- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
المد الإسلامي الأخضر لايزال يفتح قلوب الغربين (الحلقة 22 )
المد الإسلامي الأخضر لايزال يفتح قلوب الغربين (الحلقة 22 )
- 4 مايو 2021, 5:19:28 م
- 605
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
داعيهم هو القرآن
قصة إسلام الأمريكي الإفريقي جوزيف موريس الذي تحول إلي محمد يوسف
سافر إلي استراليا في رحلة عمل فعاد منها مسلما ولم يرتدّ رغم سنوات السجن والتعذيب
تبرأ منه الجميع ومكثف في المستشفي سنة كاملة بعد سجنه ليشفي لكن قلبه امتلأ نورا شفاه
ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم،
ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم،
يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية،
وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه
وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..
ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..
- من أدغال إفريقيا السمراء هاجر أجداده إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فوتطنوا فيها منذ زمن طويل وحصلوا على جنسيتها،
ومن ثم ولد «جوزيف موريس» لأبوين أمريكيين من أصل إفريقي ذو بشرة سوداء كسواد الليل،
ترعرع على أرضها ثم حصل على درجة علمية عالية، ماجستير اقتصاد وأعمال من جامعة تولان، ويعتنق الديانة المسيحية ويؤمن بأن عيسى ابن اللّه، ويمارس طقوس عبادته داخل الكنيسة.
- شد الرحال إلى استراليا هو ومجموعة من أصدقائه وكانت معه صديقته التي كان يريد الزواج منها، هذه الرحلة كانت رحلة عمل بمدينة سيدني التاريخية
وأروع مدن إستراليا، وفي مطار هذه المدينة كان باب الهداية ينتظره مفتوحاً على مصراعيه.
يقول محمد يوسف: - بينما نحن في الطريق إلى الخروج من بوابة مطار سيدني، وإذا بشاب هادئ الطباع تبدو عليه الرزانة والهدوء، وحسن المخاطبة،
وقوي العلم صافحني وسلم علي وبدأنا التعارف، شدني إليه كلامه الجميل ذو الحكمة والموعظة الحسنة، وكما ذكر فهو من رجال الدعوة والتبليغ عن الدين الإسلامي،
وحينئذ لم أكن أعرف عن الإسلام شيئاً من ذي قبل، وعندما اطمأن لي في الحديث ولمدة ساعتين ويحدثني عن الإسلام، عرفت منه أساس العقيدة في هذا الدين وحقيقة عيسى وآدم عليهما السلام، وعرفت منه أن محمداً هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
- وبعد ذلك أعطاني نسخة من القرآن الكريم المترجم بالانجليزية، بدأت القراءة فيه، فلم أستطع أن أمنع نفسي من قراءته طيلة ثلاث ساعات شدتني معانيه وما فيه من تفسير لمسخرات الكون وآيات اللّه العظيمة،
التي تتفق مع عقل الإنسان، عرفت أن اللّه هو رب عيسى ومحمد وكل رسول، وأنه "لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ {4}"
- بدأت أصحو من غفلتي وكأني في حلم ولا أريد أن ينقطع عني رؤية ما أراه أمامي، لقد شعرت بدافع قوي يشدني لهذا الدين، بدأت أسأل نفسي: هل الإسلام هو الدين الصحيح؟
وهل هو الدين الصالح للبشرية جميعاً؟ فوجدت الإجابة نعم، إنه حقاً الدين الصالح للناس عامة في كل مكان وكل زمان، إنه الدين الذي سيقربني من الله،
وانفتح قلبي له وانشرح صدري بما قرأت، أحسست أنني في سلام تام مع نفسي، وأيقنت أن الإسلام هو الدين الحق، فاخترته أن يكون ديناً لي، لقوة رغبتي واقتناعي بأن اللّه واحد لا شريك له.
