- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
القدس: 19 شهيدا وألفي مصاب و300 عملية هدم في 2022
القدس: 19 شهيدا وألفي مصاب و300 عملية هدم في 2022
- 3 يناير 2023, 9:05:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رصدت محافظة القدس ارتقاء 19 شهيدًا وإصابة 2486 مقدسيا، واقتحام 60,089 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، واعتقال 3504 مقدسيا ومقدسية، وإبعاد 871 مواطنًا، و306 عمليات هدم وتجريف، و70 مشروعا استيطانيا جديدا، خلال العام المنصرم.
جاء ذلك في تقرير المحافظة السنوي حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس للعام 2022، الذي أصدرته اليوم الإثنين، والذي كشف عن تصاعد خطير وغير مسبوق في وتيرة الانتهاكات في كافة مناحي الحياة.
19 شهيدا والاحتلال
وارتقى خلال العام 2022، 19 شهيدًا في العاصمة المحتلة من بينهم صحفية وطفل. وهم: فهمي حمد، وكريم القواسمي، والطفل يامن جفال، وعبد الرحمن قاسم، وعلاء شحام، والإعلامية شيرين أبو عاقلة، ووليد الشريف، ومحمد الشحام، ويزن عفانة، ومحمد أبو جمعة، ومحمد أبو كافية، وفايز خالد دمدوم، وعدي التميمي، وبركات عودة، وحبّاس ريان، وداود ريان، وعامر حلبية، والشقيقان المقدسيّان محمد ومهند يوسف مطير.
وما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين (23) شهيدًا مقدسيًا، منهم (19) شهيدًا في ثلاجات الاحتلال.
2486 مصابا
ورصدت محافظة القدس خلال عام 2022 الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء المحافظة، إذ تم رصد نحو (2486) إصابة بالرصاص الحيّ و"المطاطي" والاعتداءات الجسدية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، نقلوا إثرها للمستشفيات.
وتركزت غالبية الإصابات في المناطق العلوية من الجسد، ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات بالكسور والنزيف الداخلي في الرأس، كما فقد بعض من المصابين أعينهم نتيجة الإصابة المباشرة فيها.
وسجلت آلاف الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت في عدة نقاط تماس في مختلف أنحاء بلدات ومخيمات المحافظة، كان أبرزها في باحات المسجد الأقصى المبارك، ومنطقة باب العامود، وحيّ الشيخ جرّاح، ومخيم قلنديا، وأبو ديس، وجبل المكبر، والطور، والرّام، والعيسوية، وأحياء بلدة سلوان.
الاعتداءات على الأقصى
وتصاعدت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المُبارك خلال عام 2022، إذ تم رصد (60,089 مستوطنًا) اقتحموا باحاته خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وشعائر علنّية.
وتركزت الاقتحامات في محيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، كان أعلاها في شهر تشرين الأول بواقع (8224) مستوطنًا وذلك تحت ذريعة الأعياد اليهودية (العرش والغفران).
وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد المستوطنين والمتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المُبارك خلال العام 2022 عن العام 2021، والذي رصد فيه اقتحام نحو (39,344) مستوطنًا للمسجد الأقصى المُبارك.
ومن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى منع أعمال الترميم، ووضع العراقيل أمام الترميم والصيانة داخل المسجد وخارجه، في محاولة لبسط سيادة احتلالية كاملة عليه.
وأشار التقرير لسقوط ثلاثة من حجارة المسجد وتحديدا في منطقة جدار الأقصى الجنوبي، نتيجة أعمال الحفر والتجريف أسفله ومنع عمليات الترميم.
الانتهاكات بحق الشخصيات المقدسية
تواصل سلطات الاحتلال انتهاكاتها بحق الشخصيات المقدسية والرموز الوطنية في العاصمة المحتلة بقرارات تعسفية، كالحبس المنزلي ومنع السفر والإبعاد عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى ومنع التواصل مع الضفة الغربية أو دخولها، وعلى رأسهم محافظ القدس عدنان غيث، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد المقدسي ناصر الهدمي، بالإضافة الى عشرات المقدسيين الذين اتخذ بحقهم قرارات عنصرية ظالمة.
