- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
بأكبر مناورات مع إسرائيل.. أمريكا تواصل فك الارتباط مع الشرق الأوسط
بأكبر مناورات مع إسرائيل.. أمريكا تواصل فك الارتباط مع الشرق الأوسط
- 21 فبراير 2023, 6:13:48 ص
- 583
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"التطورات تؤشر إلى مضي الولايات المتحدة قدما في فك الارتباط تدريجيا بالشرق الأوسط"، قدم مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي هذه الخلاصة التحليلية في إطار تسليط الضوء على دلالات إجراء القوات الأمريكية والإسرائيلية مناورات "جونيبر أوك"، في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، والتي تعد أكبر التدريبات العسكرية المشتركة بين الجانبين وأكثرها تعقيدًا حتى الآن.
وذكر المركز، في تقرير له، أن الولايات المتحدة وإسرائيل أرسلتا ما يقرب من 150 طائرة، وعشرات السفن الحربية، وأنظمة مدفعية متقدمة، وما يقرب من 8000 جندي، بما في ذلك قوات المشاة والعمليات الخاصة، لمحاكاة هجوم واسع النطاق عن طريق البر والجو والبحر والفضاء الإلكتروني.
ولفتت مناورات بهذا الحجم وبهذه السرعة انتباه كل دولة في العالم تقريبًا، وكثير منها لا يسعه إلا أن ينظر إليها على أنها محاكاة لهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية.
فالتوترات بين إيران وإسرائيل والغرب تتصاعد، والمفاوضات النووية باتت ميتة، والولايات المتحدة وإسرائيل تفكران على الأرجح في كل الخيارات، حسب تقدير المركز.
وبينما نفى العديد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن يكون لـ "جونيبر أوك" أي علاقة بإيران، يؤكد المركز الأمريكي أن نطاق التدريبات وحجمها وتعقيدها تشير إلى خلاف ذلك، حيث شملت عناصر القيادة المقاتلة، وتنفيذ المهام في القيادة والسيطرة، والحرب البحرية السطحية، والعمليات الجوية، والبحث القتالي والإنقاذ، والهجمات الإلكترونية، وتنسيق الضربات والاستطلاع والاعتراض الجوي.
وذكر المركز أن الولايات المتحدة نشرت، خلال المناورات، ناقلات التزود بالوقود الجوي من طراز "KC-46"، وهي طائرات ذات أهمية في أي هجوم محتمل على إيران.
ورغم أن إيران كانت عنصرًا مهمًا في المناورات، إلا أنها لم تكن العنصر الوحيد، وربما لم تكن العنصر الأكثر أهمية، بحسب المركز الأمريكي، الذي أشار إلى أن مسؤولي القيادة المركزية الأمريكية وعدوا، مع انتهاء المناورات، بتسريع التكامل الدفاعي الإقليمي، والتوسع فيه ليشمل المزيد من المشاركين.
وإزاء ذلك، يرجح "جيوبوليتيكال فيوشترز" أن "الولايات المتحدة لديها كل النية لمتابعة انسحابها في الشرق الأوسط، وأنها تأمل في بناء هيكل أمني يتحمل الشركاء الإقليميون فيه المزيد من المسؤولية".
ولتحقيق هذه الغاية، ترى واشنطن أن التعاون الثنائي مع إسرائيل هو الخطوة الأولى نحو خطط أكبر بكثير، حيث تعتبر تل أبيب شريكًا طبيعيًا نظرًا لجاهزيتها المتقدمة وتحديث قدراتها التسليحية، ومشاركتها بنشاط في تدريبات ثنائية ومتعددة الأطراف مع دول مثل اليونان وإيطاليا، آملة في أن تكون، بنهاية المطاف، جزءًا من تحالف إقليمي مناهض لإيران.
كما أن توقيت "جونيبر أوك" يأتي في وقت مناسب لإسرائيل بشكل غير عادي في الشرق الأوسط، حيث مهدت لها اتفاقيات الطريق لإصلاح العلاقات مع بعض الدول العربية، وربما "إطلاق تعاون أمني علني" في يوم من الأيام.
في غضون ذلك، دفعت تركيا العلاقات قدما مع الخصوم الإقليميين، مثل الإمارات العربية المتحدة، وخففت من موقفها ضد المنافسين التقليديين في شرق البحر المتوسط.
وعلاوة على ذلك، بدأ الجليد الناتج عن الأزمة الدبلوماسية لعام 2017 بين قطر والدول العربية الأخرى في الذوبان، ما يسهل التعاون والتلاحم في مجلس التعاون الخليجي.
ومع تراجع الولايات المتحدة عن الانخراط في شؤون المنطقة، ثمة طلب أكبر على آلية أمنية رسمية لمواجهة طهران، خاصة مع فشل المحادثات النووية.
وإزاء ذلك، يخلص المركز الأمريكي إلى أن "شروط آلية أمنية إقليمية لمواجهة إيران جماعياً لم تكن متوافرة بهذا النضج من قبل".
حدوث التحالف العسكري ضد إيران، أو نجاحه إذا حدث، ليس مؤكدا، لكن المؤكد أن كل علامات إمكانية تشكيله موجودة، بحسب تقدير المركز الأمريكي، الذي أشار إلى أن "واشنطن تضع الأساس لتعاون أمني إقليمي أكبر، والهدف النهائي منه هو السماح للشركاء الموثوق بهم بالتعامل مع شؤونهم الخاصة"، بينما تتحور هي حول أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي الأشهر المقبلة، ستحاول الولايات المتحدة، على الأرجح، جلب مشاركين جدد إلى التحالف الدفاعي المحتمل، وإغراء البلدان التي لا تحتاج إلى الكثير من التشجيع، مثل مصر واليونان والإمارات، بصفقات المعدات العسكرية أو التدريبات أو غيرها من الحوافز.
ومن المحتمل أيضًا أن تسعى الولايات المتحدة إلى لعب دور أكبر في جهود التطبيع الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية؛ لأنها تعتقد أنها يمكن أن تسفر عن تعاون دفاعي أكبر.
المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز