- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الفارق بينها وبين القبة الحديدية وتكلفتها وهل تقدر إيران على مواجهتها؟.. كل ما تريد معرفته عن منظومة "ثاد"
الفارق بينها وبين القبة الحديدية وتكلفتها وهل تقدر إيران على مواجهتها؟.. كل ما تريد معرفته عن منظومة "ثاد"
- 22 أكتوبر 2024, 10:30:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أنّه تمّ نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في "إسرائيل"، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز"، يوم الاثنين 21 أكتوبر 2024م.
وأوضح أنّ "الجيش الأمريكي سارع إلى نشر نظامه المتقدّم في إسرائيل"، قائلاً: إنّه "في مواقعه الآن".
ورفض أوستن التأكيد ما إذا كان ذلك النظام الدفاعي المضاد للصواريخ جاهزاً للعمل، لكنه أضاف: "لدينا القدرة على تشغيله بسرعة كبيرة، ونحن نسير على النهج الذي نطمح إليه".
جاء ذلك، عقب إعلان المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، أنّ أوستن أذن بنشر بطارية صواريخ من طراز "ثاد" بتوجيه من الرئيس جو بايدن، ولفت حينها إلى أنّ "النظام سيساعد في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد الهجمات الصاروخية البالستية الإيرانية على إسرائيل في أبريل وأكتوبر".
وتعد منظومة "ثاد" سلاحاً دفاعياً لإسقاط الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وتقول شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية المصنّعة لهذه المنظومة إنّ "ثاد" هي المنظومة الأمريكية الوحيدة المصمّمة لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي.
وتحتاج بطارية "ثاد" عادةً نحو 100 جندي لتشغيلها، وفق "رويترز"، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.
في هذا التقرير نستعرض بالتفصيل كل ما يريد القارئ العربي معرفته عن منظومة ثاد، ومتى كان أول إنتاج وأول تشغيل لها، والفارق بينها وبين منظومتي القبة الحديدية ومقلاع داوود، وتكلفة تشغيل المنظومة، وكيف يمكن لإيران مواجهتها؟
ما هي صواريخ ثاد الأمريكية؟
صواريخ ثاد (THAAD) هي اختصار لـ Terminal High Altitude Area Defense، وهو نظام دفاع صاروخي أمريكي مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى في مراحلها النهائية (بعد دخولها الغلاف الجوي أو في الفضاء القريب من الأرض). تم تطوير هذا النظام من قبل شركة لوكهيد مارتن لحماية المناطق المأهولة، البنية التحتية الحيوية، والقوات العسكرية من التهديدات الصاروخية.
يتميز نظام ثاد بعدة خصائص، منها:
- الاعتراض باستخدام الطاقة الحركية: حيث يعتمد على ضرب الصاروخ المعادي بشكل مباشر، بدون رأس متفجر، لتدميره باستخدام الطاقة الحركية فقط.
- مدى طويل: يصل مدى صواريخ ثاد إلى حوالي 200 كيلومتر، ويمكنها العمل على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومتر.
- نقل وسرعة الانتشار: النظام قابل للنقل، ويمكن نشره في أي مكان في العالم بسرعة نسبية.
- تعدد الطبقات: يعمل نظام ثاد كجزء من نظام دفاعي متعدد الطبقات مع أنظمة أخرى مثل باتريوت، للدفاع ضد مختلف أنواع التهديدات.
هذا النظام يمثل جزءاً من استراتيجية الدفاع الصاروخي الأمريكية، وتم نشره في عدة دول حليفة للولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية، لحمايتها من تهديدات الصواريخ الباليستية.
متى كان أول إنتاج لها؟
تم إنتاج أول نظام ثاد (THAAD) في عام 2008، بعد سنوات من البحث والتطوير. بدأ البرنامج في التسعينيات، حيث أجريت أولى الاختبارات في عام 1995، ولكن النظام واجه عدة تحديات فنية خلال مراحل التطوير.
بعد تجاوز تلك العقبات، أصبح جاهزًا للإنتاج والاستخدام العملياتي في العقد الأول من الألفية الثانية، وبدأت الولايات المتحدة في نشره بشكل فعلي في عدة مناطق حول العالم لحماية القوات والمنشآت الحيوية.
