- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
بؤرة الزلزال ونصف الضحايا منها! قرية “مولاي إبراهيم” بالمغرب تعيش أجواء الصدمة وتبكي المفقودين
بؤرة الزلزال ونصف الضحايا منها! قرية “مولاي إبراهيم” بالمغرب تعيش أجواء الصدمة وتبكي المفقودين
- 10 سبتمبر 2023, 9:22:09 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا تزال قرية مولاي إبراهيم جنوب وسط المغرب التابعة لإقليم الحوز، حيث بؤرة الزلزال المدمر، تبكي ضحاياها وتنعى قتلى الكارثة التي خلفت حتى اللحظة 1037 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى، نحو نصفهم في هذا الإقليم فقط، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023.
عدد من سكان القرية الجبلية السياحية تحدثوا عن فقدان أقرباء لهم، تزامناً مع تواصل عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض بعد انهيار عشرات المنازل عند سفح جبل، حيث يحفر سكان قبوراً لدفن الموتى.
من أضرار الزلزال الكبير الذي ضرب المغرب – رويترز
قصص مؤلمة في زلزال المغرب
أحد هؤلاء الحسن الذي فقد زوجته وأبناءهما الأربعة. تحت هول الصدمة كان يجلس مطأطئاً رأسه بدون أن ينطق بكلمة في أحد أركان المستوصف الصغير لهذه القرية المعزولة الواقعة على بعد أكثر من ساعة جنوب مراكش.
بالكاد يستطيع الرجل التعبير عن ألمه قائلاً بصوت خافت: "فقدت كل شيء". في هذا الوقت، لم يكُن رجال الإنقاذ قد دفنوا بعد جثمان زوجته وأحد أبنائه. ويضيف: "لا حول لي الآن، لا أريد سوى الابتعاد عن العالم لأحزن في صمت".
تقع القرية، التي كانت تشتهر حتى الآن بأنها مقصد سياحي جبلي، في إقليم الحوز الذي سقط فيه نحو نصف الضحايا (542) من أصل 1037 حتى الآن. وفيه تقع بؤرة الزلزال المدمر.
الزلزال الذي ضرب المغرب تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة/رويترز
وغالبية أجزاء هذا الإقليم عبارة عن بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها، وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
البحث عن ناجين من زلزال المغرب
منتصف نهار السبت، كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين محتملين أو جثامين ضحايا وسط أنقاض البيوت المهدمة، مستعينة برافعات وآليات حفر.
تزامناً مع ذلك، كان بعض سكان القرية يحفرون قبوراً لدفن الموتى على أحد التلال. ويعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المغرب، إذ بلغت ذروته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
خلف هول الزلزال صدمة ورعباً امتدا إلى مدن عدة، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة قريباً من بؤرته، كما هي حال حسناء التي تقف عند مدخل بيت متواضع في قرية مولاي إبراهيم، رغم أن أسرتها نجت.
وتقول المرأة الأربعينية: "إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة". وتضيف: "رغم أن أسرتي لم يمسها سوء، لكن القرية برمتها تبكي أبناءها. كثر من جيراني فقدوا أقرباء لهم، إنه ألم لا يوصف".
"الأعنف منذ قرن".. كيف يتأثر المغرب بالزلازل، وما علاقة الصفائح التكتونية في أفريقيا وأوراسيا بذلك؟ (عربي بوست)
على جانب مرتفع من القرية تكفكف بشرى دموعها بوشاح يغطي شعرها، فيما تتابع مشهد رجال يحفرون القبور. وتستعيد لحظات الفاجعة كما عاشتها مؤكدة أن "إحدى قريباتي فقدت أطفالها الصغار".
تضيف بصوت متوتر: "شاهدت مباشرة مخلفات الزلزال، ما زلت أرتعد حتى الآن. إنه أشبه بكرة نار تحرق كل ما في طريقها. لم أعُد أتحمل". وتتابع: "الجميع هنا فقد أحد أقاربه سواء في قريتنا أو في قرى أخرى بالمنطقة".
عائلات تفقد أطفالها
من بين هؤلاء المفجوعين، فقد الحسن آيت تاكاديرت طفلين من أقاربه لا يتجاوز عمرهما 6 و3 أعوام، كانا يعيشان في قرية مجاورة. ويواسي الرجل نفسه مردداً: "هذه إرادة الله"، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه للعزلة التي تعانيها المنطقة.
لماذ زلزال الحوز هو أقوى زلزال في المغرب / مواقع التواصل
ويضيف، مرتدياً جلباباً على عادة القرويين في المغرب: "لا نملك شيئاً هنا، هذه المناطق الجبلية وعرة للغاية".
وتحمد امرأة أخرى من سكان القرية الله على أن أحد أعمامها "نجا من الموت بأعجوبة". وتقول مفضلة عدم ذكر اسمها: "هوى سقف البيت فوقه بينما كان يصلي، لكنهم نجحوا في إنقاذه بمعجزة رغم انهيار البيت". وتختم "إنه لأمر مدهش كيف يمكن أن تتسبب هزة في لحظات بكل هذه المآسي".