- ℃ 11 تركيا
- 6 يناير 2025
برشلونة: من نشوة البداية إلى تحديات الواقع
برشلونة: من نشوة البداية إلى تحديات الواقع
- 4 يناير 2025, 7:38:10 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتب: أمجد العسة
من أفراح البدايات إلى خيبات النهايات، هكذا تبدو رحلة برشلونة هذا الموسم منذ البداية، حيث اختلطت الأحلام بالواقع ليجد الفريق نفسه في دوامة من الصدمة والترقب، بعد بداية مثالية رفعت سقف الطموحات إلى عنان السماء، بدا أن الفريق في طريقه لاستعادة أمجاده وتحقيق الألقاب التي غابت عن خزائنه لسنوات.
لكن سلسلة النتائج السلبية الأخيرة جاءت لتعيده إلى أرض الواقع، مبددةً أجواء التفاؤل التي عمت أوساط جماهيره.
البداية المبشرة
رغم المشاكل الاقتصادية التي عصفت بالنادي، لم يكن حتى أكثر المتشائمين يتوقع البداية القوية التي حققها الفريق، تألق برشلونة في الدوري ودوري الأبطال، ونجح في تحقيق انتصارات مبهرة على فرق كبيرة مثل ريال مدريد وبايرن ميونخ ومع ذلك، سرعان ما تبددت هذه الأفراح بعد سلسلة من التعثرات أفقدت الفريق نقاطاً ثمينة كانت كفيلة ببقائه في صدارة الترتيب بفارق مريح.
أسباب التراجع
كثرة الإصابات والتشكيلة المحدودة
أحد أبرز أسباب التراجع هو اعتماد الفريق على تشكيلة أساسية واحدة، دون توفر بدلاء بنفس الكفاءة، فمع مرور الوقت وتسلل الإرهاق إلى اللاعبين، بدأ الفريق بفقدان الزخم، كما وأن الإصابات زادت من تعقيد الوضع، حيث غاب العديد من الركائز الأساسية مثل الحارس تير شتيغن، أنسو فاتي، أندرياس كريستنسن، وفيران توريس واخرون ، هذا الغيابات كشف عن فجوة كبيرة في مستوى البدلاء، حيث لم يتمكنوا من تقديم الأداء المطلوب لتعويض الغيابات.
الإصرار الفني وتراجع مردود الركائز
مع تقدم الجولات، بدأت الفرق المنافسة في إيجاد الحلول لخطة التسلل والدفاع المتقدم التي اعتمد عليها المدرب الألماني فليك، ولكن الإصرار على هذا الأسلوب رغم تراجع فعاليته، إضافة إلى تراجع أداء بعض الركائز مثل ليفاندوفسكي وكوندي وبالدي، أثر سلباً على نتائج الفريق، إضافة إلى الأخطاء الفردية الناجمة عن الإرهاق ونقص الخبرة زادت الوضع سوءا، وهنا نقصد مثل كوبارسي وليفا وكوندي على وجه التحديد .
التخبطات الإدارية والمعوقات الاقتصادية
لا يمكن إغفال تأثير المشكلات الاقتصادية على الفريق، فالتخلي عن أسماء بارزة مثل غاندوغان وفيكتور روكي، والضغط على لاعبين آخرين مثل أنسو فاتي ودي يونج وأراجو للرحيل، خلق حالة من عدم الاستقرار،
إضافة إلى ذلك، جاءت قضية اللاعب أولمو مؤخراً، الذي لم يتمكن النادي من تسجيله بسبب قوانين اللعب المالي النظيف، لتفاقم الوضع وتثير غضب الجماهير.
الجدل التحكيمي
كغيره من الأندية، تعرض برشلونة لقرارات تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها ركلات الجزاء غير المحتسبة كما حصل في مباريات أتلتيكو مدريد وليغانيس، و حادثة طرد المدرب فليك التي أضافت مزيداً من
الضغوط، خاصة بعد اعتراف رئيس اللجنة الفنية للحكام بعدم عدالة القرار، إضافة إلى التقييدات التي يتلقاها الفريق من الاتحاد الاسباني هو الامر الذي يخلف نتائج سلبية على النادي .
الحلول العملية لتصحيح المسار:
رغم الوضع الحالي، لا يزال الأمل قائماً بين جماهير برشلونة لتحقيق عودة قوية، ولتحقيق ذلك، يجب على الفريق التركيز على العديد من الامور أهمها:
- عودة الإيجابية للمصابين: تمثل عودة اللاعبين المصابين حلاً أساسياً لتعزيز قوة الفريق ومساعدته على تجاوز جدول المباريات المزدحم، وخاصة لو كانت عودتهم ودخولهم في المنظومة يشكل نقله إيجابية للفريق .
- تحسين استغلال الفرص: بالرغم من ان النادي الكتلوني أنهى عام 2024 وهو صاحب أفضل هجوم في الدوريات الخمس الكبرى بتحقيقه 96 هدف يليه النادي البافاري 92 هدف .
ورغم هذا االسجل الكبير لم يكن هذا كافياً للنادي للحفاظ على النتائج الإيجابية والانتصارات ، وبالتالي مشكلة إضاعة الفرص وخاصة في أخر 6 مباريات للنادي، فبالتالي لو أراد الفريق العودة للنتائج الإيجابية لابد من المهاجمين، وخاصة البولندي ليفاندوفسكي، من استعادة حسه التهديفي بعد فترة من تراجع الأداء وخاصة لأنهو لفترة طويلة يشكل أحد أهم أسباب خسارة الفريق للنقاط وتضيعيه العديد من الفرص السانحة للتهديف .
- المرونة التكتيكية : تنويع أسلوب اللعب بدلاً من الاعتماد على خطة التسلل والدفاع المتقدم فقط، خصوصاً أن الفرق المنافسة بدأت تكشف ثغراتها، وبدأ الفريق في تلقي الأهداف، فكما كانت هذه الخطة عنصر أساسي في البداية القوية، هاهي الآن أصبحت النقطة السلبية والأساسية في تراجع الفريق وخسارة النقاط والوصول إلى المرتبة الثالثة في ريادة الدوري خلفاً لقطبي العاصمة مدريد .
- استعادة الثقة: التخلص من التوتر والاستعجال الذي أثر على الأداء في المباريات الأخيرة، مع التركيز على تقليل الأخطاء الدفاعية، قد تكون هذه الخلطة المفقودة في بوصلة الفريق لتحيق الهدوء والاستقرار والذي سينعكس على أرضية الملعب مورثاً تتالي الانتصارات .
- تحقيق النتائج بدون أداء مثالي: كما فعل غريمه التقليدي ريال مدريد في سنوات نجاحه، يجب على برشلونة أن يتعلم كيفية تحقيق الانتصارات حتى دون تقديم أداء مبهر وهي الخاصية التي يفقدها الفريق منذ سنوات .
بالرغم من كل التحديات، يبقى برشلونة فريقاً كبيراً قادراً على تجاوز المحن، والأهم الآن هو إيجاد التوازن بين إصلاح الأخطاء والبناء على الإيجابيات، واستغلال ما تبقى من الموسم لإعادة الفريق إلى طريق النجاح، وإكمال بداية اتسمت بالمرونة والجمالية .
قد يكون التحدي صعب، لكنه ليس مستحيلاً.