ما هي المناطق التي تم نشره بها؟
تم نشر نظام ثاد (THAAD) في عدة مناطق حول العالم، خاصة في المناطق التي تواجه تهديدات صاروخية باليستية.
من أبرز المناطق التي نُشر فيها النظام:
كوريا الجنوبية: نُشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية عام 2017 كجزء من تعزيز الدفاعات ضد تهديدات الصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية. وقد أثار هذا الانتشار توترات مع الصين وروسيا بسبب المخاوف من التأثير على أمنهما الاستراتيجي.
اليابان: تعزز اليابان قدراتها الدفاعية الصاروخية بالتعاون مع الولايات المتحدة، وتدرس نشر ثاد لحماية أراضيها من التهديدات الإقليمية.
الإمارات العربية المتحدة: تعد الإمارات أول دولة عربية تحصل على نظام ثاد، حيث تم نشره لحماية البلاد من التهديدات الصاروخية في منطقة الشرق الأوسط.
جزيرة غوام (تابعة للولايات المتحدة): نُشر نظام ثاد في غوام عام 2013 لحماية القواعد العسكرية الأمريكية هناك من تهديدات محتملة من كوريا الشمالية.
المملكة العربية السعودية: وقعت السعودية اتفاقًا في 2017 للحصول على نظام ثاد، لتعزيز دفاعاتها ضد الصواريخ الباليستية في المنطقة، خصوصاً في ظل التوترات مع إيران.
إلى جانب هذه المناطق، يمكن نشر نظام ثاد بشكل مؤقت أو دائم في مناطق أخرى حسب الحاجة والتهديدات الأمنية.
ما تكلفة التشغيل للمنظومة ككل وتكلفة تشغيل كل صاروخ على حدة؟
تكلفة تشغيل نظام ثاد (THAAD) تعتبر مرتفعة بسبب التكنولوجيا المتقدمة التي يعتمد عليها، سواء من ناحية الأنظمة الرادارية أو الصواريخ الاعتراضية.
هناك عدة عوامل تؤثر على التكلفة الإجمالية، بما في ذلك تكاليف الإنتاج، الصيانة، التدريب، والبنية التحتية المطلوبة لتشغيل النظام.
تكلفة النظام ككل:
تختلف التكلفة بناءً على العقود والتعديلات التي قد تتطلبها كل دولة. على سبيل المثال، قدرت التكلفة الإجمالية للنظام عندما تعاقدت الإمارات العربية المتحدة على شرائه بحوالي 3.48 مليار دولار. تشمل هذه التكلفة صواريخ الاعتراض، رادارات التحكم، والمنصات.
تكلفة تشغيل كل صاروخ:
يتراوح سعر كل صاروخ من صواريخ ثاد بين 2 إلى 3 مليون دولار، حسب المتطلبات والعقود. هذه التكلفة تعكس التطور التكنولوجي في الصاروخ نفسه، الذي يعتمد على الاعتراض باستخدام الطاقة الحركية بدل المتفجرات.
إضافة إلى التكلفة المالية، فإن تشغيل النظام يتطلب استثمارات كبيرة في التدريب والتجهيز، بالإضافة إلى صيانة الرادارات وأجهزة الاتصالات التي ترتبط به.
ما الفرق بينها وبين منظومات القبة الحديدية ومقلاع داوود؟
نظام ثاد (THAAD) يختلف عن منظومات الدفاع الأخرى مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود من حيث الغرض، مدى الاعتراض، والتكنولوجيا المستخدمة.
فيما يلي توضيح لأبرز الفروقات بين هذه الأنظمة الثلاثة:
1. الغرض والمدى
ثاد (THAAD):
- مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى في المرحلة النهائية من مسارها، سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه.
- يعمل على ارتفاعات عالية جداً تصل إلى 150 كم ومدى يصل إلى حوالي 200 كم.
القبة الحديدية:
- مخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، قذائف الهاون، وقذائف المدفعية، وهي صممت بالأساس لحماية المناطق المدنية من التهديدات ذات المدى القصير.
