السفير يحيي نجم : حسبنا الله فيمن فرط في النيل

profile
السفير يحيي نجم سفير مصر السابق في دولة فنزويلا
  • clock 18 مايو 2021, 12:33:17 م
  • eye 14922
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

   تحليل لبيان المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي حول زيارته للمنطقة يتضمن ويشير إلى ما يلي :

اهتمامه أولاً ينصب على ما يجري داخليا بإثيوبيا ، واهتمامه بتوطيد أركان حكم آبي أحمد وربما دعمه في الإنتخابات القادمة .

انسحاب القوات الاريترية من اقليم تيجراي .

 دعم عملية التحول في السودان (خصوصا بعد إقامة العلاقات مع إسرائيل) .

إمكانية توفيق قلق (لا يسميها مطالب مشروعة) مصر والسودان مع مصالح اثيوبيا ، وأهمية استئناف المفاوضات مرة أخرى تحت قيادة الإتحاد الأفريقي عاجلا 

(دون حديث عن جدول أعمال ، أو إلزام قانوني أو سقف زمني أو حصص أو اتفاقية 1902م. .....) .

 الإشارة إلى أن إعلان مباديء 2015م. هو إحدى المرجعيات الأساسية في التفاوض ، بالإضافة لبيان مكتب الإتحاد الأفريقي لسنة 2020م. 

(متجاهلا الإتفاقيات الأخرى التي تضمن حصص مصر والسودان ، وحقهما التاريخي والطبيعي في نهر دولي) .

 الإشارة أنه سيعود قريبا للمنطقة دون تحديد موعد !

الخلاصة:

بيان مائع غير ذي فائدة منحاز لمصالح طرف واحد ، لا يقدم أي جديد ؛ بل يضر مصالح مصر والسودان ،  متخفياً وراء كلمات معسولة .

لا يتضمن أي إشارة للإتفاقات السابقة ، ولا حصص مصر والسودان ، ولا لاتفاق ملزم ، ولا جدول أو سقف زمني حازم منضبط .

يتضمن فقط الإشارة لاتفاق مباديء 2015م. (سبب الكارثة) وهو ما يتفق مع مصالح اثيوبيا فقط .

 لا يتضمن أي إشارة أو تكييف للوضع القانوني لنهر النيل كنهر دولي ؛ بكل ما يتضمنه ذلك من حقوق وواجبات على دول المنبع والمرور والمصب .ذ

 لا يتضمن أي مطالبة لإثيوبيا (ولو مؤقتاً) بوقف الملء الثاني أو تعلية السد أو الإجراءات الأحادية .

 لا يتضمن التحذير من أي عقوبات حال الاستمرار في الملء الثاني .

لم يتضمن أي لوم أو إشارة لانسحاب إثيوبيا من توقيع مسودة اتفاق الوساطة الأمريكية الذي توصلت له الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس ترامب بمشاركة البنك الدولي في واشنطن يناير 2020م.

 البيان بهذا الشكل هو ضوء أخضر بل دعوة لإثيوبيا لتعلية السد والانتهاء من ملء السد والإطاحة بكل مطالب وحقوق دولتي المصب .

 إذا كانت هذه آخر حلقة ودرة التاج في مسلسل المفاوضات الدائر منذ 10 سنوات ؛ والتي يعول عليها النظام المصري الحالي كما ورد في مقال السفير المصري في واشنطن في مجلة "Foreign Policy" الأمريكية بداية هذا الشهر

 بقوله : " أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على إنقاذ المفاوضات " .. فلا يسعنا إلا أن نستذكر المثل العربي القائل " أبشر بطولا سلامة مربع " ، ونقول " أبشري بطول سلامة يا إثيوبيا " !

إذا كان هذا شأن رؤية مصر وأقصى أمانيها ونهجها في قضية مصيرية في مفاوضات عبثية طيلة 10 سنوات ضاعت دون تحقيق نتيجة أو الحد الأدنى للأمن المائي لبلدي وادي النيل .. فلا يمكن إلا القول "على مياه النيل السلام " .

وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن خان وفرط في مياه النيل ؛ كما باع وفرط في تيران وصنافير .. والأمر محال إلى محكمة الشعب وعدالة السماء .

التعليقات (0)