- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
بعد استقالة غانتس وآيزنكوت.. أي مصير ينتظر نتنياهو وحكومته؟
بعد استقالة غانتس وآيزنكوت.. أي مصير ينتظر نتنياهو وحكومته؟
- 10 يونيو 2024, 5:01:09 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
توقع متابعون ومحللون، إصرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الاستمرار في مسلسله الدموي المتطرف، في تعامله مع الازمة الحالية التي تعيشها دولة الاحتلال، وتفضيل استمرار مسلسل الدم والحرب بغض النظر عن نتائجها الكارثية، مقابل المحافظة على مصالحه وتمسكه بمنصبه.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي بأن غانتس وأيزنكوت دخلا مجلس الحرب وهما على خلافات مع نتنياهو، وتحت شعار الوحدة خلال الحرب، وطوال الثمانية أشهر شعرا بأنه يخدعهما ويكذب عليهما ويخفي المعلومات ويراوغ.
وتابع عنبتاوي: "خلال تلك الفترة تأكد غانتس وأيزنكوت أنهما خسرا ولم يندمجا أو يشكلا حالة معارضة، فخسرا من شعبيتهما ومن عدم انضمامهما للشارع".
وبحسب عنبتاوي فإن ما حصل مؤخرا من استقالات وتطورات من شأنه ان يؤسس لتقوية المعارضة الشعبية لنتنياهو وازدياد الحكومة تطرفا وعنفا، في غزة والضفة وازدياد حدة المواجهات مع جنوب لبنان وفي هذه الحالة ستكون خسائر أكبر للاحتلال.
كما وتوقع عنبتاوي ازدياد الشروخ الأفقية والعامودية لدى الاحتلال نتيجة التطورات الداخلية الأخيرة، بالإضافة إلى ضيق أكثر في خيارات نتنياهو وانصياعه أكثر لطلبات بن غفير وسموتريتش، وزيادة عزلة الاحتلال وقدرة أمريكا على المفاضلة بين حمايته، والدفاع عن مصالحها وضعف المنعة الداخلية للمجتمع والجيش أكثر.
وأعاد عنبتاوي تأكيده بأن الاحتلال في هذه الفترة يتفكك ويتخبط في الخيارات وابتلاع الهزيمة وعدم تحقيق أي هدف، وتزامنا مع ذلك العالم سيزداد رفضا لسياسة الاحتلال وستتعزز العزلة وفرض العقوبات وسحب الاستثمارات وتفعيل المؤسسات والمحاكم الدولية وتبني السردية الفلسطينية.
ولفت إلى أن استقالة غانتس لا تعني أنه مسالم، بل على العكس فهو "متعمق في الصهيونية وهو المسؤول عن حرب 2014 على غزة".
من جانب آخر أكد فريد أبو الظهير الصحفي والكاتب السياسي بأن خيارات نتنياهو بعد الاستقالات ستبقى كما هي وفي مقدمتها: البقاء في الحكم، والاستمرار في نفس السياسة، والسعي لتحقيق أهداف ملموسة، كإطلاق سراح أسرى آخرين، أو اغتيال شخصيات رفيعة المستوى من المقاومة.
وشدد أبو ظهير بان هذا الخيار أيضا سيكون مكلف جدا؛ لأن الضغط يزداد يوما بعد يوم، خاصة مع انسحاب غانتس من الحكومة وتابع :" الآن نتنياهو يشعر بالوحدة مع فريق يمثل الليكود والمتدينين المتطرفين. فقد كان وجود غانتس في الحكومة يعطيه غطاء وقوة لتنفيذ ما يريد.
وعن الخيارات الأخرى قال أبو ظهير :" سيكون الخيار الآخر لنتنياهو هو الذهاب إلى انتخابات، وهذا هو أسوأ سيناريو بالنسبة له، لأن محاكمته على الفساد والفشل في السابع من أكتوبر سيلاحقه مباشرة بعد حل الحكومة. وبالتأكيد، فإن هذا الخيار سيخدم خصومه الذي ازدادت شعبيتهم خلال فترة الحرب، خاصة وأنهم عزفوا على وتر تحرير الأسرى.
وختم: "سيحاول نتنياهو جهده للتمسك بالخيار الأول رغم صعوبته، ولن يترك منصبه إلا مكرهاً، وإلا تحت ضغوط محلية ودولية كبيرة.
ومساء أمس أعلن عضوا مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت استقالتهما من حكومة الطوارئ الإسرائيلية.
