- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الضفة الغربية تغلي وإسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع انتفاضة شاملة
الضفة الغربية تغلي وإسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع انتفاضة شاملة
- 14 سبتمبر 2022, 9:07:08 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يستيقظ الفلسطينيون كل يوم تقريبًا على أخبار الاشتباكات المسلحة في جميع أنحاء الضفة الغربية. وبعد أن كانت محصورة لشهور في مخيم جنين ومدينة نابلس القديمة، توسعت هذه الاشتباكات المسلحة إلى مناطق أخرى من الضفة بما في ذلك مخيم بلاطة في نابلس، ومخيم الفارعة بالقرب من طوباس، وقرية روجيب بالقرب من نابلس، وقرية سلواد بالقرب من رام الله وبلدات برقين وقباطية بالقرب من جنين.
تصاعد العمليات الفلسطينية
في 4 سبتمبر/أيلول الجاري، فتح مجموعة من الفلسطينيين النار على حافلة تحمل جنودًا إسرائيليين بالقرب من مستوطنة حمرا في وادي الأردن، حيث أصابوا 7 منهم، فيما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه "تحول نوعي" في العمليات الفلسطينية التي تستهدف الإسرائيليين في الضفة الغربية. وفي مساء نفس اليوم، فتح فلسطينيون النار على نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية بالقرب من رام الله، وأصابوا 4 جنود إسرائيليين.
وفي 6 سبتمبر/أيلول الجاري، داهمت أكثر من 100 مركبة عسكرية مخيم جنين كجزء من عملية لتدمير منزل "رعد خازم" الذي قتل 3 إسرائيليين في تل أبيب في أبريل/نيسان الماضي. واندلعت عملية تبادل لإطلاق النار خلال الاقتحام الإسرائيلي، وخلفت قتيلًا فلسطينيًا فيما جرح آخرون. وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، اندلعت جولة من الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مخيم الفارعة بالقرب من طوباس، حيث قُتل شاب فلسطيني.
في وقت سابق في 5 سبتمبر/أيلول الجاري، قُتل فلسطيني ينتمي إلى حركة "الجهاد الإسلامي" خلال الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في جنين. وذكرت التقارير اشتباكات كثيفة في مخيم جنين في 2 سبتمبر/أيلول الجاري بعد يوم واحد من الاشتباكات العنيفة في مخيم بلاطة ومدينة البيره والتي استمرت لساعات.
وفي 31 أغسطس/آب الماضي، أطلق فلسطينيون ينتمون إلى ما يسمى "لواء نابلس" النار على حافلة تحمل مستوطنين إسرائيليين على الطريق بين نابلس وقلقيلة.
في غضون ذلك، أصيب العديد من المستوطنين الإسرائيليين خلال الاشتباكات مع الفلسطينيين أثناء محاولتهم دخول قبر يوسف في نابلس في 30 أغسطس/آب الماضي. وفي اليوم نفسه، اندلع إطلاق نار كثيف بين شابين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بعد أن تحصن الشابان في منزل في قرية روجيب، واستمر إطلاق النار لساعات، وتم استهداف المنزل بصواريخ محمولة على الكتف، قبل أن يسلم الشابان نفسيهما بعد نفاد الذخيرة.
وفي غضون 48 ساعة في الفترة من 29 إلى 31 أغسطس/آب، تم تسجيل 12 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية عند 11 نقطة مواجهة، وأصيب عدد من المستوطنين، وفقًا للتقارير المحلية.
وذكرت قناة "كان 11" الإسرائيلية أن 60 عملية إطلاق نار تم تنفيذها ضد الجيش الإسرائيلي بين يناير/كانون الثاني وأواخر أغسطس/آب الماضيين، مقارنةً بـ50 خلال عام 2021 و48 خلال عام 2020. ووفقًا للقناة الإسرائيلية، أحبط الجيش 220 هجومًا هذا العام.
توسع المقاومة المسلحة
وقال "خضر عدنان" القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" لموقع "المونيتور" إن "المقاومة المسلحة في الضفة الغربية تتوسع. لقد وصلت إلى الأجزاء المركزية من الضفة، ما يمهد الطريق لتوسعها في الضفة الغربية بأكملها. وحتى الآن، تشمل المقاومة في الضفة شبابًا تأثروا بأولئك الذين سقطوا كشهداء في مخيم جنين ونابلس، ولم تتخذ بعد طابعًا تنظيميًا".
