- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
الروائي شعبان القاص يكتب..المسرح في القرآن الكريم
الروائي شعبان القاص يكتب..المسرح في القرآن الكريم
- 31 مارس 2021, 7:13:00 م
- 1424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل كان ابراهيم - عليه السلام - أول مسرحياً مسلماً ؟
إذا كان الله عز وجل نص على استخدام القص في الإعلام والتربية والتعليم وهو يخاطب البشر بالقرآن الكريم فقال تعالى : " نحن نقص عليك أحسن القصص " يوسف 3 الأمر الذي يشكل لنا منطلقاً لمحاولة الإجتهاد فنسئل : هل استخدم الله المسرح للغاية نفسها ؟ ففي الأيات التي تناولت مواقف سيدنا إبراهيم مع قومه تشعر أن الله جعل من الكون كله خلفية مسرح تقف على أرضه الشخصية المحورية سيدنا إبراهيم - عليه السلام - لأعظم مسرحية قدمت على الإطلاق ، وقومه هم الجمهور والجمهور كما في أحدث النظريات المسرحية بطل مشارك له دور مرسوم ، مسرحية من ثلاث مشاهد ، في المشهد الأول يرى البطل كوكباً فيصيح في الناس وهو يشير إليه ممثلاً دور الباحث المتجرد : " هذا ربي " فلما أفل عاد ليقول : " لا أحب الأفلين " االمشهد الثاني لخصته الأية التالية : " فلما رءا القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين " ونشعر هنا بسخونة الحوار ،
في المشهد الثالث والأخير تغمر الشمس المسرح بنورها فيصيح البطل ممثلاً دور الباحث المتجرد الذي يتحرق شوقا للحقيقة ويسعد بالوصول إليها : " فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مماتشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين * وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا " ويسدل الستار بعد انفضاض الناس من حوله وفي نفس كل واحد منهم يشتعل سؤال كبير ، لا نعلم على وجه اليقين هل كان إبراهيم يفعل ذلك بفطرته كما كان يفعل محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء حتى قال له ربه عن ذلك :"ووجدك ضالاً فهدى" وهنا يكون دوره الذي قام به أمام الناس مشهداً قدره الله أم أن كل ما قام به حيلة من ضمن الحيل التي دبرها ليواجه بها قومه وهي من قدر الله أيضاً ، لكن الذي نعلمه على وجه اليقين أن عناصر المسرح كلها ( الخلفية ، الإضاءة ، الإظلام ، الشخصيات ، الحوار ، القضية المثارة ، الصراع ) كانت حاضرة ، وتكرر ذلك الأسلوب المسرحي في عرض قضايا العقيدة أكثر من مرة ، ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط ، فقد شاركت النساء في هذه العروض أيضاً وكانت مريم ابنة عمران الشخصية الأشهر في هذا المضمار ، و"يوم الزينة" أيضاً يصلح لأن يكون عنواناً لمسرحية قرآنية إن جاز التعبير قياساً على قولنا قصة قرآنية كا ن بطلها موسى عليه السلام .