليل انطباعاتهم.
  • إمكانية الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد مواد التدريس.
  • يمكن اعتماد الطلاب على مساعدين افتراضيين للشرح وفهم احتياجاتهم والدراسة عن بُعد.
  • العمل على تقييم المناهج الدراسية وتطويرها.
  • مساعدة المعلمين في تقديم البرنامج التعليمي الأفضل للطلاب وفقا لقدراتهم ومعارفهم.

في مجال الترفيه والإعلام

تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي ChatGPT على كتابة المحتوى الإعلامي.

  • هناك وظائف تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي، مثل غرف الأخبار لأداء المهام الروتينية مثل التدقيق اللغوي وإدخال البيانات.
  • القدرة على توقع العناوين الرئيسية الجذابة.
  • تحليل بيانات المشاهدة والمتابعة، وإمكانيات تطوير المحتوى.
  • فهم احتياجات الجمهور المستهدف وتقديم اقتراحات بالمحتوى الذي يناسبه.
  • كشف الأخبار الكاذبة تلقائيا وتنقية المحتوى.
  • في صناعة الأفلام، يمكن أن يساهم في تقليل التكاليف والوقت وتعقيدات عملية إنتاج الأفلام.
  • أنتجت تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات المشاهدة السلسة والتحكم عن بعد.
  • صار الذكاء الاصطناعي يجسد تصورات الفنانين وما يدور في مخيلاتهم.

في مجال الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات

  • من تطبيقات الذكاء الاصطناعي اكتشاف الخلل وتحديد التهديد.
  • تحليل البيانات لفهم أوجه التشابه بين البرامج الخبيثة وتحديدها.
  • التنبيه بوجود هجمات واختراقات للأجهزة.
  • القدرة على إنتاج أكواد تتوافق على مطالبات اللغة الطبيعية.

في النقل والمواصلات

  • يمكن أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي بحركة المرور وتأخر الرحلات الجوية.
  • تأمين الرحلات البحرية من خلال التنبؤ بالطقس.
  • القيادة الذاتية للمركبات.


 

لا يمكن التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه المارد الذي يحقق الأحلام، أو المدمر لأحلامنا بوظائف مستقرة، واعتباره المهدد الأول لبقائنا كبشر، ولكنه الوسيلة التي ابتدعها العلماء لجعل حساتنا أكثر سهولة، وفي ظل تسارع وتيرة الاعتماد عليه وتطور تطبيقاته، يجب ان نكون دوما على استعداد.

التعليقات (0)