- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
بدون جنازة عسكرية أو حضور رسمي.. تشييع جثمان الشهيد المصري عبدالله رمضان
بدون جنازة عسكرية أو حضور رسمي.. تشييع جثمان الشهيد المصري عبدالله رمضان
- 28 مايو 2024, 10:38:42 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جانب من تشييع جثمان الشهيد المصري عبدالله رمضان - الوكالة الأوروبية
شيع المئات من أهالي قرية العجميين ببمركز ابشواي محافظة الفيوم المصرية، جثمان الشهيد المجند عبدالله رمضان، الذي استشهد أمس الإثنين، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباكات مع الجيش المصري في منطقة رفح.
وشُيع الشهيد بدون جنازة عسكرية أو حضور من أي مسؤول رسمي في الدولة، واقتصر المشيعون على أهالي القرية والقرى المجاورة، من مسجد الرحمن إلى مقابر الشيخ خلف، في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.
ونشرت الوكالة الأوروبية صورًا لتشييع جثمان المجند عبدالله رمضان بقرية العجميين بالفيوم وتقول إنه "سقط في حادث إطلاق النار بالمنطقة الحدودية برفح".
تفاصيل جنازة الشهيد
أحد أفراد عائلة المجند روى كواليس استلام الجثمان من الجيش المصري، وقال إن العائلة علمت باستشهاده من صديق له في الكتيبة، اتصل بهم وأخبرهم باستشهاده، بعدها تلقت العائلة اتصالًا جديدًا من قائد الكتيبة أخبرهم أن عبد الله اُستشهد في حادث تبادل إطلاق نار عند معبر رفح أثناء وجوده في الخدمة، وفقا لحساب “متصدقش” المختص بتدقيق الأخبار.
وأضاف أن عائلة عبد الله استلمت الجثمان الساعة السادسة صباح اليوم الثلاثاء عند مسجد الرحمن، بعد خروجها من مستشفى العريش العسكري في منتصف الليل، مضيفًا أن الجثمان وصل في سيارة إسعاف وكان ملفوفًا بعلم مصر.
وبحسب العائلة، حضر الجنازة رائدًا من القوات المسلحة حتى نهايتها "وكان شخصية محترمة وعزى والد عبد الله كويس ووصله لحد البيت"، كما حضرها لواء شرطة من مديرية أمن الفيوم، وأقيمت الجنازة بمراسم عادية، وليست عسكرية، حضرها العديد من أبناء القرية بهتافات"لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، مضيفًا أن عزاء الجندي عبدالله سيقام مساء اليوم، الثلاثاء، في دار مناسبات للعائلة في قرية العجميين مركز أبشواى، ولمدة يوم واحد فقط، كما قررت أسرته.
اشتباكات الحدود
كان الإعلام العبري قد أعلن، الإثنين، عن وقوع اشتباكات بين الجيش المصري وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على الحدود المصرية الفلسطينية في رفح، قبل ان تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بحذف الأخبار بعد أوامر الرقابة العسكرية الإسرائيلية.
ولاحقا، وافقت الرقابة العسكرية على النشر، لتعلن وسائل الإعلام العبرية عن وقوع اشتباكات بين أفراد من الجيش المصري وعناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية محاولة شاحنة إسرائيلية اقتحام الحدود المصرية، وزعمت أن الجنود المصريين بادروا بإطلاق النار.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بوقوع شهيد من الجانب المصري.
في المقابل، كشف مصدر أمني تحدث لصحيفة “العربي الجديد”، أن الجندي المصري استشهد “برصاص قناص إسرائيلي”، مضيفا أن القوات المصرية “لم تبدأ بإطلاق النار”، بخلاف الرواية الإسرائيلية.
ظهور متأخر للبيان المصري
وبعد مرور ساعات على تداول الأخبار في المواقع الإعلامية العبرية، أصدر المتحدث العسكري المصري بيانا مقتضبا حول الحادث.
ونشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة البيان التالي: "القوات المسلحة المصرية تجرى تحقيقاً بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودى برفح مما أدى إلى إستشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين".
ولم يعلن المتحدث العسكري عن هوية الجندي الشهيد، واكتفى بوصفه بأنه "أحد عناصر التأمين" وهو ما أثار غضبا كبيرا في صفوف الشارع المصري.