ففي الأول من آب، اقتحمت قوات الاحتلال ومخابراته منزل محافظ القدس عدنان غيث في بلدة سلوان، واعتقلته وأوقفته في غرف التحقيق فيما يعرف بمركز "المسكوبية" في القدس المحتلة، ومددت اعتقاله ثلاث مرات لتحضير لائحة اتهام بحقه، ليرتفع بذلك عدد مرات اعتقال وتوقيف المحافظ غيث إلى 35 مرة منذ توليه مهامه كمحافظ للعاصمة المحتلة في نهاية شهر آب عام 2018، لتفرج عنه في الـ4 من آب/ أغسطس بشرط الحبس المنزلي المفتوح، والتي تعد سابقة قضائية تشير إلى سياسة جديدة اتُخذت بحق المحافظ وهي الحبس المنزلي المفتوح والإقامة الجبرية في منزله فقط، إضافة إلى فرضها غرامة مالية عالية بقيمة 25 ألف شيقل بحقه وحق الموقعين عليها من أسرته وأصدقائه.
وبحسب قرار محكمة الاحتلال فإن هذه الشروط والتقييدات الجديدة التي تُفرض على محافظ القدس تأتي كمقدمة لمحاكمته ضمن لائحة اتهام تشمل عدة بنود، وتلا قرار الحبس المنزلي اقتحامات شبه يومية لمنزل محافظ القدس، بذريعة التأكد من تواجده في منزله، اضافة إلى القرارات العسكرية الاربعة الصادرة بحقه منذ عام 2018.
كما يتعرض أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور لسلسلة من الممارسات الاحتلالية بحقه وبحق عائلته، من خلال فرض قرار إبعاد عن الضفة الغربية تم تجديده خلال شهر تموز الماضي للمرة الرابعة على التوالي، تحت ذريعة "تشكيل خطر على الأمن"، بالإضافة لقرار يمنعه من التواصل مع العديد من الشخصيات، إلى جانب ذلك سحبت سلطات الاحتلال خلال الفترة الماضية الإقامة (لم الشمل العائلي) من زوجته، وتم حرمان عائلته من التأمين الصحي.
3504 حالات اعتقال
شنت قوات الاحتلال خلال عام 2022، حملات اعتقال واسعة في صفوف المقدسيين، وتم رصد (3504) حالات اعتقال لمواطنين مقدسيين شملت نساءً وشيوخًا وأطفالًا.
يذكر أن شهر نيسان والذي تصادف مع بدء شهر رمضان المبارك كان أعلى الشهور تسجيلًا لحالات الاعتقال إذ تم تسجيل (894) حالة اعتقال، منها (476) في يوم واحد، ففي 15 نيسان، اعتقلت قوات الاحتلال 476 شابًا بعد ضربهم والتنكيل بهم من داخل باحات المسجد الأقصى، ومنعت شرطة الاحتلال تقديم الاستشارات القانونية للمعتقلين، كما منع الاحتلال تحويلهم للعلاج أو عرضهم على الطبيب بالرغم من وضوح الإصابات عليهم.
ويسجل هنا ارتفاع في وتيرة الاعتقالات التي يشنها الاحتلال في محافظة القدس خلال عام 2022، عنها في عام 2021 والذي رصد فيه (2879) حالة اعتقال من قِبل قوات الاحتلال لمواطنين، وكانت غالبية المعتقلين في عام 2021 من الفئة العمرية الشابة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 عامًا إلى 25 عامًا، وكان أعلاها رصدًا في شهر أيّار حيث تجاوز مجموع الاعتقالات (700) معتقل.
276 حكما بالسجن الفعلي
خلال عام 2022، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (276) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بين تلك القرارات (96) قرارًا بالاعتقال الإداري.
وكان أعلى الأحكام الصادرة خلال العام 2022، إصدار محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي لمدة (16 عامًا) بحق الأسير المقدسي نزيه عويوي والبالغ من العمر (29 عامًا)، وكذلك الحكم بالسجن لمدة (11 عامًا) بحق الأسير محمد خضور البالغ من العمر (21 عامًا).
ويعد هذا ارتفاعا في وتيرة قرارات السجن الفعلي التي أصدرتها سلطات الاحتلال في محافظة القدس خلال عام 2022، عنها في عام 2021 والذي رصد فيه (157) حكما بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسين، من بينهم (43) حكمًا بالاعتقال الإداري.
214 قرارا بالحبس المنزلي
خلال عام 2022، رصدت محافظة القدس (214) قرارًا بالحبس المنزلي، تراوحت ما بين خمسة أيام إلى 15 يومًا، بالإضافة إلى قرارات بالحبس المنزلي المفتوح (دون تحديد المدة)، بالإضافة إلى فرض كفالات وغرامات مالية باهظة بحقهم.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة قرارات الحبس المنزلي التي أصدرتها سلطات الاحتلال في محافظة القدس خلال العام 2022، عنها في عام 2021 والذي رصد فيه (176) قرارا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مقدسيين.