لم أستطع إخفاء رغبتي عن أعز أصدقائي وأقرب الناس إلي، عندما جاءتني فوجدتني أقرأ في تفسير القرآن المترجم، فسألتني عنه فقلت: إنه القرآن الكريم كتاب المسلمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه، ثم عرفت أنني أحببت الإسلام الذي ملأ عقلي وملك وجداني وأريد الدخول فيه، فجن جنونها وراحت تصرخ وتركتني لتخبر باقي الأصدقاء عما أريد، جاء الجميع إلي وبدأوا يشوهون سمعة الإسلام أمامي
ويقولون الإسلام لا يصلح لك، فكان ردي لهم قاطعاً، لقد امتلك الإسلام عقلي وجوارحي ولا يستطيع أحدٌ أن يثنيني عن قبوله. لقد وضحت لهم أن هذا الدين لم يجبر أحداً على اعتنقائه وإنني آمنت باللّه رَّباً وبالإسلام ديناً.
إنكم لا تعرفون مدى سعادتي وراحة نفسي عندما أقرأ القرآن الكريم، ألا تعرفون أن هذا الدين يدعو إلى السلام؟ ألا تعرفون أن هذا الدين يدعو إلى المحبة بين الناس جميعاً،
فلم يجدوا سبيلاً لرجوعي إلى هواهم مرة أخرى، لقد انتهى الأمر، ثم اتصلت بوالدي لأخبرهما بأني أريد أن أدخل الإسلام. فغضبوا مني غضباً شديداً،
لجهلهم بالإسلام وما يسمعونه عنه، لذلك قلت لهم إني وجدت نفسي في الإسلام لقد وجدت الراحة لما أحسه من اطمئنان وسكينة وأمان الآن، انتهى الأمر.
- فقالوا لي: إن المسلمين يؤيدون قتل الغربيين على حد تفكيرهم، لم أستطع ثنيهم عن ظنهم وعن التفكير بهذه الطريقة، وتبرأت مني الأسرة بأكملها،
لم يعد من أتحدث معه هجرني كل الأصدقاء باستراليا، وكل ذلك كان يزيدني تمسكاً برأيي وحفظ المزيد من القرآن الكريم، فصار بالنسبة لي صديقاً مؤنساً وسلاحاً قوياً أتحدى به المواجهات،
لقد اتفق أبي ووالد صديقتي وأخبراني بأننا لن نتزوج ما دمت هكذا، ولا بد من العودة إلى الكنيسة الكاثوليكية، في هذه الليلة لم تر عيني النوم ولم يغمض لها جفن ولم يهدأ عقلي لحظة،
إلى أن بزغ نور الصباح بنور الإسلام، هاتفت الأخ الذي أعطاني المصحف سابقاً، ووضحت له رغبتي وبما أعانيه من شوق إلى الإسلام بداخلي ثم جئتهم حين كانوا يؤدون صلاة المغرب
فوجدت دافعاً قوياً يشدني إلى الإسلام أريد أن أدخل في هذا الدين ما هي الطريق وأين السبيل؟
- لما سمعوا ذلك مني وعرفوا مدى صدقي قالوا لي: قل «أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً رسول اللّه» نطقت الشهادتين،
ثم عدت إلى الفندق فلم أجد أحداً ممن أعرفهم، لقد غادروا الفندق وركبوا الطائرة إلى اليابان، وكان بإمكاني اللحاق بهم،
ولكني فضلت البقاء بسبب حبي للإسلام. اتصلت على الأخ المسلم مرة ثانية وتحدثت معه لمدة نصف ساعة، عدت بعدها إلى المسجد لأعرف المزيد عن الإسلام،
فصرت واحداً منهم طفت معهم استراليا لمدة ثلاثة شهور، ثم الهند لمدة 49 يوماً ثم باكستان لمدة 69 يوماً، وكنت سعيداً جداً، ثم قررت بعد ذلك الذهاب إلى الحج،
وأخذت تأشيرة من باكستان لثلاث بلاد، إحدى الدول ثم الكويت ثم السعودية، ثم سافرت إلى هذه الدولة، ومكثت فيها لمدة يومين وكنت على وشك المغادرة،
ولكن دخلت المسجد هناك لأصلي جماعة، لقد كانوا يراقبونني، فجاء رجلٌ من الشرطة واقتادني معه، وبدأ في توجيه العديد من الأسئلة لي، ثم حولوني إلى جهات المخابرات،
وكان ما كان لقيت من العذاب مالقيت، كهربوا جسدي عدة مرات، ووضعوني في حبس انفرادي، لم أجد أحداً أتكلم معه غير اللّه سبحانه وتعالى، كنت أصلي وأصوم وأحمد ربي، ازددت إيماناً بالله بسبب البلاء.
ولما ضاق بي الحال، خلعت ملابسي وقلت لهم اقتلوني، فقالوا لي أنت مسلم ولا يجوز لك أن تخلع ملابسك يجب أن تلبسها، قلت لهم: كيف تقولون أنني مسلم وتعذبونني بهذا العذاب،
ثم رحلوني من هذا السجن إلى سجن آخر، كان مليئاً بالسجناء العرب، فوجدت فيهم المعاملة الحسنة، ثم أبلغوا السفارة السويسرية القائمة بالأعمال الأمريكية في هذه الدولة،
بأن أمريكياً موجوداً في سجونهم، ثم حاول السويسريون مقابلتي دون جدوى ولم يستطيعوا ذلك، - أخبر السويسريون بدورهم القسم الأمريكي، الذي أبلغ بدوره البيت الأبيض بأنني محتجز لدى هذه الدولة،
ثم خرجت بعد ذلك من السجن إلى الولايات المتحدة بعد أن قضيت سنتين، وكنت على وشك الموت في السجن، ولقد فقدت عائلتي وصديقتي وكل المحيطين بي من قبل جميعهم ظنوا أنني توفيت.
"فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ "(آل عمران آية 195)
- جميعهم ظنوا أنني توفيت في السجن، آمل من القارئ أن يستيقن بأن الله امتحن قلبي وأنه سبحانه وتعالى اختارني لأكون مسلماً، مؤمناً باللّه تعالى.
- أخذ كل من يقابلني يسألني عن موقفي من الإسلام بعد هذا العذاب والمعاناة التي عانيتهما، كان الرد مفاجئاً بالنسبة لهم أن الإسلام لم يضايقني ذرة واحدة،
ولم يوقع علي أي ألم أو أى يأس ولم أكره أي إنسان، الإسلام طريق الحياة، الإسلام يعني السلام، والمسلم هو الذي ينشد السلام بإيمانه باللّه تعالى، لقد أصبحت واجباتي هي أعمال التقوى بدافع حبي العميق للّه سبحانه وتعالى.
- رجائي أن يعرف القارئ مدى صعوبة مهمتي كإفريقي أمريكي مسلم يعيش بين الغربيين، لكنني أفخر وأرفع رأسي عالية بأن أصبحت مسلماً وأنا سعيد جدّاً والحمدللّه رب العالمين،
وإنني ألوم بعض المسلمين الذين ينتمون للإسلام ولا يعملون به فهم يعطون صورة غير سوية لإخوانهم المسلمين.
- للمرة الثانية أقول لم يترك عذابي في السجن أثراً يكرّهني في أي أحد، وأقولها للمرة العاشرة لم أكره أي مسلم أياً كانت جنسيته.
- قضيت بالمستشفى سنة بعد العودة من السجن، ثم جئت إلى الكويت لأتعلم اللغة العربية لزيادة فهمي للقرآن والإسلام، فاحتضنتني لجنة التعريف بالإسلام،
ووجدت فيها كل مشاعر الأخوة والتعاون والترحيب من كل من بداخلها.
- كما أنني أتمنى الحياة والممات بأرض إسلامية، ويصلي عليّ فيها صلاة الجنازة، حتى يرحمني اللّه برحمته- لقد امتحن اللّه قلبي بالتقوى،
وأنا أعلم ذلك والحمدللّه لقد اتبعت قواعد وهدي القرآن الكريم والحديث الشريف، ولقد حافظت بكل إصرار على التمسك بإسلامي بنسبة 200%،
غير أن بعض المسلمين يجعلون الاحتفاظ بالإيمان صعباً على المسلمين الجدد، وأخيراً لقد جئت للكويت، لأنها بلد الأمن والأمان لكل فرد، والحمدللّه رب العالمين.