المد الأخضر ينساب في نعومة إلي قلوب الغربيين (الحلقة 31 )

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 14 مايو 2021, 3:52:29 ص
  • eye 1663
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

داعيهم هو القرآن 

"فيما ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم،

 ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، 

فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره

ويكفي أن نذكر أنَّه اعتنق الإسلام 21 شابًّا أمريكيًّا مرة واحدة بعد أن استمعوا لمحاضرة واحدة له عن الإسلام.

يقول عن نشأته : اسمي الإسلامي: "حذيفة عبدالرحيم"، أنا من الولايات المتحدة الأمريكية، وُلدتُ في فيلدوفيا، وهي مدينة تبعد حوالي ساعتين بالسيارة عن نيويورك من ناحية الشمال، 

ونشأت منذ الصغر في كنيسة كاثوليكية، ودرست في مدرسة كاثوليكية أيضًا، كان أبي يعمل في الجيش؛ لذلك كنا نسافر كثيرًا، وسافرت إلى اليابان في عمر المراهقة، 

ومكثت هناك لمدة 5 سنوات، وبدأت هناك في التدرب على الكاراتيه وفنون الدفاع عن النفس، ثم غادرنا اليابان عام 1973، وعدنا إلى فيلدوفيا، 

وعندها انقلبت الأمور من هذا النحو إلى نحو آخر، لقد عشت فترة كبيرة من حياتي في مجمع سكني؛ فكانت حياتي مَحميَّة، إلى أن تقاعد والدي وتغيرت الأمور تغيُّرًا كليًّا، 

فالتحقتُ بعصابات تكثر فيها المخدرات والمشاجرات، وخاصة في الليل، وكنت أريد دائمًا أن أكون فردًا في تلك العصابات، كثير من الشباب يريدون أن يكونوا كذلك ويعيشون حياة المجرمين.

وقبل الإسلام كنت أعمل ضاربًا للطبول، وكانت الموسيقا مهمَّة في حياتي، والنساء أيضًا والمخدرات والخمور، ولكن كان دائمًا هناك سؤالٌ يخطر ببالي،

 وهو: لماذا يستخدم الناس المخدرات، ويذهبون إلى الحانات، ويستمعون للموسيقا الصاخبة؟ أنا أؤمن أنَّه يوجد فراغ في قلب الإنسان، وهذا الفراغ يمكن أن يُملأ فقط بالإسلام،

 لا شك في ذلك، لكن الناس يحاولون أن يملؤوا هذا الفراغ بأشياء أخرى مثل النصرانية، ولكن لأنَّها ليست صحيحة؛ فلا تستطيع أن تملأ ذلك الفراغ؛

 لذلك حاولنا أن نملأه بالموسيقا والمخدرات والرياضة الخطرة، التي إذا أخطأ شخص في شيء أثناء ممارستها قد يخسر حياته.

هناك أشياء كثيرة، ولكن الحدث الأبرز كان عندما قامت أمِّي بإرسالي إلى الجامعة، وهناك بدأت تتغيَّر حياتي، وقد كنت كاثوليكيًّا في السابق، 

ولكني أصبحت بعد ذلك معمداني، وذهبت إلى الكنيسة المعمدانية، ولم أجد هناك الشيء الذي أريده، فعدت مجددًا إلى الكاراتيه ثم مكثت فترة ألعب الكاراتيه فقط، 

ثم بعد أن مللت بدأت في ممارسة البوذية، ولكنها لم تكن تلك التي يعبدون فيها الأصنام، ولكنها كانت تلك التي يكون فيها الجلوس، ومن ثم التأمُّل وتجعل العقل والجسم يتخاطبان مع الكون، 

وكان ذلك في السنة الأولى والسنة الثانية من دراستي الجامعية، ثم بعد ذلك عملت لفترة في البحر، وكان وجودي على السفينة هبة لي من الله؛

 لأتخلص من كثير من الأمور التي كنت أعملها في السابق؛ حيث لا يوجد في السفينة مخدرات أو خمر أو نساء، لقد كان الكابتن من الهنود الحمر، وهم الأمريكان الأصليُّون....  