871 قرارا بالإبعاد
خلال عام 2022 تم رصد (871) قرارًا بالإبعاد، من بينها نحو (427) قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وتعددت الإبعادات لتشمل الإبعاد عن المسجد الأقصى، أو مناطق السكن، وعن كامل مدينة القدس بشكل نهائي طالت المواطنين منصور أبو غربية ومراد غازي العباسي، أو إبعاد كامل عن فلسطين كما حصل مع الأسير الفلسطيني المقدسي صلاح الحموري.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة إصدار سلطات الاحتلال لقرارات الإبعاد بين عام 2022 وعام 2021 الذي رصد فيه 473 قرارًا بالإبعاد عن مناطق مختلفة.
34 قرارا بمنع السفر
وتم رصد إصدار نحو (34) قرارًا بمنع السفر أصدرتها سلطات الاحتلال خلال عام 2022، ما بين قرارات جديدة، وتجديد لقرارات سابقة، وتتراوح فترة القرارات ما بين شهر إلى 6 أشهر.
489 اعتداءً للمستوطنين
وتأتي اعتداءات المستوطنين في إطار التحريض والاقتحامات والاعتداءات الهمجية على المواطنين، وخلال عام 2022، رصدت محافظة القدس (489) اعتداءً، منها (112 إيذاء جسديا).
وكان من أبرزها اعتداء المستوطنين خلال شهر حزيران على أفراد عائلة سمرين في بلدة سلوان. كما هاجم ما يزيد عن 100 مستوطن الشابين عماري حجازي وباسل راشد بالآلات الحادة ما أدى لإصابتهما بطعنات وجروح بالغة جدًا كادت أن تودي بحياتهما.
وبالنظر إلى اعتداءات المستوطنين خلال عام 2022 ومقارنتها بعام 2021 لوحظ تضاعف نسبة اعتداءات المستوطنين، حيث سجل العام 2021، (110) اعتداءات طالت العديد من المواطنين والأماكن الدينية والعامة.
عمليات الهدم
وخلال عام 2022، بلغ عدد عمليات الهدم والتجريف في محافظة القدس (306) عمليات، بينها (160) عملية هدم بآليات وطواقم الاحتلال، و(98) عملية هدم قسري ذاتي، بالإضافة إلى (48) عملية حفر وتجريف نفذتّها آليات الاحتلال.
ورصد التقرير انخفاض وتيرة عمليات الهدم بالمقارنة مع العام 2021 الذي شهد (315) عملية هدم؛ منها (97) عملية هدم ذاتي قسري و(200) عملية هدم بآليات الاحتلال و(15) عملية تجريف.
220 إخطارا بالهدم
سلّمت سلطات الاحتلال ما يزيد عن (220) قرارًا وإخطارًا بالهدم في محافظة القدس، شملت منازل ومحال تجارية في عدة أحياء بالقدس، منها: حَيَّ الشيخ جراح، وحَيّ وادِ الربابة، وحيّ بطن الهوى، وحيّ عين اللوزة، وحيّ البستان، وحيّ واد ياصول ببلدة سلوان، وحيّ وادي الجوز، وفي بلدات جبل المكبر، والعيسوية، وصور باهر، وعناتا، وكفر عقب، والطور، ومخيم شعفاط، وبيت حنينا والولجة.
الانتهاكات بحيّ الشيخ جراح
جددت سلطات الاحتلال اعتداءاتها على حيّ الشيخ جراح خلال النصف الأول من العام الجاري وخاصة ربعه الأول، وكان شهر شباط شهد عودة التوتر في حيّ الشيخ جرّاح، عقب قيام عضو "الكنيست" العنصري المتطرف إيتمار بن غفير فتح مكتبه الاستفزازي في أرض عائلة سالم في الجانب الغربي من الحيّ، ما أشعل الأحداث في الحيّ. وواصل اقتحام الحيّ بشكل يومي وبصورة استفزازية برفقة المستوطنين، كما تعرضوا للرسول الكريم (ص) بالشتم بالألفاظ النابية وسط حماية وانتشار مُكثّف لشرطة الاحتلال.