ودعا غانتس في خطاب استقالته رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن.
وقال غانتس: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، وقرار الخروج من الحكومة، معقد ومؤلم".
وأضاف: "نتنياهو يحول دون تحقيق نصر حقيقي. الاعتبارات السياسية في حكومة نتنياهو تعرقل القرارات الاستراتيجية في حرب غزة".
ودعا قادة الأحزاب إلى الوقوف بجانبه من أجل إجراء انتخابات لتشكيل "حكومة وحدة وطنية صهيونية قومية".
هشاشة النظام السياسي
بدوره رأى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي أن "خطاب استقالة غانتس أكد أن نتنياهو هو الذي يعيق الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى وانهاء الحرب وليس الجانب الفلسطيني".
وأضاف "الاستقالة وجهت ضربة جديدة لنتنياهو الذي يريد مواصلة المجازر والإبادة الجماعية، ونرى فيها إقرار مسبقا بهزيمة آلة الحرب الاجرامية في قطاع غزة".
من ناحيته، ربط الكاتب محمد القيق بين الاستقالات والموقف الأمريكي من نتنياهو، قائلا "الأمريكي يحتاج لحرب واسعة، ولكن في الوقت نفسه يريد لنتنياهو وحده خوضها، وقرار استقالة الثلاثي وخاصة "غانتس" و"آيزنكوت" ليس مستقلا؛ فمن أسس مجلس الحرب هي أمريكا ومن يسمح بتفكيكه هي أمريكا أيضا.
وأوضح القيق أن "هزيمة الجيش في غزة ساحقة، ولو لمس الأمريكي بصيص انتصار فيها لأبقى غانتس في المجلس، وفي الوقت ذاته فالمشهد غير ذاهب للهدوء، وهنا تلتقي مصلحة أمريكا بحرب واسعة يقودها نتنياهو ونتيجة الفشل ستكون ضده، ونتيجة النجاح "المستبعد" تسمى انتصارا لـ"إسرائيل" والذي ضمنا حدده غانتس أنه داعم للحرب بعمومية ألفاظ دبلوماسية".
وشدد على أن الاستقالات على الصعيد الميداني ستنعكس سلبا على معنويات الجيش، "وهذا سيقود لاستقالات كبيرة وتراجع لروح القتال أكثر، وذلك بالتزامن مع إحباط يتراكم ببدء المعارضة اللعب في الميدان على وتر فشل وشيطنة نتنياهو، ما يعني المردود الاستراتيجي الخطير على الوجود للدولة التي عانت أصلا قبل 7 أكتوبر من انقسام، واليوم انقسام وهزيمة وترهل وضياع للردع وعزلة دولية وتهديد وجودي حقيقي".
من جهته، أوضح المستشار القانوني نعمان عابد أن "استقالة غانتس التي كانت متوقعه بعدما بات وجوده في حكومة العدوان وعدمه سيان، إثر تجاهل نتنياهو مؤخرا لكل من بني غانتس وايزنكوت، هذه الاستقالة لن تؤثر على وجود الحكومه التي لا زالت تحظى بالأغلبية المطلوبة في الكنيست، ولكن الاستقالة تؤكد على وجود تصدع داخل قيادة دولة الاحتلال خاصه فيما يتعلق باستمرارية العدوان واهدافه، وفيما يتعلق بالفشل العسكري الميداني وكذلك في عدم الاتفاق على ما يسمى باليوم التالي لانتهاء العدوان ومصير قطاع غزة".
وأضاف "بعدما شعر غانتس ان نتنياهو يستغل وجوده لتبرير ما يقوم به التي جزء منها يتعلق بالأهداف الشخصية له في اطالة امد العدوان وادارته لصالحه وليس لصالح دولة الاحتلال، وهذا أدى إلى انخفاض شعبية غانتس وحزبه بشكل ملحوظ وتخفيض الفارق بين الليكود ومعسكر الدولة".
ولفت إلى أن نتنياهو بين خيارين احلاهما مر، إما الاستمرار في حكومة اليمين وهذا سيؤدي إلى المزيد من تكبيل يديه من بن غفير وسموتريتش ومن الخلافات مع الادارة الأمريكية وغيرها، او الدعوه إلى انتخابات جديده في دولة الاحتلال ضمن مؤشرات تفيد خسارة إتلافه للحكم".
