-
℃ 11 تركيا
-
15 مارس 2025
الظلام يعود مجدداً.. كوبا تواجه انقطاعاً كهربائياً رابعاً في خمسة أشهر
الظلام يعود مجدداً.. كوبا تواجه انقطاعاً كهربائياً رابعاً في خمسة أشهر
-
15 مارس 2025, 11:12:45 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كوبا تواجه انقطاعاً كهربائياً رابعاً في خمسة أشهر
تعرضت كوبا، التي يبلغ عدد سكانها 9.7 مليون نسمة، لانقطاع واسع للتيار الكهربائي مساء الجمعة، وهو الرابع من نوعه خلال خمسة أشهر والأول خلال عام 2025. وأوضحت وزارة الطاقة والمناجم الكوبية أن الخلل بدأ قرابة الساعة الثامنة والربع مساءً في محطة فرعية بمنطقة دييثميرو جنوب هافانا، مما تسبب في انهيار الشبكة الوطنية للكهرباء.
وأكد رئيس الوزراء الكوبي، مانويل مارييرو كروز، عبر منصة "إكس"، أن الحكومة تعمل على مدار الساعة لإعادة التيار الكهربائي. ومع حلول منتصف الليل، تم تزويد بعض المرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات في عدد من المقاطعات، بالحد الأدنى من الكهرباء، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
معاناة سكان العاصمة:
سادت العتمة شوارع هافانا، حيث لم يبقَ سوى القليل من الإضاءة من مولدات الكهرباء في الفنادق وبعض المؤسسات الخاصة، بالإضافة إلى المرافق الصحية الرئيسية. وقالت كارين غوتييريز، بائعة مثلجات: "يا إلهي، يبدو أننا سنمضي نهاية أسبوع مظلمة".
من جهتها، أعربت أنخيليكا كاريداد مارتينيز من كاماغوي عن فقدانها للشهية بسبب الوضع، واصفة إياه بأنه "لا يُحتمل". فيما اشتكى أندريس لوبيز (67 عاماً) من هولغوين من صدمته قائلاً: "لم أتوقع انقطاعاً آخر بهذه السرعة".
واقع متأزم في المحافظات:
على الرغم من عودة التيار الكهربائي بشكل متقطع في بعض المناطق، لا تزال العديد من المحافظات الريفية تعاني من انقطاعات قد تصل إلى 20 ساعة يومياً. وفي هافانا، تتراوح فترات انقطاع الكهرباء بين أربع وخمس ساعات يومياً. وأفاد مواطنون بأنهم يعتمدون على المصابيح اليدوية والهواتف المحمولة للتنقل ليلاً، وسط تأكيدات رسمية بأن استعادة الخدمة الكاملة ستستغرق وقتاً غير محدد.
تحديات اقتصادية كبرى:
شهدت كوبا ثلاث حالات انقطاع كهربائي شاملة أواخر عام 2024، استمرت اثنتان منها لأيام، مما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية التي تعتبر الأسوأ منذ ثلاثة عقود. وتعاني البلاد من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وارتفاع ملحوظ في معدلات التضخم، بالإضافة إلى موجات هجرة كثيفة نحو الولايات المتحدة.
وتبذل السلطات الكوبية جهوداً كبيرة لتشغيل ثماني محطات طاقة حرارية، معظمها شُيد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى بوارج توليد تركية تعتمد على وقود مستورد بتكلفة باهظة وكميات محدودة.
مساعٍ نحو الطاقة الشمسية:
تعود الانقطاعات المتكررة جزئياً إلى أعطال متواصلة في محطات رئيسية، أبرزها محطة غويتراس التي توقفت عن العمل في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي لأربعة أيام، ثم تعطلت مرة أخرى في ديسمبر. كما ألحق إعصار رافائيل أضراراً بالمنظومة الكهربائية بأكملها قبل ذلك بشهر.
وتلقي القيادة الكوبية باللوم على الحصار التجاري الأمريكي المستمر منذ ستة عقود، والذي اشتد خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، معتبرة أنه يعرقل جهود الصيانة والتحديث.
في إطار البحث عن حلول، تسرع كوبا إنشاء 55 محطة شمسية بتكنولوجيا صينية، ومن المتوقع أن تكتمل هذه المشاريع قبل نهاية العام الحالي. ومن المتوقع أن تضيف هذه المحطات نحو 1200 ميغاواط، أي ما يعادل 12% من إجمالي إنتاج الطاقة في البلاد.
ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه المحطات في تخفيف الأعباء على الأسر والمرافق الحيوية، والحد من الانقطاعات المزمنة في المستقبل. ومع ذلك، تبقى استعادة الاستقرار الكهربائي هدفاً رئيسياً في ظل التحديات الاقتصادية واللوجستية المستمرة.
CNN