قال لي مرة: "أشعر أنَّك تبحث عن الحقيقة، حسنًا، لدي كتاب أريدك أن تقرأه"، وأعطاني هذا الكتاب الذي احتفظت به لمدة ثلاثين سنة، 

وهذا الكتاب يتحدث عن حياة بوذا وكيف أصبح إنسانًا مثقَّفًا ومضطلِعًا، إنه حقًّا لكتاب جميل، ولقد استمتعت بقراءته كثيرًا، وبعد أن انتهيت من قراءة هذا الكتاب،

 قلتُ: نعم، البوذية هي ما أبحث عنه؛ وذلك لأن التأمُّلات بدأتْ تصبح أفضل، وطريقة تفكيري نضجت أكثر، وابتعدت عن الكحوليات، وأنا هنا على متن السفينة أرى طبيعة الله، وأنا حقًّا مستمتع بذلك وقلت في نفسي: "إنه حقًّا لكتاب مدهش".

بعد ذلك أردت أن أُعيد الكتاب لصاحبه، ولكنَّه اهدانيه، ثم بعد ذلك سألني: هل تعرف مالكوم إكس؟ فقلت له: لا، فقال لي: كيف وأنت أمريكي وأسود ولا تعرف مالكوم إكس؟، 

ثمَّ بعد ذلك قال لي: لا توجد مشكلة، هذه صورة مالكوم إكس، ثم أهداني هذا الكتاب أيضًا، وبعد أن بدأت في قراءته حيَّر عقلي فعلًا، وعندما وصلت إلى الفصل الذي يتكلم عن مالكوم إكس 

حينما ذهب لأداء فريضة الحج، ويذكر هذا الفصل أنه بعد أداء تلك الفريضة عرَفَ حقيقة الإسلام وأنه هو الدين الصحيح، عندها أيقنتُ أنَّ هذا هو الذي أبحث عنه وأنني أريد أن أصبح مسلمًا، 

وأنني أريد أن أعيش حياة الإسلام التي لا يوجد بها مخدرات ولا عصابات، حقًّا إنها الحياة التي أريدها، تحدَّث مالكوم إكس عن الأخوة في الإسلام،

 ففي الحقيقة أنا كنت أؤمن بوجود الله وبوحدانيته نوعًا ما، قبل أن أقرأ هذا الكتاب كان لا يوجد لدي مشكلة في أن يكون عيسى هو الرب أو لا، ولكن بعدها اتضحت لي الصورة أكثر، ووضع كل شيء في مكانه المناسب.

ثم وجدت القرآن وبعض الكتب عن الإسلام كانت خاصة بأحد أفراد طاقم السفينة، وبعد قراءتها، اكتشفت أننا في رمضان، كما علمت أنه يجب علينا الصوم، 

ولكني لم أكن أعرف كيفية الصوم، فتوقفت عن الأكل لمدة ثلاثة أيام واكتفيت خلال هذه الأيام بشرب العصير، في الحقيقة لقد كانت السفينة كبيرة جدًّا، 

وخلال هذه الأيام الثلاثة بدأ مَن بالسفينة يتناقلون الخبر، وهو أن السيد بينيت لم يتناول الطعام لمدة ثلاثة أيام، بعد ذلك خالفتُ القواعد؛ حيث إنني بدأت أتكلم عن الدين،

 وعن الإسلام خاصة؛ لذلك قاموا بتحويلي لسفينة أخرى، ففي بعض الأحيان كنت أظن أن ما يحدث شيء سيِّئ، ولكن إذا أمعنت النظر، فستكتشف أن هناك شيئًا جيدًا في مكان ما،

 فعندما قاموا بنقلي لسفينة أخرى شعرت أنني مرفوض وكنت حزينا جدًّا، ولكن الحمد لله أتذكر أن ذلك حدث في يوم جمعة، ثم انتقلت إلى سفينة أخرى قريبة من سان فرانسيسكو،

 وكان هذا شيئًا جيدًا بالنسبة لي؛ لأبحث عن المسلمين هناك، فعندما قررت الذهاب إلى مدينة سان فرانسيسكو ذهبت إلى المحطة، وجاءت سيارة وقال لي السائق: هل أستطيع مساعدتك؟ 

فقلت له: أريد أن أذهب إلى أحد أندية موسيقا الجاز، فقال لي: آسف لا أعرف أيًّا منها؛ لأني مسلم، فسبحان الله! كان أوَّل شخص أقابله مسلمًا،

 لم أصدق حينها ما يحدث أمامي؛ لأنه لم يكن مسلمًا فقط، بل كان سنيًّا أيضًا وملتزمًا، وكان يمتلك فهْمًا جيدًا للإسلام، وكان اسمه "محمد عبدالله"،

 هل هذا طبيعي؟ وأيضًا من المعروف في أمريكا أنه لا يمكن لشخص أن يدعوك إلى بيته بدون معرفة سابقة بينك وبينه، 

ولكن هذا الشخص بابتسامته الجميلة قال لي: تعالَ معي إلى المنزل، فركبت معه وذهبنا إلى بيته وتناولنا طعام العشاء، فأنا كنت متعجبًا جدًّا مما يحدث!