- يمكنها اعتراض الأهداف على ارتفاعات منخفضة ومدى قصير نسبياً (من 4 إلى 70 كم).
مقلاع داوود (David's Sling):
- صُمم لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات بدون طيار والقذائف الدقيقة. يعمل بين مدى القبة الحديدية ومنظومة ثاد، وهو مخصص لتهديدات أكثر تطوراً.
يغطي مدى يتراوح بين 40 إلى 300 كم، مما يجعله حلقة وصل بين القبة الحديدية وثاد.
2. التكنولوجيا المستخدمة
ثاد (THAAD):
- يعتمد على الاعتراض بالطاقة الحركية (hit-to-kill)، حيث يدمر الهدف عبر الاصطدام به بقوة عالية دون الحاجة إلى رأس حربي متفجر.
- مصمم ليعترض الصواريخ الباليستية التي تدخل الغلاف الجوي بسرعات عالية جداً.
القبة الحديدية:
- تعتمد على الصواريخ الاعتراضية الصغيرة (Tamir) التي تحمل رؤوساً حربية متفجرة لاعتراض وتدمير الأهداف الجوية.
- تمتاز هذه المنظومة بالسرعة والقدرة على اعتراض تهديدات متعددة في وقت واحد على ارتفاعات منخفضة نسبياً.
مقلاع داوود:
- يستخدم صواريخ "Stunner"، وهي صواريخ تعتمد على تقنية الاعتراض الحركي، حيث يتم التصادم المباشر مع الهدف.
- يحتوي على نظام متقدم لتتبع الأهداف، ما يجعله فعالاً ضد تهديدات أكثر تعقيداً مثل الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ الجوالة.
3. التهديدات المستهدفة
ثاد مخصص للتعامل مع الصواريخ الباليستية التي تهدد المناطق الواسعة والبنى التحتية الاستراتيجية، ويعمل كجزء من الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات للولايات المتحدة وحلفائها.
القبة الحديدية مخصصة للدفاع عن المناطق المدنية والبنى التحتية من التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف الهاون التي يتم إطلاقها من مسافات قريبة.
مقلاع داوود يستهدف التهديدات ذات المدى المتوسط والمعقدة، والتي تتطلب تكنولوجيا متقدمة لاعتراضها، مثل الصواريخ ذات الدقة العالية والطائرات بدون طيار.
4. النطاق الجغرافي للتغطية
ثاد يغطي مناطق واسعة بسبب مداه الطويل، وهو فعال بشكل خاص لحماية الدول من هجمات الصواريخ الباليستية.
القبة الحديدية توفر حماية محلية وتهدف إلى حماية المدن والمناطق الحيوية على مسافات قصيرة.
مقلاع داوود يعمل كمنظومة متوسطة المدى تغطي مناطق أوسع من القبة الحديدية ولكن أقل من ثاد.
5. التكلفة
ثاد يعد من الأنظمة الأكثر تكلفة، حيث يصل ثمن الصاروخ الواحد إلى 2-3 مليون دولار.
القبة الحديدية تعتبر أقل تكلفة، إذ تبلغ تكلفة الصاروخ الاعتراضي "تامير" حوالي 50,000 إلى 100,000 دولار.
مقلاع داوود يأتي في منتصف الطريق من حيث التكلفة، حيث تكون تكلفته أعلى من القبة الحديدية ولكن أقل من ثاد.
إذن، ثاد مخصص للحماية ضد الصواريخ الباليستية البعيدة المدى في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
أما القبة الحديدية هي منظومة دفاع قصيرة المدى ضد الصواريخ الصغيرة وقذائف الهاون.
في حين مقلاع داوود يغطي تهديدات متوسطة المدى ويكمل دور القبة الحديدية في توفير الحماية من الصواريخ المعقدة والمتطورة.
هل هناك منظومات صواريخ هجومية تستطيع التغلب عليه؟
نظام ثاد (THAAD) يعد واحداً من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورًا، لكن كما هو الحال مع أي منظومة دفاعية، هناك دائمًا احتمال أن يتم تطوير أنظمة هجومية تستطيع التغلب عليه، خاصة في ظل التطورات المستمرة في تكنولوجيا الصواريخ.