وتعليقًا على التحديات التي تمنع هذا العمل المسلح من التحول إلى انتفاضة كاملة، قال "عدنان": "يتطلب ذلك جهودًا من جميع الفصائل لتوفير القدرات اللازمة لجميع مقاتلي المقاومة. كما أن الاعتقالات والاغتيالات والمطاردات اليومية التي يقوم بها الاحتلال خلال غاراته على المدن الفلسطينية والقرى والمخيمات، والتعاون الأمني بين إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية، تحول دون وقوع مواجهة واسعة النطاق".
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني "ساري عرابي" إن "أنشطة المقاومة في الضفة الغربية ليست جديدة. إنها تتراجع في بعض الأحيان وتشتد في أخرى اعتمادًا على التحديات التي تواجهها المقاومة، مثل عملية الدرع الواقي في عام 2002 والانقسام الفلسطيني الذي أثر على البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية".
وأضاف: "بدأت هذه مقاومة الضفة في التعافي التدريجي منذ عام 2014 حيث تأثرت بالعدوان الإسرائيلي على غزة في نفس العام واندلاع انتفاضة السكاكين في القدس عام 2015".
إسرائيل تستعد
تشير الدلائل إلى أن تصعيدًا كبيرًا سيحدث على الأرجح في الثلث الأخير من هذا العام في الضفة الغربية، وذلك في ضوء الهجمات الإسرائيلية اليومية المتزايدة ومشاريع الاستيطان المتسارعة واحتمالية شن عملية إسرائيلية واسعة في شمال الضفة الغربية، ما قد يؤدي إلى انفجار الوضع برمته.
ويشعر المسؤولون والمحللون الإسرائيليون بالقلق من نمو وتوسع المقاومة المسلحة في الضفة الغربية. وكتب المحلل العسكري "رون بن يشاي" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 31 أغسطس/آب الماضي: "هناك قضية واحدة تشغل بال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أكثر من الاتفاقية النووية الإيرانية وأكثر من تهديدات حسن نصرالله، وهذه القضية هي الضفة الغربية".
ونقل "بن يشاي" عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله: "الضفة الغربية تغلي - خاصة الجزء الشمالي منها - والأمور قد تنزلق إلى انتفاضة شعبية عنيفة. يجب على المؤسسة الأمنية الاستعداد لمثل هذه التطورات ومحاولة منعها".
وتعليقًا على الاشتباكات في قرية روجيب، غرد الصحفي الإسرائيلي "أوهاد بين هيمو" في 30 أغسطس/آب الماضي، قائلا إن "مقاومة الاعتقالات بالرصاص والأسلحة أصبحت مصدر قلق للجيش والمخابرات الإسرائيلية". وأضاف أن العمليات التي كانت تستغرق دقائق لتنتهي تحولت إلى اعتقالات معقدة تشمل إطلاق نار وحتى صواريخ.
وكتب "أمير بوهبوت"، المحرر العسكري وكبير محللي الشؤون الدفاعية لموقع "والا" الإسرائيلي في 1 سبتمبر/أيلول الجاري، أن التصعيد الأخير أجبر الجيش الإسرائيلي والشاباك على التفكير في شن عملية واسعة النطاق في نابلس وجنين.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ التاريخ السياسي "إليف صباغ": "اتخذت إسرائيل قرار غزو الضفة الغربية في أوائل (العام) الجاري وأطلقت عملية كسر الموجة في فبراير/شباط. وتتضمن هذه العملية التركيز على مقاتلي المقاومة في مدن وبلدات الضفة الغربية".
وأضاف: "في البداية، ركزت العملية الإسرائيلية على مدينة جنين ومخيمها للاجئين، قبل أن تتوسع إلى القدس للسماح للإسرائيليين بتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية. وبالفعل نجحوا في إقامة مسيرة الأعلام التي شجعت إسرائيل على شن حربها على غزة [في مايو/أيار]. بعد ذلك، أعاد الجيش الإسرائيلي توجيه تركيزه نحو الضفة الغربية كجزء من عملية كسر الموجة".
وقال "صباغ" إن بعض المحللين الإسرائيليين يؤكدون فشل عملية "كسر الموجة" لأنها أثارت موجات جديدة من المواجهات في مناطق أخرى من الضفة الغربية، خارج مخيم جنين، فيما يرونه تهديدًا ودلالة على تراجع السلطة الفلسطينية وتنامي الدعم الشعبي للمقاومة وفشل التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في منع المزيد من المواجهات.
وأضاف "صباغ" أن إسرائيل تخشى اندلاع انتفاضة ضد كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل قد تؤدي إلى سيطرة "حماس" على الضفة الغربية.