- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الإيكونوميست : انعكاسات اتفاقية “أوكوس” بين أمريكا وأستراليا وبريطانيا
الإيكونوميست : انعكاسات اتفاقية “أوكوس” بين أمريكا وأستراليا وبريطانيا
- 20 سبتمبر 2021, 3:48:08 م
- 4368
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وصفت الإيكونوميست ما يحصل الآن بأنه ”تحول جيوسياسي عميق من النوع التاريخي النادر الذي ترى فيه الصفائح الهيكلية للجغرافيا السياسية وهي تتحرك أمام عينيك“في تقرير عن ”الانعكاسات الاستراتيجية الكبيرة والدائمة لصفقة أوكوس“،
وقد أغدقت مجلة الإيكونوميست البريطانية في توصيفات الأهمية الاستراتيجية لاتفاقية الدفاع الثلاثية بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة (AUKUS)، وهي التي جرى توقيعها في 15 سبتمبر الحالي وكان من نتائجها قيام أستراليا بإلغاء عقد غواصات مع فرنسا بعشرات مليارات الدولارات تم توقيعه في عام 2016، واستبداله بأسطول من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ستساعدها واشنطن ولندن في الحصول عليه.
وقارنته في هذه الأهمية مع حرب السويس عام 1956، وذهاب الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى الصين في عام 1972 وسقوط جدار برلين في عام 1989، باعتبارها أمثلة حية من الذاكرة.
مشاعر الغضب والإحساس الفرنسي بالخيانة
في إعلان إشهار ”أوكوس“ من الجامعة الأمريكية في كوسوفو يوم 15 سبتمبر، مع رئيسي وزراء أستراليا وبريطانيا، سكوت موريسون وبوريس جونسون، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الأمر يتعلق ”بالاستثمار في أعظم مصدر قوتنا – تحالفاتنا“. ومع ذلك، كما يقول التقرير،كان رد فعل أقدم حليف لأمريكا، فرنسا، غضبا مفهوما.
وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان وصف ”أوكوس“ بأنها ”طعنة في الظهر“. فيما جاء الغضب الفرنسي، خاصة ضد أستراليا، مدفوعا أيضا بإحساس شخصي بالخيانة، كما يقول التقرير.
وفي 17 سبتمبر، سحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفيري فرنسا من واشنطن وكانبيرا، وإن لم يكن من لندن.
وتظهر الأصداء القوية لـ“أوكوس“ ما تمثله هذه الاتفاقية من تحولات عميقة. فهي بالنسبة لأمريكا، تعد الخطوة الأكثر دراماتيكية حتى الآن، في تصميم إدارة بايدن على مواجهة ما تعتبره تهديدا متزايدا من طرف الصين، لا سيما التحدي البحري الذي تشكله في المحيط الهادئ.
وقد رحبت بالاتفاقية عديد الدول التي لديها شعور بالتهديد من الصين. وستوفر الاتفاقية خلفية قوية للقمة الأولى لقادة الرباعي، أمريكا وأستراليا والهند واليابان، بواشنطن في 24 سبتمبر.
ويقول مايكل فوليلوف من معهد لوي للدراسات في سيدني: ”الأهمية الأكبر لكل هذا، هي أن الولايات المتحدة التي وُصفت الشهر الماضي في انسحابها العشوائي من أفغانستان بأنها خذلت حلفاءها، تعود الآن لتراهن على هؤلاء الحلفاء الذين بدورهم يضاعفون رهانهم عليها. ولسوء حظ فرنسا فإنها تخرج من اللعبة كخسائر جانبية“.
أوكوس ومشكلة أصول الكورونا
من وجهة نظر أستراليا، فإن التطورات التي أدت إلى ”أوكوس“ كانت إلى حد كبير في الصين. كان الضغط الشديد الذي مارسته الصين على أستراليا. وأبرز الأمثلة الأخيرة على ذلك هو الاستجابة الدولية لدعوة استراليا لإجراء تحقيق مستقل في أصول فيروس كورونا، وهو ما أدى إلى اهتمام دولي أغضب الصين.
ويرى التقرير أن بريطانيا قد تكون الأقل أهمية بين ثلاثي أوكوس، بدليل أن فرنسا لم تستدع سفيرها في لندن كما فعلت مع سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا. وقد أطلق وزير الخارجية الفرنسي لو دريان على بريطانيا وصف ”العجلة الثالثة“ في الصفقة.
بالنسبة للفرنسيين أيضا، فإن أوكوس يبلور ما يرونه حقائق عميقة في العلاقات الدولية، ولا سيما فكرة أن أوروبا بحاجة إلى مزيد من ”الحكم الذاتي الاستراتيجي“ حتى لا تعتمد بشكل مفرط على أمريكا.
وكانت ”أوكوس“ بالنسبة لباريس أكثر من مجرد خسارة عقد غواصات عملاق. ففرنسا تعلق أهمية كبيرة على دورها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تحتفظ بحوالي 7000 جندي ولديها ما يقرب من مليوني مواطن، بما في ذلك أراضي الجزر مثل كاليدونيا الجديدة وبولينيزيا الفرنسية.
ولذلك جاءت ردود فعلها على ”أوكوس“ تعكس ما يبدو أنه انقلاب استراتيجي تعامل مع الفرنسيين بلا رحمة.
وبالنسبة للصين، فقد ردت على ”أوكوس“ بانتقاد عقلية الحرب الباردة. وفي اليوم التالي تقدمت بطلب للانضمام إلى CPTPP، وهي اتفاقية تجارية عبر المحيط الهادئ تضم 11 دولة.
ويخلص تقرير الإيكونوميست إلى أن التنافس الاقتصادي بين الصين وأمريكا كان دوما يوصف بأنه ”التحدي الجيوسياسي المحدد للقرن الحادي والعشرين“. وقد جاء اتفاق ”أوكوس“ الآن ليُحدث في هذا التحدي الطويل الأمد ”تحولاً عميقا من النوع التاريخي النادر”.