وبعض أنواع الصواريخ الهجومية التي قد تشكل تحديًا لمنظومة ثاد تشمل:
1. الصواريخ الباليستية المتقدمة (الفرط صوتية)
الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic Missiles) التي تفوق سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت (Mach 5) أو أكثر، تعتبر تحديًا رئيسيًا لأنظمة الدفاع الصاروخي بما في ذلك ثاد. هذه الصواريخ تطير بسرعات عالية جدًا، وتستطيع المناورة في مسارها، مما يجعل اعتراضها أصعب بكثير.
أمثلة على هذه الصواريخ:
- الصواريخ الروسية "أفانغارد" (Avangard): منظومة صواريخ باليستية فرط صوتية تستطيع التحليق بسرعات عالية مع قدرات مناورة تجعل من الصعب اعتراضها.
- الصواريخ الصينية "دي إف-17" (DF-17): وهي صواريخ باليستية تحمل مركبات انزلاقية فرط صوتية.
2. الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM)
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM) تمتلك سرعة ومدى طويلين، وهي مصممة لعبور القارات والهجوم من على ارتفاعات عالية. في بعض الحالات، قد يصعب على نظام ثاد التعامل مع مثل هذه الصواريخ إذا تم إطلاقها بعدة رؤوس حربية متفجرة (MIRVs) أو رؤوس وهمية (decoys) التي تهدف لتشتيت أنظمة الدفاع.
3. الصواريخ الباليستية برؤوس حربية متعددة (MIRVs)
بعض الصواريخ الباليستية الحديثة يمكن أن تحمل رؤوسًا حربية متعددة ومستقلة (MIRVs) تنفصل عن الصاروخ الأصلي في مرحلة متأخرة وتستهدف عدة نقاط مختلفة. نظام ثاد قد يواجه صعوبة في التعامل مع عدة رؤوس في وقت واحد، خاصة إذا تم استخدام إجراءات تشويش إضافية مثل الأهداف الوهمية.
4. الصواريخ الباليستية مع أنظمة تشويش وخداع
العديد من الصواريخ الحديثة، مثل الصواريخ الروسية والصينية، تم تزويدها بتقنيات تشويش وخداع إلكتروني تهدف إلى إرباك أنظمة الدفاع الصاروخي. هذه التقنيات يمكن أن تتضمن إطلاق أهداف وهمية (decoys) أو استخدام التشويش الإلكتروني لتعطيل الرادارات وأنظمة التتبع الخاصة بنظام ثاد.
5. الصواريخ الجوالة (Cruise Missiles)
على الرغم من أن نظام ثاد مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية، فإن الصواريخ الجوالة (Cruise Missiles) تمثل تهديدًا مختلفًا لأنها تطير على ارتفاعات منخفضة، بسرعة أقل نسبيًا، ولكن بقدرة على المناورة والتحليق على مستوى الأرض لتجنب الرادارات.
هذا يجعل اعتراضها صعبًا على أنظمة مثل ثاد التي تركز على الصواريخ الباليستية في المراحل العليا من مسارها.
على سبيل المثال:
- الصاروخ الروسي "كاليبر" (Kalibr).
الصاروخ الأمريكي "توماهوك" (Tomahawk).
6. هجمات الإشباع (Saturation Attacks)
أحد الأساليب التي يمكن أن تُستخدم للتغلب على أي نظام دفاع صاروخي هو هجوم الإشباع، حيث يتم إطلاق عدد كبير من الصواريخ في وقت واحد لإرباك الأنظمة الدفاعية وتجاوز قدرتها على التعامل مع العدد الكبير من الأهداف. في حالة هجوم بعدد كبير من الصواريخ أو استخدام مزيج من الصواريخ الباليستية والجوالة، قد يتم تجاوز قدرة ثاد على الاعتراض.