بدوره، أكد الكاتب والمتابع للشأن "الإسرائيلي" ياسر مناع، أن "الاستقالة لن تؤثر على مجريات الحرب المعقدة في قطاع غزة على المدى القريب، ولا على مستوى اتخاذ القرار، لأن ذلك منوط بحل مجلس الحرب والعودة إلى الكابينت وضم أشخاص جدد إلى المجلس".
وقال مناع : "قد يكون غانتس استشعر اقتراب نهاية الحرب دون إنجاز ملموس، وبالتالي يرغب في تجنب تحمل أية نتائج سلبية قد تؤثر على مستقبله السياسي".
ورأى مناع أن "الإشادة بوزير الأمن يوآف غالانت تعكس مدى الأزمة العميقة بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل".
وحول رد نتنياهو على قرار الاستقالة قال إن "نتنياهو من خلال تعقيبه على القرار ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية عودة غانتس مجددًا".
كما رأى مناع أن "استقالة غانتس قد تكون مقدمة لاستقالات أخرى، مثل غادي آيزنكوت".
وأكد الكاتب والمحلل السياسي عامر الصمري من جانبه، أن "استقالة غانتس ستؤدي إلى زيادة الشرخ في الشارع الصهيوني وليس فقط في المشهد السياسي، مما سيؤدي إلى تعاظم المظاهرات في مدن الداخل الفلسطيني المحتل المطالبة بنهاية الحرب".
ومن وجهة نظر المصري، فإن الاستقالة تؤكد أن "نتنياهو يرفض الشراكة السياسية الحقيقة ويمعن باستمرار الحرب خدمة لمستقبله السياسي الشخصي، وهذا بات مرفوضا من عدد كبير من الأحزاب الصهيونية وامريكا".
وشدد المصري على أن "الاستقالة ستؤدي إلى زيادة القيود والمحددات الأمريكية على السلوك الإسرائيلي في الحرب على حد قوله".
وختم: "كما أن انسحاب غانتس وايزنكوت باعتبارهم شخصيات ذات خلفية عسكرية محضة يحمل مدلولات كبيرة حيال سيرورة الحرب وإنجازاتها المزعومة من قبل نتنياهو، خاصة وأن غانتس ألمح مرارا عن ضرورة وجود أهداف واقعية".
دلالات الاستقالة
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني حازم عياد، الأحد، إن استقالة الوزير في حكومة "الحرب الإسرائيلية"، بيني غانتس، تظهر أن الانقسامات داخل المجتمع "الإسرائيلي" عميقة.
وأضاف عياد، أن "كل محاولات تسويق النصر من نتنياهو لم تفلح في تخفيف حدة الانقسام، وزادات الأزمة الداخلية".
واعتبر أن "حكومة الحرب الإسرائيلية أربكت المشهد الداخلي في الولايات المتحدة، التي كانت تسعى إلى صفقة ترمم فيها العلاقة بين الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي".
وأوضح أن "استقالة غانتس أكدت أن نتنياهو لم يحقق إنجازات في الحرب، وأن الصراع الداخلي الإسرائيلي لا يمكن معالجته بعملية مثل مجزرة النصيرات".
ولفت إلى أن "الاستقالة ستضعف حكومة نتنياهو وشرعيتها داخل الولايات المتحدة وفي المجتمع الدولي، بسبب غياب أقطاب المعارضة، ما سيتسبب بإضعاف موقف نتنياهو ويحاصره دوليا".
وأكد عياد، أن "غانتس أيضا مجرم حرب ومشارك في المجازر التي ترتكب في غزة، ولكنه يريد التخلص من نتنياهو ليحل مكانه فقط".
وكان الوزير في حكومة الحرب "الإسرائيلية"، بيني غانتس، أعلن مساء الأحد، استقالته من الحكومة بعد "مشاورات سياسية".
وقال غانتس في كلمة له: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ومن المناسب أن نذهب في الخريف إلى الانتخابات".
وأضاف أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يعرقل قرارات استراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية".
وأردف: "أدعو نتنياهو للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية"، مستدركا أنه "لابد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية".
وأوضح أنه انسحب من الحكومة لأن "نتنياهو يمنعهم من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي".
وقال غانتس لعائلات الأسرى: "فعلنا الكثير لكننا فشلنا في إعادتهم إلى بيوتهم، إنني أقف وراء الخطوط العريضة التي أقرتها حكومة الحرب وأطالب نتنياهو بالشجاعة للمضي قدما فيها".
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و84 شهيدا، وإصابة 84 ألفا و494 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
قدس برس