حصار شعفاط وعناتا
حَوّل الاحتلال منطقة بلدة عناتا وضواحيها (ضاحية السلام ورأس خميس ورأس شحادة) ومخيم شعفاط التي يقطن فيهما نحو 150 ألف فلسطيني، إلى منطقة مغلقة منذ مساء السبت الـ8 من تشرين الأول ولغاية الـ19 منه.
وفي الـ 12 من تشرين الأول، عمّ إضرابٌ شامل مدينة القدس المحتلة وضواحيها، استجابةً لدعوات القوى الوطنية وتضامنًا مع بلدة عناتا ومخيم شعفاط المحاصرين لليوم الرابع على التوالي وتقييد حركة الأهالي والسيارات، وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية.
وأعلن الأهالي في اليوم التالي العصيان المدني وخرجوا في مسيرة حاشدة في شوارع المخيم.
الانتهاكات بحق المؤسسات والمعالم المقدسة
جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في شهر نيسان، إغلاق 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية ناشطة في مدينة القدس المحتلة، من بينها بيت الشرق ونادي الأسير. وأعلنت قوات الاحتلال أنها ستواصل سياسة تمديد إغلاق هذه المؤسسات بحجة أنها لن تسمح باختراق "السيادة الإسرائيلية على القدس الموحدة".
محاربة المنهاج الفلسطيني
يشنّ الاحتلال حربًا على التعليم في القدس، ويحاول أسرلته بشتى الوسائل، ففي 28 تموز سحبت وزارة التعليم التابعة للاحتلال، تراخيص 6 مدارس في مدينة القدس لمدة عام، بحجة "التحريض في الكتب المدرسية على دولة وجيش الاحتلال". ويشمل القرار مدرسة الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة فروعها في بيت حنينا في القدس المحتلة.
ويشار إلى أن وزارة تعليم الاحتلال سحبت من المدارس المذكورة رخصة العمل الدائمة واستبدلتها برخصة مؤقتة لمدة عام، تجدّد بشروط التعديل على منهاج التدريس وما أسمته "المضامين التحريضية"، إذ ادّعت وجود مضامين عن الأسرى، ومنع تقديم العلاج للمصابين، والسيطرة على مصادر المياه، والنكبة والنكسة.
وفي تشرين الأول اقتحمت سلطات الاحتلال مدارس الإيمان الثانوية، وأجرت تحقيقًا مع الأطفال، وفتشت حقائبهم المدرسية بحثًا عن المنهاج الفلسطيني الوطني، ما تسبب بحالة ذعر بينهم.
وكان "مفتش المعارف الإسرائيلية" طلب في الـ3 من تشرين الأول من إدارات مدارس القدس اعتماد وتوزيع المنهاج الذي تعيد طباعته وحذف محتوياته. وكذلك نفذت العديد من الحملات التفتيشية على المناهج الموزعة لطلبة المقدسيين.
كما وزعت "وزارة المعارف" في 8 تشرين الثاني كتبها على طلاب مدرسة الإيمان ما دفع الطلاب إلى إحراق تلك الكتب.
استهداف الطلبة
لم تسلم المؤسسات التعليمية وطلبتها من تنكيل الاحتلال، إذ اقتحمت قوات الاحتلال على مدار العام حرم ومحيط جامعة القدس في أبو ديس عدة مرات، أطلقت خلال ذلك قنابل الصوت والغاز المُسيل للدموع صوب الطلبة. وكان الاحتلال شرع بتركيب بوابة في جدار الفصل أمام الجامعة لاستخدامها في قمع الطلبة بعد اقتحام المنطقة والانسحاب منها.
استهداف الصحفيين والأطباء
كان لمدينة القدس الحصة الأكبر في عدد الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال النصف الأول من العام 2022 بواقع 131 انتهاكًا، وذلك حسبما ظهر في تقرير صدر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين يوثق الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون الفلسطينيون خلال النصف الأول من العام.
ومن أبرز الانتهاكات بحق الصحفيين، اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالإضافة إلى اعتقال الاحتلال للصحفية المقدسية لمى غوشة من منزلها بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بادعاء وجود منشورات "تحريضية" على حسابها في "فيسبوك"، وأُفرج عنها بشروط قاسية، منها الحبس المنزلي والمنع من إجراء مقابلات صحفية وحظر استخدام الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى انتهاء إجراءات المحاكمة، بالإضافة للتوقيع على كفالة مالية بقيمة 15 ألف دولار.
