- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تقييم عسكري يكشف أسرار الفشل الأمريكي في منع هجوم "البرج 22"
القاعدة بلا دفاع جوي
تقييم عسكري يكشف أسرار الفشل الأمريكي في منع هجوم "البرج 22"
- 7 فبراير 2024, 9:28:42 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت تقييم عسكري أن الطائرة بدون طيار الإيرانية التي نفذت الهجوم على القاعدة الأمريكية في الأردن، "لم يتم رصدها بسبب عدم وجود نظام دفاع جوي قادر على التعامل معها" في القاعدة.
جاء ذلك في تقييم عسكري أولى بشأن الهجوم الذي تعرضت له قوات أمريكية في القاعدة المعروفة باسم "البرج 22" في الأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة آخرين، ونشرت تفاصيله صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأشارت النتائج الأولية للتقييم، إلى أن المسيّرة ربما لم يتم كشفها أيضًا "لأنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض"، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي مطلع على التقييم.
وأضاف المسؤول أن القاعدة "لم تكن مجهزة بأسلحة يمكنها القضاء على التهديدات الجوية مثل الطائرات بدون طيار، وبدلا من ذلك كان الاعتماد على أنظمة حرب إلكترونية مصممة لتعطيل مثل تلك التهديدات أو اعتراض مسارها نحو أهدافها".
وشنت الولايات المتحدة السبت، عدوانا على أهداف في سوريا والعراق، ردا على الهجوم بالمسيّرة في الأردن.
وحمّلت واشنطن مسؤولية الهجوم لــ"المقاومة الإسلامية في العراق"، وبالتالي جرى استهداف 85 هدفا في 7 مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا).
واستخدمت واشنطن قاذفات "بي-1" بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، كما أطلقت الغارات الجوية أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، مستهدفة منشآت للقيادة والسيطرة والاستخبارات، ومخازن للطائرات المسيرة، ومرافق لوجستية لتوريد الذخائر.
خلال 30 دقيقة
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الضربات جرت "خلال نحو 30 دقيقة".
وأضاف أنه تم اختيار الأهداف بناء على معلومات استخباراتية ربطتها بهجمات ضد القوات الأمريكية، وبعد التأكد من عدم وجود مدنيين في المنطقة.
وبالعودة إلى تقرير واشنطن بوست، قال مسؤول أمريكي إن المسيرة التي نفذت الهجوم حلقت على ارتفاع منخفض من أجل تقليل إمكانية كشفها باستخدام أنظمة الرادار.
فيما أوضح مسؤول آخر في حديثه للصحيفة، أن الهجوم على "البرج 22"، "يبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على التعامل بشكل أفضل مع الطائرات بدون طيار"، مما يجعل الأفراد الأمريكيين قادرين على تدمير تلك التهديدات قبل تعريضها حياة الناس للخطر.
ولم تكشف الصحيفة هوية أي من المسؤولين بسبب حساسية التحقيق وكونه لا يزال مستمرا.
وشدد كلاهما على أن التقييمات يمكن أن تتغير بعدما يتوصل المحققون إلى مزيد من المعلومات حول الهجوم.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الأمريكي يعتمد منذ فترة طويلة على نشر أنظمة دفاع جوي مثل "باتريوت" في المواقع العسكرية الأمريكية، "لكن في ظل وجود مخزون محدد من تلك الأنظمة، يتم تحديد الأولويات فيما يتعلق بأماكن نشرها".
ولفت التقرير إلى أن موقع "البرج 22" كان مجهزا بحاويات لحماية أماكن إقامة الجنود. فيما أشار المسؤولان إلى أن هناك حواجز خرسانية على الأرض بين الوحدات السكنية للأفراد، خففت من حدة الانفجار.
ويتناقض هذا التقييم مع تقارير سابقة، من بينها لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نُشر نهاية الشهر الماضي، وأشار إلى أن طائرة أمريكية دون طيار كانت عائدة إلى القاعدة في نفس الوقت الذي اقتربت فيه المسيرة المعادية من الهدف، مما أدى إلى التباس حول ما إذا كان الجسم القادم صديقا أم عدوا.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن القيادة المركزية الأمريكية رفضت الإفصاح عما إذا كانت واشنطن تعتقد أن منفذي الهجوم كانوا على علم بالدفاعات المحدودة داخل القاعدة الواقعة قرب الحدود السورية، أم لا.
ويقع البرج 22 بالقرب من قاعدة التنف في جنوب شرق سوريا، حيث تعمل قوات أمريكية مع قوات محلية على محاربة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، وفق "وول ستريت جورنال".
التواجد المريكي بالمنطقة
وتتواجد القوات الأمريكية في الموقع الأردني، في إطار مهمة "تقديم المشورة والمساعدة"، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية الشهر الماضي.
ويتمركز في الأردن حوالي 3000 جندي أمريكي، وفق وكالة أسوشيتد برس.
فيما ذكرت "نيويورك تايمز" أن نحو 2000 جندي يتمركزون في قاعدة الأزرق الجوية بالأردن، بالإضافة إلى قوات العمليات الخاصة والمدربين العسكريين وأفراد الدعم للقاعدة الأمريكية في التنف بسوريا.
ورغم وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية في هجمات على قواعد بالشرق الأوسط، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر، فإن هذا الهجوم هو الأول الذي يُقتل فيه أفراد أمريكيون.
وتم استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا والعراق بأكثر من 150 هجوما منذ منتصف أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". ونفذت واشنطن ضربات في البلدين ردا على تلك الهجمات.
وأعلنت جماعات عراقية مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على القوات الأمريكية، ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة.