- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
المنسيون.. بي بي سي توثق بطولات مئات الجنود المسلمين بمعركة دونكيرك بالحرب العالمية الثانية
المنسيون.. بي بي سي توثق بطولات مئات الجنود المسلمين بمعركة دونكيرك بالحرب العالمية الثانية
- 14 سبتمبر 2021, 8:37:50 ص
- 604
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وثقت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بطولات مئات الجنود الهنود المسلمين الذين تم نسيانهم ولم يتم تسليط الضوء عليهم، رغم دورهم البارز في الانسحاب التاريخي الذي نفذته قوات الحلفاء من مدينة دونكيرك والذي مثل "لحظة محورية" في الحرب العالمية الثانية.
وعلى مدار 9 أيام في مايو/أيار 1940، تم إجلاء أكثر من 338 ألفا من قوات الحلفاء من الشاطئ والميناء في مدينة دونكيرك الساحلية الفرنسية حيث كان الجيش الألماني يضيق عليهم الخناق.
ووفق تقرير موثق لـ"بي بي سي"، فإنه "في هذا البحر من الجنود الأوروبيين كان الرائد محمد أكبر خان (جندي هندي آنذاك)، هذا الرجل قاد في 28 مايو/أيار 300 جندي هندي (من باكستان قبل استقلالها عن الهند) و23 جنديًا بريطانيًا في طابور منظم على طول الميناء الذي تعرض للقصف، وهو رصيف خشبي بطول ميل تقريبًا والذي ظهر في فيلم كريستوفر نولان الملحمي لعام 2017، والمسمى بدونكيرك".
ما الذي حدث بالفعل في دونكيرك؟عاد الجندي الذي يبلغ طوله 183 سم (6 أقدام) إلى الهند بعد الحرب وأصبح لاحقًا ضابطًا كبيرًا في الجيش الباكستاني الجديد عندما تم تقسيم الهند التي كانت تحت الحكم البريطاني إلى الهند وباكستان في أغسطس/آب 1947، وقد تم تعيينه مساعدًا عسكريًا لمحمد علي جناح، الرجل الذي أسس باكستان، وكتب أكثر من 40 كتابًا.
ووفقًا للمؤرخ البريطاني "جي بومان" الذي أمضى 5 سنوات في 5 دول يتتبع المحفوظات والصور المفقودة من ألبومات العائلة ويتحدث إلى أحفاد الجنود، فإن "الجنود الهنود مثل الرائد أكبر الذين تم إجلاؤهم من دونكيرك تم نسيانهم تمامًا".
ووفق التقرير، فإنه "ينتمي الجنود الهنود إلى السرية الخامسة والعشرين، الذين قطعوا 7000 ميل (11265 كم) مع بغالهم لمساعدة الجيش البريطاني، جميعهم من المسلمين باستثناء أربعة".
كانوا يرتدون الكاكي، وخوذات من الصفيح، وقبعات وعمائم، لم يحملوا أي أسلحة، لأنه لم يتم إصدار أي أسلحة عند مغادرتهم البنجاب قبل 6 أشهر من وصولهم إلى فرنسا.
وفي الشتاء القارس في فرنسا، احتاج الجيش البريطاني إلى البغال لتحل محل المركبات الآلية لنقل الإمدادات، ولكن نظرًا لافتقارهم إلى "مهارات التعامل مع الحيوانات"، تم الاستعانة بالقوات الهندية لمساعدتهم.
ووفق المؤرخ "جي بومان"، مؤلف كتاب "الكتيبة الهندية: الجنود المسلمون المنسيون في معركة دونكيرك"، فإن "قصة هؤلاء الجنود ورفاقهم هي واحدة من أعظم القصص التي لم توصف عن الحرب".
على سبيل المثال، "شودري والي محمد"، الذي روى لاحقًا أن "الطائرات الألمانية كانت مثل الطيور الفظيعة تحلق وتطلق النار علينا... لم أنم لمدة 15 يومًا"، حيث وصل هو وفريقه إلى دونكيرك في 23 مايو/أيار 1940.
ويضيف "شودري": "لم نعتقد أننا سنخرج أحياء... كل شيء كان يحترق، كان دونكيرك كله مشتعلا، كان هناك الكثير من الحرائق كان مثل ضوء النهار، السفينة التي كان من المفترض أن نصعد على متنها غرقت، نزلنا إلى الشاطئ ووجدنا أن السفينة قد غرقت، ثم اضطررنا إلى الركض عائدين إلى الغابة، وبعد يومين، تم إجلائي وقواتي".
وعن تلك البطولات قال "بومان": "لا أعتقد أن أهمية الجنود الهنود تكمن في أعدادهم"، ولكن فيما قاموا به وفي دورهم وكذلك مجرد وجودهم هناك.
وقضى هؤلاء الرجال معظم عام 1940 في قرية في شمال فرنسا، شمالي مدينة ليل، في تحدٍ لفصل الشتاء القارس، مارسوا الرياضة وأطعموا البغال، التقوا بقرويين محليين، ساحرين الجماهير المزدحمة من خلال "صالات الألعاب الرياضية الأسبوعية حيث كانوا يؤدون الحيل على ظهر البغال ورقصوا البانجرا (رقصة شعبية نشطة من البنجاب)".
ويقول المؤرخ إنه بعد الانسحاب وعند وصولهم إلى دوفر، عزفوا الموسيقى الشعبية البنجابية، والتي "انضم إليها حتى العديد من المتفرجين البريطانيين، تم الترحيب بهم في المنازل والقلوب البريطانية".
ويضيف: "لقد تغيرت حياتهم عندما سافروا من الهند إلى قرى وبلدات عبر بريطانيا وفرنسا حتى عادوا إلى ديارهم بعد نهاية الحرب.. تم القبض على البعض منهم من قبل الألمان واحتجازهم في معسكرات أسرى الحرب في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا".
إذن لماذا تم نسيان هؤلاء الجنود في كتب وأفلام ما وصفه "ونستون تشرشل"، رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ، بـ"معجزة الخلاص" في خطاب شهير عام 1940؟.
أحد الأسباب، وفقًا لـ"بومان"، قد يكون أنهم "شاركوا في أعمال الإمداد، وليس القتال في الخطوط الأمامية، ونادرًا ما يتم تذكر قوات الدعم هذه".
يقول "بومان": "الذاكرة العامة والنسيان العام عمليتان رائعتان، ومن الصعب تحديد كل الأسباب".
ويضيف: "كانت بيئة ما بعد الحرب مختلفة تمامًا، في أوروبا والهند، ففي الأولى كانت هناك حاجة لإعادة الإعمار المادي وبناء مجتمعات جديدة، وكان التركيز على المستقبل، وعناصر الحرب التي عاشت تم أخذ الذاكرة الشعبية منها على نطاق ضيق، وعادة ما تشمل الأشخاص ذوي الوجوه البيضاء، بينما في الهند، كان للعملية التي أدت إلى الاستقلال والتقسيم الأسبقية، فالتاريخ دائمًا عملية مؤثرة".
المصدر | الخليج الجديد