وعلى الرغم من أن نظام ثاد يمثل أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورًا، إلا أن الصواريخ الحديثة مثل الصواريخ الفرط صوتية، الصواريخ الجوالة المتقدمة، والهجمات المركزة المتعددة يمكن أن تشكل تحديات كبيرة له. ومع ذلك، تعمل الدول على تطوير أنظمة دفاعية جديدة وأكثر تكاملاً للتعامل مع هذه التهديدات المتطورة، بما في ذلك أنظمة متعددة الطبقات تغطي مختلف الارتفاعات والمديات، مثل الجمع بين ثاد، باتريوت، وأنظمة أخرى لتوفير حماية شاملة.
هل يصلح للتعامل مع كل أنواع الطائرات المسيرة أم أنه مخصص للصواريخ؟
نظام ثاد (THAAD) غير مخصص بشكل أساسي للتعامل مع الطائرات المسيرة (الدرونز). تم تصميمه خصيصًا لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية في مراحلها النهائية من المسار، خاصةً تلك التي تطير بسرعات عالية وفي ارتفاعات كبيرة.
لذلك، ليس فعالًا أو مصممًا للتعامل مع الطائرات المسيرة التي تطير على ارتفاعات منخفضة أو متوسطة وبسرعات أبطأ بكثير من الصواريخ الباليستية.
أسباب عدم كفاءة ثاد ضد الطائرات المسيرة
الطبيعة المختلفة للتهديد: الطائرات المسيرة عادةً ما تطير بسرعات منخفضة وعلى ارتفاعات منخفضة أو متوسطة، في حين أن ثاد مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية التي تطير بسرعات فرط صوتية وفي ارتفاعات عالية جداً.
التكلفة العالية: تكلفة إطلاق صاروخ من نظام ثاد مرتفعة جداً (2-3 مليون دولار لكل صاروخ)، لذا ليس من العملي استخدامه لاعتراض أهداف صغيرة مثل الطائرات المسيرة، التي قد تكون أقل تكلفة بكثير.
عدم التكيف مع الطائرات المسيرة الصغيرة: ثاد يستخدم رادارات وأنظمة تتبع مخصصة لاكتشاف وتتبع الصواريخ الباليستية الكبيرة، وليس الطائرات الصغيرة أو الدرونز التي يمكن أن تكون بحجم صغير وتطير بسرعات منخفضة، مما يجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها بهذا النظام.
الأنظمة الأكثر فعالية ضد الطائرات المسيرة
لمواجهة الطائرات المسيرة، توجد أنظمة دفاعية أخرى أكثر ملاءمة وفعالية مثل:
أنظمة القبة الحديدية: مصممة للتعامل مع تهديدات على ارتفاعات منخفضة مثل الطائرات المسيرة، الصواريخ قصيرة المدى، وقذائف الهاون.
أنظمة الدفاع الجوي القصير المدى مثل C-RAM أو بانتسير إس-1 الروسية: مصممة لاعتراض الطائرات المسيرة، والصواريخ قصيرة المدى، والقذائف.
الليزر والطاقة الموجهة: هناك تطورات حديثة في استخدام أنظمة الليزر للتعامل مع الطائرات المسيرة نظرًا لكفاءتها في التعامل مع أهداف صغيرة وقليلة التكلفة.
أي أن نظام ثاد لا يصلح للتعامل مع الطائرات المسيرة بسبب الطبيعة المختلفة لهذه التهديدات والتركيز الأساسي للنظام على اعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. تعتمد الدول على أنظمة دفاع جوي أخرى أكثر ملاءمة وكفاءة لمواجهة الطائرات المسيرة.
هل لدى إيران قدرة صاروخية تتفوق على منظومة ثاد؟
إيران تمتلك قدرات صاروخية متقدمة تطورت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، وتشمل مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة المدى، وصواريخ كروز.
وعلى الرغم من أن منظومة ثاد (THAAD) مصممة خصيصاً للتعامل مع الصواريخ الباليستية، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تجعل الصواريخ الإيرانية تشكل تحديًا لهذه المنظومة الدفاعية.
دعنا نلقي نظرة على بعض النقاط المهمة:
1. القدرات الصاروخية الإيرانية
إيران طورت ترسانة صاروخية تضم عدة أنواع من الصواريخ الباليستية، ومنها:
- شهاب-3: صاروخ باليستي متوسط المدى (MRBM) بمدى يصل إلى 2000 كم.