بداية الهداية:

دخلت إلي الإسلام بتوفيق من الله أوَّلًا، ثمَّ بسبب هذا الرجل الذي أصطحبني للمسجد؛ لنؤدِّي صلاة العشاء، وهناك بدأ المؤذِّن في الأذان،

 وحينها كنت في حالة فرح لا توصف، وكان هذا الشخص طيلة وقتي معه يخبرني عن الإسلام، كنت أقابله كثيرًا خلال اليوم،

 و بعد الساعة الخامسة كنت أذهب إلى المسجد، وفي يوم من الأيام كنا جالسين في حلقة في المسجد وكنا نتحدث، فقال لي الإمام: متى تريد أن تدخل الإسلام؟ فتعجَّبتُ من سؤاله وقلت له: لقد أكملتُ قرابة الشهر، 

وأنا أصلي معكم في المسجد، وأعرف كيف أقرأ الفاتحة وتسألني: متى تريد أن تكون مسلمًا؟! فردَّ عليَّ بقوله: يجب عليك أن تنطق بالشهادة، وأن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّدًا رسول الله، وكان هذا عام 1979.

اتصلت بأمي بعد أن نطقت بالشهادتين مباشرة، وقلت: لقد أصبحت مسلمًا يا أمي، صُدمت أمي بالخبر، وظلَّت صامتة لدقيقة أو دقيقتين، ثم قالت: "أصبحت ماذا؟"

، فقلت لها: أنا الآن مسلم، فبدأت تصرخ وتنادي أبي، فجاء أبي ورفع سماعة الهاتف، فأخبرته بأني دخلت في الإسلام،

 فلم يستطع أن يصدِّق ذلك، وقال: يبدو أنك تحت تأثير المخدرات، فقلت له: يا أبي، أنا لست سكرانَ، ولكني أصبحت مسلمًا، ثم ذهبت واشتريت جلبابًا وعمامة.

هناك فرق:

شعرت بعد ذلك بالفرق بين الإسلام والنصرانية؛ فأنا قبل الإسلام كنت اجتماعيًّا جدًّا، وكنتُ دائمًا ما أشارك في كل الأنشطة التي تتعلق بالموسيقا أو بالرَّقص،

 أمَّا الآن، فأنا أرتدي "فستانًا" وأضع خرقة على رأسي - على حدِّ قولهم - والكل كان يريد أن يعرِف ما حدث لي، وما الذي غيَّرني عندما كنت بعيدًا عنهم،

 فقلت لهم: إني مسلم الآن، ولقد قمت بفعل ذلك؛ لأنه كان يجب عليَّ أن أحمي نفسي، ولكي يعرف الناس أنه حدث تغييرٌ في حياتي؛

 فلن أفعل كثيرًا من الأمور التي كنت أعملها في السابق، ومن الأشياء المضحكة أن بعض الطلاب كانوا يبتعدون عني كُلَّما يرونني ويذهبون من طريق آخر.

الحمد لله بدأت في الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، وأيقنت تمامًا أن المسلم هو مرآة لدينه أمام غير المسلمين، والحمد لله هدى الله 21 طالبًا - مِمَّن كانوا يدرسون معنا في الجامعة للإسلام - على يدي، 

أتذكَّر أنَّني كنتُ أتحدَّث مع الداعية الإسلامي سراج وهاج، فقلت له: أظنُّ أنَّني لستُ مسلمًا جيدًا بما يكفي؛ فقد هدى الله على يدي 21 رجلًا فقط، فنظر إليَّ باستغراب

 وقال: "21؟"، إنَّه عدد جيِّد، الحمد لله؛ فكنَّا نذهب إلى البيوت ونطرق الأبواب، ونتحدث مع الناس عن الإسلام.

وكان أفضل ما فعله كداعية هي نجاحه في إدخال نحو 10 آلاف جندي أمريكي كانوا بالعراق إلي الي الإسلام

 وكان لذلك بالغ الأثر في نشر الوعي بالإسلام داخل الجيش الأمريكي وتصحيح مفهوم جنوده عنه خاصةعندما أسلم هذا العدد من بين نصف مليون جندي كانوا يخدمون داخل العراق . 


المصدر : صحيفة الشرق السعودية بتصرف 


التعليقات (0)