- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
الغارديان: تزايد عدد المفقودين في القتال الدائر بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم
الغارديان: تزايد عدد المفقودين في القتال الدائر بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم
- 19 مايو 2023, 6:27:23 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده كامل أحمد قال فيه إن آلافا من الأشخاص اختفوا منذ اندلاع القتال بين الجنرالين ولكن المجتمعات تقوم بالتعاون والبحث عنهم وإعادتهم إلى بيوتهم.
فقد أرسل كمال علي أحمد رسالة نصية لعائلته يقول فيها إن قوات الدعم السريع أوقفته عند نقطة تفتيش من النقاط التي تخنق العاصمة الخرطوم اليوم. وبعد دقائق محيت الرسالة النصية من هاتفه ولم يسمع عنه منذ ذلك الوقت. وعثمان، 60 عاما، كان عائدا لبيته بعد توصيل بعض الأدوية لوالده في منطقة أخرى من الخرطوم. وبعد التواصل مع مصدر داخل الدعم السريع، استطاعت عائلته معرفة أن والدهم يتعرض للتحقيق. وخلال أسبوعين لاحقين لم يسمعوا منه أي شيء.
وقالت إسراء علي عثمان، 22 عاما، ابنة كمال علي عثمان “لقد صدمنا وشعرنا بالخوف بسبب حذف الرسالة النصية. ونعتقد أنه أجبر على حذفها”، وكانت إسراء مع عائلة أخرى عندما اندلع القتال في الخرطوم قبل شهر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. والعائلة هي من بين الكثير من العائلات التي نشرت صورا وأرقام هواتف على منصات التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي، وهي تسعى يائسة لمعرفة ما حدث لأحبائها ممن اختفوا منذ بداية النزاع.
واختفى الكثيرون بعدما خرجوا من بيوتهم بحثا عن الدواء والطعام. وقالت إسراء إنه لا توجد أسباب للتحقيق مع والدها، ذلك ألا علاقة له بالجيش. وعثر أحد الأقارب الذي خرج للبحث عن عثمان على سيارته مركونة حيث تحتفظ قوات الدعم السريع بالعربات. وقالت ابنته إنه أجرى قبل فترة عملية جراحية في القلب ويحتاج لتناول علاجه بشكل يومي. وقالت “نحن قلقون وبشكل دائم على صحته” و”يسأل إخوتي الصغار وبشكل دائم عنه ووالدتي قلقة وهي تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، ولم نأكل أو ننم منذ أسبوعين”.
واختفى على الأقل 190 شخصا منذ 15 نيسان/إبريل حسب مبادرة المفقودين وهي منظمة طوعية يعمل فيها ناشطون وأنشئت بعد هجوم الدعم السريع على اعتصام سلمي في عام 2019. واستمرت حالات التغييب وبالتحديد بعد انقلاب عام 2021. وقالت فادية خلف، المؤسسة المشاركة للمبادرة “لم تتوقف حالات التغييب لأن العنف لم يتوقف، ولم تعد المدينة آمنة والبلد بشكل عام كذلك، حيث حوصر الجميع بقوات سواء من الدعم السريع أو الجيش. ففي كل زاوية وكل يوم هناك كان هناك شخص يختفي بعد كل احتجاج”.
وتم اعتقال البعض أو أنهم اختفوا أو قتلوا بدون أن تتمكن عائلاتهم من استرداد جثثهم. وتبدأ العملية ببلاغ من العائلة وبعدها يقوم أعضاء المنظمة باستخدام صلاتهم للتحقيق، وهي عملية طويلة تلقي بظلها الثقيل على من يشاركون فيها. وقالت خلف “إنها مرهقة للجميع، الفريق والعائلات والأقارب، وتجعلك تشعر بالكآبة وتحرق أعصابك وتجعلك لا تريد عمل أي شيء، وتصبح ثقيلة على قلبك وعقلك”. و”تشعر أنها أثقل من ذي قبل لأنها لم تكن على نفس القاعدة. فهذه هي الحرب، فلم يعد هناك بلد أو حكومة ولا شرطة. وهناك قصف في كل مكان، على المستشفيات والمصانع والبيوت والمساجد، وتشعر أنك ضائع وأنا لا أتحدث هنا عن المفقودين ولكن عن الوضع الغامر بشكل عام”.
ورغم المهمة الصعبة فقد واصل الفريق العمل على مدار الساعة وحقق نجاحات، واستطاعوا إعادة 25 شخصا لعائلاتهم حتى الآن. وقالت “نشعر بالفخر ونعثر كل يوم على أشخاص، ونشعر بالسعادة في وسط الفوضى”. ومثل عثمان، فقد اختفى صديق إسماعيل محمد بعدما اعتقلته قوات الدعم السريع نهاية نيسان/إبريل. وترك بيت عائلته وكان يجيب على المكالمات قبل أن يغلق هاتفه. وقالت ابنته “والدي لا يفعل أبدا هذا”. و”كان أسوأ شعور ولا يمكن وصف التشوش والألم والخوف الذي شعرنا به. وكانت هناك آلاف الأشياء التي تدور في أذهاننا لأننا كنا نعرف أن كل شيء قد يحدث”.
وبعد عدة محاولات للوصول إلى هاتفه في الخرطوم وضعت نداء مساعدة على منصات التواصل. وأخيرا ظهرت معلومات حول المكان الموجود فيه. وكمواطنين بريطانيين اتصلت العائلة بالخارجية البريطانية. وتعلق “بصراحة شعرت أنهم لم يفهموا الوضع الطارئ”، وبعد اتصالهم بالسفير البريطاني في الخرطوم غايلز ليفر أفرج عن والدها. وتقول “استقبلت والدي في مطار بيرمنجهام، حيث وصلت طائرة الجلاء. وكنا ننتظر وصوله ودموعنا نازلة. وكان والدنا باسما ويقول إن الأمور على ما يرام، وهذه طريقته لأنه لا يريد منا أن نقلق”. و”كانت هناك ندبة على رجله اليسرى بعدما أصابتها رصاصة وهو في المعتقل، وكنت باكية لشعوري أن الرصاصة ربما أصابته في أي مكان، ولم أشعر بالراحة مثلما شعرت تلك اللحظة”.
وتحاول صديق منذ ذلك الوقت مساعدة الآخرين من أجل العثور على المفقودين وتقدم الدعم والنصيحة “لا يوجد مجتمع يشبه المجتمع السوداني، والدعم الذي نلقاه غامر، وهناك أشخاص لم نعرفهم غامروا بحياتهم من أجل والدي”. و”هذا أصعب شيء يمر على أي أنسان. وآمل بمساعدة الكثير من الناس قدر ما أستطيع، فهي تجربة مخيفة وكنت محظوظة لأن تكون معي شقيقتي لمساعدتي والكثير من الناس يواجهون هذا لوحدهم”.