الشهيد أبو شخيدم في وصيّته: سنوات عمري السابقة كانت استعدادا إيمانياً وعسكرياً

profile
  • clock 22 نوفمبر 2021, 7:04:38 م
  • eye 521
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ترك الشهيد فادي أبو شخيدم من مخيم شعفاط، والذي كان قد استشهد صباح أمس الأحد، برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال اشتباك مسلح وتنفيذه عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة ثلاثة، في منطقة باب السلسلة في القدس القديمة؛ وصيةً كان قد كتبها قبل يوم من استشهاده، إذ إنها مُذيّلة بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وقد شدّد فيها على أنّ العملية التي نفّذها، جاءت بعد "سنوات من الاستعداد إيمانيا وعسكريا".

وافتتح أبو شخيدم الذي استشهد عن عمر ناهز 42 عاما، وصيّته التي أوردتها وسائل إعلام فلسطينية بعبارة: "أكتب حروفي هذه وأنا في أعلى درجات السعادة"، قبل أن يختتم حياته بالشهادة "التي تمناها طوال حياته"، كما قال.


وتزامن انتشار الوصية مع اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الإثنين، زوجة الشهيد أثناء عودتها من الأردن، عبر معبر اللنبي (الكرامة)، ونقلتها إلى سجن المسكوبية، بحسب ما أكدت عائلة الشهيد لـ"مكتب إعلام الأسرى".

وقال الشهيد في الوصية: "منذ أن عرفت قدماي المسجد، وأُشربت القرآن والسنة، وأنا أحلم بقرب لقاء الله شهيدا بإذن الله مقبلا غير مدبر، وما كانت سنوات عمري السابقة إلا استعدادا إيمانيا وعسكريا لهذه اللحظة الشريفة المباركة (لحظة استشهاده)".

ووجّه رسالة لوالدته وزوجته وأفراد عائلته، قال فيها: "والله إن الحياة في ظلكم شرف ورفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع وأعلى، وكم كنتم لي عونا وسندا في حياتي، فكان حقا على أن أجازيكم بخير منه، ذلك أنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يشفع لأهله، وأسأل الله أن أكون شفيعا لكم ولوالدي رحمه الله، فاصبروا واحتسبوا واثبتوا، واعلموا أني اخترت هذه الطريق مرضاة لله وفوزا بجنة الله تعالى، فالحياة قصيرة وقد أفلح من جعلها لله واستطاع أن يضحى بنفسه".


وفي مقطع آخر من الوصية والذي وجّهها أبو شخيدم لـ"رفاق الدعوة والعمل الإسلامي"، ذكر الشهيد أن "كلماتنا ودعوتنا المباركة التي نعمل فيها منذ نعومة أظفارنا، تستوجب علينا التضحية والفداء، فلا تبقى كلماتنا ميتة دون روح، فلا بد للكلمة من شاهد على صدقها، وهو العمل، وخير تغيير التغيير بالتضحية وموافقة القول الفعل، وبعد هذه السنوات من العمل وطلب العلم وتعليم الناس أقول لا بد وأن نقود المركب بدمائنا وأن نكون القدوة العملية في باب الجهاد".

وأضاف: "خير طريق لنا في ظل الظلم الذي يتعرض له مسجدنا أن نفديه بدمائنا، فلا حياة لنا بعزة وكرامة ومسجدنا حاله تسوء يوما بعد يوم، وتزداد الهجمة عليه، فوطنوا أنفسكم على الرباط والجهاد والتضحية والفداء".


كما خاطب الشهيد طلّابه الذين قد تتلمذوا على يده لسنوات، قائلا إنّ "ما يتجاوز العشرين عاما مرّت وأنا أعلم وأدرس في المساجد والمدارس ودار الفقه ودار الحديث وغيرها من محاضن التربية والتعليم، وكنت في كل لقاء أحزن لأن غيري سبقني إلى الجنة مقبلا غير مدبر، وكنت أحدثكم بقصص هؤلاء من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسود الإسلام في عصرنا، ووالله ما فارقت الدمعة عيني عند الحديث عنهم، لكني كنت أعد واستعد للحاق بهم والسير في ركبهم، واليوم أحبتي أغادركم للحاق بهم".

وفي ختام وصيته قال الشهيد: "أختم وصيتي بطلب الدعاء بالقبول والمغفرة والرحمة، ورفع الدرجات… أسأل الله أن يتقبلني ويتقبل مني جهدي وجهادي إنه ولي ذلك والقادر عليه".

(عرب48)

التعليقات (0)