وشهد شهرا نيسان وأيار النسبة الأعلى من اعتداءات قوات الاحتلال على الطواقم الصحفية في محافظة القدس، وتنوعت هذه الانتهاكات بين القتل المتعمد، والاحتجاز والمنع من التغطية، والاعتقال والاستهداف بالرصاص، إضافة إلى المنع من السفر والعرض على المحاكم والاستدعاءات والاعتداء بالضرب وغيرها من الانتهاكات التي تهدف إلى منع الصحفيين من ممارسة عملهم.
كما اعتدت قوات الاحتلال خلال العام 2022 على المسعفين وسيارات الإسعاف التابعة لجميعة الهلال الأحمر واعتقلت العديد من المسعفين ونكلت بهم.
الانتهاكات بحق الوجود المسيحي
خلال عام 2022 واصل الاحتلال الانتهاكات بحق المعالم المسيحية بالقدس وأبناء المدينة المسيحيين، وكانت أبرزها القرارات والتضييقات في سبت النور، اذ أصدرت شرطة الاحتلال قيودًا لوصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وقلّصت عدد المحتفلين بسبت النور عشية أحد القيامة، ونشرت الحواجز والقوات في شوارع حارة النصارى والطرقات المؤدية إلى كنيسة القيامة، ومنعت الوصول إلى محيط الكنيسة وداخلها.
كما اعتدت بالضرب والدفع على العشرات من المحتفلين بسبت النور. بالإضافة إلى الاعتداء على كنيسة اللقاء في بيت حنينا، حيث اقتحمت سلطات الاحتلال خلال أيّار كنيسة اللقاء في بيت حنينا، والتي أقيم فيها بيت عزاء الشهيدة شيرين أبو عاقلة، واعتدت خلال الاقتحام على المتواجدين في بيت العزاء عدة مرات في محاولة لإزالة العلم الفلسطيني من المكان.
وخلال حزيران، اعتدت مجموعة من المستوطنين على كنيسة “الروح القدس” والحديقة اليونانية التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس على جبل صهيون بالقدس المحتلة، وعبثوا بمحتوياتها ونبشوا قبور الأموات، كما ألقوا القمامة في حديقة الكنيسة، إضافةً لذلك هددوا حارس الأمن المتواجد بالقتل.
70 مشروعا استيطانيا
صادقت سلطات الاحتلال خلال العام 2022، على نحو 70 مخططا استيطانيا بعشرات المليارات من الشواكل، منها ما هو توسعة لمستوطنات قائمة، ومنها مشاريع جديدة، كما تمت المصادقة على بناء نحو (22000) وحدة استيطانية جديدة في العديد من المستوطنات داخل مدينة القدس وعلى أطرافها.
وواصلت سلطات الاحتلال خلال عام 2022 المضي في تسوية أراضي مدينة القدس، بهدف الاستيلاء على أراضي العاصمة المحتلة. وفي نهاية شهر حزيران بدأ الاحتلال بعملية تسجيل أراض باسم مستوطنين حول المسجد الأقصى المُبارك، لتشمل الأراضي الواقعة ضِمن مُخطط ما تسمى بـ"الحديقة القومية"، حول أسوار البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى المُبارك، وتحويلها إلى الجمعيات الاستيطانية.
ومن أبرز المشاريع الاستيطانية في عام 2022 المقابر الوهمية، حيث لم تكتف إسرائيل بتجريف عدد من المقابر بهدف تغيير معالم الأرض وتزييف التاريخ والجغرافيا، ولا بنبش القبور ومصادرتها بهدف الاستيطان على الأرض المقامة عليها، بل تعداه ذلك إلى قيامها بإنشاء القبور الوهمية.
ومن ضمن المقابر التي تطاول الاحتلال عليها وقام بتجريفها واستخراج عظام الموتى منها: مقبرة "اليوسفية" المجاورة للمسجد الأقصى، وهي إحدى أهم المقابر في القدس، والتي نبشتها جرّافات الاحتلال، ومقبرة "مأمن الله" في القدس التي كانت تضم جثامين شهداء وعدد من الصحابة، وأقامت إسرائيل فوقها حديقة ومتحفاً، ومقبرة الرحمة.
ومن ضمن المشاريع الأكثر خطورة وفقا لمحافظة القدس، مشروع القطار الهوائي الذي يمتد من جبل الزيتون وصولًا إلى باب المغاربة، ثم باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث بدأ الاحتلال بتنفيذ مشروع "القطار الهوائي- التلفريك"، ليشكل نقطة انطلاق نحو تسهيل وصول المستوطنين للبلدة القديمة وساحة البراق، وتكثيف الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.