- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
بسام كريم المياحي يكتب: عندما تعيش داخل فيلم كاو بوي
بسام كريم المياحي يكتب: عندما تعيش داخل فيلم كاو بوي
- 14 فبراير 2024, 8:02:30 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عندما تعيش في مجتمع فاسد تديره عصابة من نوع خاص لا يوجد لها مثيل في التاريخ ولا الجغرافيا فإنك سترى العجب وربما ما لم تشاهده في الافلام وتقرأه في الروايات ..
نعم عندما تتولى عصابة هجينة ومضربة من مجموعة من الجنسيات والثقافات والمهنية الشوارعية والمهنية العصابچية وبطرق وآليات عجيبة غريبة فإنك فعلا تشعر بالعيش داخل فلم كابوي أو أكثر من ذلك ..
ففي لحظة واحدة وفي مناطق متعددة يحصل أكثر من حادث سير مروع ..
واكثر من شجار ومعارك مسلحة بين مجموعات متناحرة
وبين عصابات لتهريب المخدرات وشرطة مكافحة المخدرات
وبين مجموعات مسلحة متمرسة بالسرقة والفساد مع مجموعات آخرى أو مع الشرطة والأجهزة الأمنية فإنك تشعر بأنك في فلم كابوي ..
ربما ذلك لم يعد شيء كبير فالمجتمع يوجد به كل شيء الصالح والطالح وربما بسبب تداخل الوضع الإقليمي والانفتاح الذي يعيشه المجتمع تحصل مثل هذه الحالات ..
لكن عندما تكون هنالك جهات رسمية من المفترض أن تكون هي المسؤولة مسؤولية مباشرة وأساسية على حفظ الأمن العام والانضباط وسلاسة وديمومة العمل ومرافق الدولة والمجتمع فهذه هي الكارثة .
فالمسؤولين الكبار أو ما يطلق عليهم الزعماء أو الطبقة الحاكمة والمنقسمة إلى مجاميع وتحالفات يجري بينها نزاعات ومؤامرات عجيبة وغريبة لم تشهدها حتى صراعات المافيا والعصابات الكورسيكيا وغيرها من العصابات المعروفة عالمياً..
فهذه التحالفات وهؤلاء الزعماء والشخصيات سريعا ما تتفق وتتجمع فيما بينها على أمر معين وقضية أساسية وبنفس الوقت تخلو إلى نفسها أو تخلو إلى بعض أجزاء ممن تحالفوا معهم ليتأمروا على نفس التحالف الكبير الذي هم جزء منه أو هم مؤسسيه اصلا لتحييد بعض المتحالفين أو بعض الزعماء ويقربون زعماء ويصنعوا زعماء آخرين ليكونوا لهم مخلب لضرب الخصوم داخل أو خارج التحالف نفسه وبطريقة عجيبة لا تكاد تصدق .
أو أنهم يأتون بشخص نكرة ويضعونه بمنصب كبير كمحافظ أو رئيس أو وزير ثم يبدأوا بالتأمر ضده محاولين عصب كل الرزايا والخراب برأسه وحده
لا بل أكثر من ذلك حيث يعمدون لصناعة أزمة داخلية أو خارجية ويقدمونه عنوة لحلها فارضين عليه الحلول المناسبة لهم أحياناً ومحملينه المسؤولية كاملة عن أي فشل أو تدهور قد ينتج عن ذلك ..
وفي حال نجح في مهمته ظهروا هم معلنين نجاح اختيارهم وفضل مشورتهم وإدارتهم الجبارة لحل المشكلات ..
العجيب في الامر والذي يجعل الناس تشبههم بعصابات الكابوي..
أنهم اي الزعماء والقادة لا يفكرون بإدارة الدولة كدولة تحتاج إلى مؤسسات وفلسفة معينة تنتهجها لتحتوي كل المشاكل وتضع لها الحلول وتضع الخطط والبرامج للمستقبل ..
بل ينتهجون فلسفة ومنطق عجيب في إدارة الدولة قائمة على صنع الأزمات والمشكلات ومن ثم حلها عبر الصفقات والملفات الفاسدة والتحاصص
والتدخلات الخارجية وفرض الإرادات بمقدار ما تملك تلك الجهة من قوة خارجية وداخلية وملفات فساد كبيرة تلوح بها ضد الخصوم وجذب الحلفاء ..
وما أن تتم الصفقة والتحاصص حتى يعودوا إلى أزمة أخرى ليبحثوا عن حلول لها بنفس الأساليب السابقة وباقذر ما يمكنهم الإتيان به من فضائح وأدوات للضغط على الخصم الذي كان بالأمس القريب حليفاً وقريبا .