- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
العثور على مقتنيات للفدائي الفلسطيني باجس أبو عطوان في كهف بعد 48 عاما على استشهاده
العثور على مقتنيات للفدائي الفلسطيني باجس أبو عطوان في كهف بعد 48 عاما على استشهاده
- 5 فبراير 2022, 2:18:46 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
راديو صغير، وأدوات لتنظيف السلاح، وسلك لإشعال العبوات الناسفة، تلك هي بعض مقتنيات المناضل الفلسطيني باجس أبو عطوان، عُثر عليها بعد 48 عاما على استشهاده.
تروي “الجزيرة نت” أن الراديو، وهو من نوع ترانزستور، كان أول ما وجده المزارع الفلسطيني حسن عصفور. كانت فيه بطاريتان قديمتان جدا. ثم تناول عودا خشبيا وبدأ ينبش في محيط الموقع، فوجد صحنا زجاجيا صغيرا ومعدات أخرى، فأدرك أنها تخص سلاح أحد الفدائيين الفلسطينيين في سبعينيات القرن الماضي.
وهو يعرف أن الشهيد أبو عطوان رابط هو و8 من رفاقه في منطقة الجوف في قرية الطبقة القريبة من مدينة دورا جنوب الخليل، أقصى جنوب الضفة الغربية المحتلة، وكانوا يُعرفون وقتها بـ”مجموعة الجبل” الفدائية. ويشتهر الجبل بوجود عدد من الكهوف التي تتصل مع بعضها. وقد كانت ملجأً للفدائيين الفلسطينيين، وعلى رأسهم “مجموعة الجبل” التي تعد أول خلية عسكرية شكلتها حركة (فتح) في منطقة الخليل عام 1968، بعد نكسة يونيو/حزيران من عام 1967.
نفذت المجموعة 78 عملية فدائية ضد أهداف عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بين عامي 1968 و1976، وبقي أعضاؤها مطاردين من الاحتلال طوال هذه المدة، إلى أن ارتقى آخر عناصرها شهيدا.
يعرف أهل مدينة دورا المجموعة، وهم قائدها علي أبو مليحة، وخليل يوسف، ومحمد جبر العواودة، وإبراهيم خليل سالم، ويوسف عمرو، وعلي الربعي، ومصطفى أبو عقيل، وباجس أبو عطوان.
توجه فريق “الجزيرة” إلى الجبل برفقة محمد أبو عطوان – شقيق الشهيد باجس- وابن شقيقه الغضنفر، وهو أسير مضت على الإفراج عنه أشهر قليلة بعد أن أضرب عن الطعام حتى شارف على الموت، والمزارع حسن عصفور الذي عثر على مقتنيات الشهيد.
يقول محمد أبو عطوان، وهو يحمل صورة شقيقه باجس عند مدخل الكهف، إن الاحتلال الإسرائيلي حاول بكل السبل قتل أفراد الخلية أو اعتقالهم، قبل أن يتمكن من تمرير مخزن سلاح ملغّم لينفجر عند فتحه.
كان الفدائي باجس متحمسا لوصول السلاح له يوم 18 يونيو/حزيران 1974، إذ كان يعتقد أنه سوف يصل إليه من غزة، وما أن فتح الصندوق حتى انفجر الكهف بأكمله فوق رأسه، وارتقى شهيدا بعمر الخامسة والعشرين.
يومها اعتقدت العائلة أن الاحتلال صادر كل شيء يتعلق بولدها، لكن وبعد 48 عاما على استشهاده، عثر على بعض مقتنياته بالقرب من الكهف.
يقول شقيق الشهيد إن مذياعا صغيرا كان بالنسبة للفدائيين بمثابة وسيلة للتواصل مع قيادتهم، وكانوا من خلاله يتلقون التعليمات، ويرسلون الإشارات، كما أن الأغراض الأخرى كانت خاصة بسلاحهم وتنظيفه وجعله جاهزا للاستخدام.
كانت المجموعات الفدائية في ذلك الوقت لها حاضنة شعبية كبيرة من الفلسطينيين، وأسهم هذا التضامن في استمرار مطاردتها في الجبل لقرابة 10 سنوات، بالرغم من تفجير الاحتلال لمنازل كل عناصر المجموعة، واحتجاز الاحتلال للشهيدين خليل عواودة وإبراهيم خليل سالم مدة 10 سنوات في ثلاجاته.
ومن أبرز ما كان ينقل على لسان الشهيد باجس أبو عطوان “سلاح الفدائي لن يكون مستأجرا، ولن يجوع الفدائي في الجبل”.