جدل حول هوية الشهيد
كما تسبب عدم الإعلان عن هوية الجندي الشهيد، في انتشار معلومات مغلوطة حول هويته، حيث زعمت بعض المواقع وحسابات السوشيال ميديا أن الشهيد هو الملازم أول أحمد مصطفى جابر.
وزعمت المعلومة المتداولة أن الملازم أحمد مصطفى جابر، دفعة 117 حربية، هو شهيد الجيش المصري برفح.
لكن بتدقيق بسيط اتضح عدم صحة المعلومة، لسببين أولهما أن الملازم أحمد مصطفى جابر كان يقضى خدمته في مدينة السلوم على الحدود المصرية الليبية، ولم يكن في رفح أو سيناء.
وحسب “متصدقش”، فإنه تم إبلاغ أسرته بوفاته في حادث سيارة، وقع أول أمس السبت على طريق الإسماعيلية الصحراوي، وطُلب منهم استلام الجثمان من مستشفى المعادي العسكري، صباح الاثنين 27 مايو 2024.
السبب الثاني الذي ينفي صحة هذه المعلومة هو كون الملازم أحمد مصطفى جابر لا يخدم بالشرطة، بينما تقتضي اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل على أن تتولى الشرطة المدنية المصرية المسلحة بأسلحة خفيفة أداء المهام العادية للشرطة داخل هذه المنطقة.
كما انتشرت بشكل كبير جدًا، صورة لشخص يرتدي زي الجيش المصري، مع تعليق: "هذه صورة الجندي المصري ( خالد شريف عصفورة ) الذي استشهد بعد أن قنصه قناص إسرائيلي في معبر رفح".
وبالتدقيق، اتضح أن الصورة لجندي مصري اسمه شريف عبدالمنعم رياض، استشهد خلال خدمته في سيناء عام 2020، ولا علاقة له بحادث استشهاد جندي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الحدود المصرية الفلسطينية عند معبر رفح.
من هو الشهيد عبدالله رمضان
وكان أول من توصل إلى هوية الشهيد عبدالله رمضان، حساب "متصدقش" المختص بتدقيق الأخبار.
وقال الحساب في منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي إنه ظهر الاثنين 27 مايو 2024، استشهد مجند مصري علي الحدود المصرية الفلسطينية، في حادث إطلاق نار عند معبر رفح، بحسب بيان المتحدث العسكري.
بعد البحث، توصل "متصدقش" إلى هوية المجند، وهو المجند عبدالله رمضان، 22 عامًا، من الفيوم، حاصل على شهادة دبلوم، ويقضي خدمة عسكرية مدة عامين عسكري في سلاح حرس الحدود.
وحسب مصادر وثيقة الصلة، تكتم الحساب على هويتها حفاظًا على أمانهم، تحدثوا إلى "متصدقش"، فإن "رمضان" حين استُشهد كان يخدم في برج رعد 14، أول برج على خط الحدود، سرية نمر، بالفوج الأول حرس الحدود س 1، أول نقطة في البري، وهي الأقرب لمعبر رفح البري.
وخدم "رمضان" الأشهر الماضية في سرية 4، ساحل 10، في البحر المتوسط، وهي آخر نقطة في البري، وأول نقطة في البحر، كما خدم في س 2 المعروفة بالسرية غزال.
وفي حديث المصادر إلى "متصدقش"، فإن "رمضان" بدأ خدمته العسكرية، في سبتمبر 2022، وكان من المنتظر انتهاء الخدمة في سبتمبر 2024.
وحسب نفس المصادر، فإن "رمضان" وزملاءه نجوا من الموت في فبراير 2024، عندما كانوا يتناوبون حراسة أحد النقاط الحدودية عند معبر رفح، بالتزامن مع قصف إسرائيلي تجاه المعبر.
وتحدث أحد أفراد العائلة عن حياة الشهيد الاجتماعية، مضيفًا أن عبدالله لديه 3 إخوة (ولدين وأخت) وهو أكبرهم، كما ذكر أنه كان خاطبًا، وكان من المقرر أن يتزوج بعد انتهاء خدمته في سبتمبر 2024.