- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
الغلاء يحيل اللحوم إلى الكماليات في سورية
الغلاء يحيل اللحوم إلى الكماليات في سورية
- 13 مارس 2023, 10:46:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قفزت أسعار اللحوم وعموم المنتجات الحيوانية في الأسواق السورية، بين 30% و40% خلال شهر، ما أحالها إلى خانة الكماليات، في ظل تواضع الأجور التي باتت توازي سعر كيلو لحم، وتهاوي سعر الليرة مقابل الدولار، وفق خبراء اقتصاد.
وسجلت الليرة، أمس الأحد، أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث وصل سعر الدولار إلى 7600 ليرة، فيما تخطت العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" حاجز 8000 ليرة لأول مرة. وتوقع الخبير الاقتصادي علي الشامي في تصريح لـ"العربي الجديد" استمرار تراجع الليرة، بعد خفضها رسميا للحوالات إلى 7200 ليرة، الأمر الذي ينعكس على أسعار المنتجات بالسوق السورية.
وتسعى حكومة بشار الأسد إلى الاستفادة من التحويلات الخارجية، عبر ما يصفه مختصون بـ"تعويم جزئي" من خلال تسعير الدولار رسمياً بموازاة سعر السوق، لكن سعر الدولار في شركات الصيرفة بالعديد من المناطق ارتفع كثيراً عن المستويات المحددة من البنك المركزي.
ومع قرب حلول شهر رمضان يتوقع مراقبون استمرار ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية إلى مستويات قياسية جديدة، فضلا عن استمرار التصدير الذي يحد من عرض المنتجات الزراعية والحيوانية في الأسواق المحلية. ووصل سعر لحوم العجول إلى 70 ألف ليرة للكيلوغرام والخراف 100 ألف ليرة للكيلو، والدجاج 25 ألف ليرة للكيلوغرام.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية اللحامين، محمد يحيى الخن، إن آخر تسعيرة للحوم من وزارة التجارة الداخلية، كانت منذ عام ولا يعمل بها لأنها باتت اليوم لا تتناسب مع واقع السوق. متوقعاً في تصريحات صحافية، أمس، المزيد من ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان.
بدوره، قال رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق، عبد العزيز المعقالي، إن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يرجع إلى عدم توافر اللحوم بالشكل الكافي، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وشح المعروض منها، وازدياد تهريب الثروة الحيوانية، مطالباً الجهات المعنية خلال تصريحات نقلتها صحيفة "الوطن" المحلية، أمس، بإعفاء مستوردي الأعلاف من كل الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على هذه السلعة، وتكليف مؤسسة الأعلاف باستيراد العلف المطابق للمواصفات السورية.
في السياق، قال رضوان محمد، مربي مواش في ريف دمشق، إن كلفة تربية الثروة الحيوانية ارتفعت أكثر من 30% خلال العام الحالي بواقع استمرار شح المحروقات ووصول سعر ليتر المازوت إلى 10 آلاف ليرة وتواصل ارتفاع أسعار الأعلاف، في ظل تراجع مساحة المراعي بسبب الجفاف حتى الآن.
وأوضح محمد أن سعر كيلو الشعير ارتفع من 800 ليرة قبل عام (منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا) إلى أكثر من 2200 ليرة اليوم، كما قفز سعر طن الذرة الصفراء إلى نحو 1.8 مليون ليرة في حين يصل فول الصويا إلى أكثر من 3.2 ملايين ليرة للطن، مضيفا أن ارتفاع تكاليف تربية الأغنام أخرج أكثر من 50% من المربين من السوق.
وأشار إلى أن للتصدير دورا أيضا في ارتفاع أسعار اللحوم في السوق السورية، لكن تراجع سعر صرف العملة السورية برأيه، هو السبب الأكبر، خاصة بعد توقف فترة السماح بالتصدير. وكان رئيس حكومة بشار الأسد، حسين عرنوس، قد أصدر قراراً بالسماح بتصدير الأغنام لشهرين، وانتهى العمل بالقرار مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث جرى تصدير 200 ألف رأس غنم. واشترطت الحكومة على المصدرين إعادة مبلغ 300 دولار عن كل رأس مصدر واستلام المقابل بالليرة السورية.
يذكر أن سورية قد فقدت نحو 50% من ثروتها الحيوانية بعد الثورة عام 2011. وبحسب أحدث بيانات صادرة عن إدارة الثروة الحيوانية التابعة لوزارة الزراعة في حكومة الأسد، تقدر الثروة الحيوانية بنحو 832 ألف رأس بقر ونحو 15.4 مليون رأس غنم، ولا يزيد عدد المزارع المرخصة المنتجة للدواجن عن 6.9 آلاف مزرعة.
ويزيد الغلاء من الصعوبات المعيشية التي فاقمها الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد الشهر الماضي. ووفق البنك الدولي فإن الزلازل، تسببت في أضرار مادية مباشرة تقدر بنحو 5.1 مليارات دولار في سورية، ما فاقم الدمار في بلد أنهكته بالفعل سنوات من الحرب.
وقال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان-كريستوف كاريه: "تسببت هذ الخسائر في تفاقم الدمار والمعاناة والمشقة التي يعاني منها الشعب السوري منذ سنوات"، مضيفا في بيان مطلع مارس/آذار الجاري أن "الكارثة ستؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي الذي سيؤثر بشكل أكبر على آفاق النمو في سورية".