- قيام-1: صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM) مزود بتقنيات مضادة للرادار.
- خُرمشهر: صاروخ باليستي متوسط المدى بمدى يصل إلى 2000 كم مع رؤوس حربية قابلة للمناورة.
- صواريخ كروز مثل صاروخ "سومار"، الذي يُعتقد أن مداه يتجاوز 2000 كم.
إضافة إلى ذلك، تواصل إيران تطوير صواريخ أكثر تقدماً مثل الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic Missiles)، والتي تزعم أنها اختبرت نماذج منها مؤخرًا. هذه الصواريخ تشكل تحديًا حقيقيًا لأي نظام دفاعي لأنها تجمع بين السرعة العالية جدًا والمناورة.
2. التحديات التي قد تواجه منظومة ثاد:
على الرغم من أن منظومة ثاد قوية للغاية، فإن هناك بعض التهديدات التي قد تواجهها من الصواريخ الإيرانية:
الصواريخ الباليستية برؤوس حربية قابلة للمناورة: صواريخ مثل خُرمشهر أو الصواريخ المزودة برؤوس قابلة للمناورة قد تشكل تحديًا لمنظومة ثاد. الرؤوس الحربية القابلة للمناورة تستطيع تغيير مسارها في مراحل الطيران النهائية، مما يجعل من الصعب اعتراضها.
الصواريخ الفرط صوتية: إذا تمكنت إيران من تطوير ونشر صواريخ فرط صوتية بشكل فعّال، فإن هذا سيشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة مثل ثاد. الصواريخ الفرط صوتية تطير بسرعات تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت وتتمتع بقدرة كبيرة على المناورة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسارها واعتراضها.
الهجمات المركبة وهجمات الإشباع: إيران قد تستخدم هجمات إشباع بإطلاق عدة صواريخ في وقت واحد، مما يربك الدفاعات الصاروخية. إذا تم إطلاق عدد كبير من الصواريخ في وقت واحد أو مع مزيج من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، فقد تواجه منظومة ثاد صعوبة في اعتراض كل التهديدات.
تقنيات التشويش والخداع: قد تلجأ إيران لاستخدام إجراءات خداعية مثل إطلاق أهداف وهمية (decoys) أو استخدام تقنيات التشويش الإلكتروني لتعطيل رادارات نظام ثاد.
3. هل تمتلك إيران قدرات تتفوق على ثاد؟
بينما تمتلك إيران ترسانة صاروخية متقدمة يمكنها أن تشكل تحديًا، إلا أن القول بأن إيران تمتلك قدرات صاروخية تتفوق بشكل مطلق على ثاد قد يكون مبالغًا فيه. منظومة ثاد مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى وتعتبر من الأنظمة الدفاعية الأكثر تطوراً.
ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تقلل من فعالية ثاد في مواجهة الصواريخ الإيرانية المتطورة، مثل:
- الصواريخ الفرط صوتية (إذا ما تم تطويرها فعليًا في إيران).
- التقنيات المتقدمة في المناورة والتشويش.
- الهجمات المركزة والمشتركة باستخدام مزيج من الصواريخ.
4. مواجهة متعددة الطبقات:
للتعامل مع التهديدات الإيرانية المتزايدة، تلجأ الدول إلى نظام دفاعي متعدد الطبقات، حيث يُستخدم نظام ثاد لاعتراض الصواريخ في المراحل النهائية العليا من الغلاف الجوي، بينما تُستخدم أنظمة أخرى مثل باتريوت أو أنظمة دفاع جوي أقصر مدى لمواجهة التهديدات على ارتفاعات وسرعات أقل.
إن إيران تمتلك قدرات صاروخية متطورة وقد تطور أنظمة قد تشكل تحديًا لنظام ثاد، خاصة مع الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ الباليستية برؤوس قابلة للمناورة أو مع هجمات إشباعية. لكن في الوقت الحالي، لا يمكن القول بأن إيران تمتلك نظامًا صاروخيًا يتفوق بشكل مطلق على منظومة ثاد، حيث أن هذا النظام لا يزال من بين أقوى أنظمة الدفاع الصاروخي في العالم.