السفير معصوم مرزوق يكتب : ولو بعد حين

profile
السفير معصوم مرزوق دبلوماسي وسياسي مصري
  • clock 12 ديسمبر 2021, 1:08:29 م
  • eye 1835
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كنت أؤمن دائماً بأنه لا توجد قضية عادلة خاسرة ، وإنما فقط محامون فاشلون ، وأحياناً كنت أشعر بالرضا الكامل بعد حوار مع أشخاص أصادفهم ( حتي في بعض صالات الترانزيت) ، لمجرد أنني شرحت ما أفكر فيه وأقتنع به ، وبغض النظر عن إتفاق المستمع أو إختلافه . 


وفي مرات عديدة كانت النتيجة مبهرة ، من ذلك مثلاً في بداية حياتي الدبلوماسية عندما كنت في الإكوادور وتعرفت علي دبلوماسية هولندية ، وكانت بداية التعارف جافة ، بل وكانت هذه الدبلوماسية شديدة العداء للعرب والمسلمين ، ولم تكن تخجل من التصريح بذلك بشكل فج في الحفلات التي كانت تجمعنا ، وطلبت منها أن نتحدث ، وظلت مترددة حتي وافقت علي دعوة للغذاء في مطعم جميل يحتل سطح بناية عالية في قلب كيتو ( ريستورانتي تيراسا دي الترتارو ) ، وتحدثنا ، وحكيت لها تاريخي وتاريخ أمتي .. وطال الحديث..


قالت لي أنها عندما كانت طالبة عملت لبعض الوقت في إحدي الكيبوتزات في إسرائيل ، ثم روت لي عن فيلم رأته في طفولتها عن " الهولوكوست " لا يزال يرعبها .. 
شرحت لها ، وظلت تقاوم حتي تكررت لقاءاتنا ، وتدريجيا أصبحت من أشد المدافعين عن الحقوق الفلسطينية ... 


ربما لا يمثل ذلك نصراً دبلوماسياً ، ولا إنجازا ساحقاً فظيعاً ، ولكنني كنت أشعر دائماً أن كل حوار أو كلمة في مقال يمكن أن تكون بذرة تخرج منها شجرة الحرية والحب التي ربما لن أراها ، ولكنها تنمو وتثمر ، ولو بعد حين ..

التعليقات (0)