- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
عبدالعزيز عاشور يكتب : الصحافة المصرية وخبرة تزييف الوعي
عبدالعزيز عاشور يكتب : الصحافة المصرية وخبرة تزييف الوعي
- 29 مارس 2021, 9:10:43 م
- 990
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع انتهاء مشكلة جنوح السفينة إيفر جفين ..
فقد تركزت ملاحظات اليوم الاول للواقعة فى تجاهل وسائل الإعلام المصرية للخبر دون غيرها من وسائل الاعلام فى العالم بأسره حتى بتنا نتنقل بين محطات الاخبار لمتابعة ما يجرى ..
وهذا نفس ما فعلته الصحف المصرية فى اليوم التالي حيث تجاهلت الأمر برمته ولم تورد عنه ولو خبرا صغيرا ..
كل ذلك أثار ذكريات مضى عليها ما يناهز العقود الأربعة ..
كانت المرة الثانية التى دخلت فيها الى مبنى جريدة الاهرام المصرية فى اوائل يناير ١٩٨٢ ..
كان يادوب مرت فترة قصيرة على وجود مبارك فى كرسى الرئاسة بعد الاستفتاء الذى جرى بعد اغتيال الرئيس السادات ..
اصطحبنى صديقى الأستاذ سيد سلطان بعد انتهاء عملنا ببنك القاهرة فرع طلعت حرب لزيارة الصحفي الكبير / ص . م . بناء على موعد سابق بينهما ..
دخلت منبهرا الى بهو الأهرام ..
وتم إخبار الأستاذ بوجودنا فنزل إلينا وجلسنا معا وكنت أراه للمرة الأولى وكان وقتها يشغل منصب مدير او نائب مدير تحرير الاهرام ..
لا أذكر على وجه الدقة وإن كنت أعتقد أنه كان مديرا لتحرير الاهرام ..
قبل أن يتحدثا عما جئنا بشأنه سأله صديقى سيد قائلا :
مالك يا أستاذ ص، ؟
قال له اسكت يا أخي اول مرة تصادفنا حالة الإرتباك دى ..
ارتباك ليه يا استاذ ص . ؟
يا اخى مش عارفين نشتغل ،
مش عارفين نكتب ..
ليه يا استاذ ص ؟
الأستاذ ص :
الراجل محدش عارف اتجاهاته ايه ..
( يقصد مبارك )
ده عمره ما اشتغل سياسة والا عمره اتكلم فيها عشان حتى نفهم اى حاجة عن اتجاهه السياسي ..
خايفين نكتب يمين يطلع هو شمال او نكتب شمال يطلع هو يمين وتبقى وقعة سودة ..
انا طبعا مذبهل ( مذهول ) وانا باسمع الكلام ده ..
وسرحت وافتكرت من عشر سنين لما كنا قاعدين مع رئيس تحرير نفس الجريدة الأهرام الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل فى نفس المكان واحنا طلبة جامعيين ونناقشه فى الوضع السياسي للبلد ومدى استعدادها وسعيها لتحرير سيناء ..
ياااااه ..
بقى هما دول المسئولين عن تشكيل وعى الشعب المصري ..؟
وهما دول اللى احنا فاكرين انهم ممكن يكونوا ضمير المجتمع فى التعبير عن أوجاعه وتطلعاته ..؟
بقى هما دول اللى ممكن السلطة الحاكمة فى البلد تعمل حساب أقلامهم وتفكيرهم ؟
ازاى عشر سنين يعملوا كل ده ؟
سرحت لدرجة عدم التركيز فى الموضوع اللى صاحبي جاي يقابل الصحفي الكبير عشانه ..
وخرجت أحمل حسرة أكثر مما كانت بين جوانحي ..
وبعد ١١ سنة بالتمام والكمال كنت أجلس فى نفس المبنى لإجراء حوار صحفي أجراه معي ومع الدكتور محمود عمارة الأستاذ أسامة سرايا ..
وتلك حكاية أخرى ..
يذكر أن نقيب الصحفيين ضياء رشوان حلف بأغلظ الأيمان ان فيه ١٢٠ وثيقة تؤكد سعودية جزيرتى تيران وصنافير واختارته جموع الصحفيين المسئولين عن جزء كبير من الوعى الجمعي للوطن نقيبا للصحفيين ..
هل هى حالة تماهى مع الأوضاع السائدة والمتحكمة فى الفضاء العام ؟
أم هى مجرد إنحناءة لعاصفة لا يقدرون على الوقوف أمامها على أقدامهم ؟
وإن امتنعت الصحافة عن نقل الخبر ولو بلا تعليقات فما هى اذن وظيفتها ؟
لا تسعفنى مفرداتي لوصف ما يعتمل بداخلي ..
ويبقى التساؤل المشروع :
الى أين نحن سائرون ؟؟؟
كل ما تقدم لا ينفى أن مؤسساتنا الصحفية تحوى بين جنباتها عددا من الكتاب واسعى الثقافة والأفق والخبرة والتميز وان كانت الفرصة لا تتاح لمثل هؤلاء لتصدر الواجهة والصفوف الأولى كشأن خبرات أخرى متميزة فى سائر المؤسسات الأخرى ..