- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
بعد تولّيها رئاسة الوزراء: ليز تراس تُحدّد أولويات الاقتصاد وأزمتي الطاقة والصحة
بعد تولّيها رئاسة الوزراء: ليز تراس تُحدّد أولويات الاقتصاد وأزمتي الطاقة والصحة
- 7 سبتمبر 2022, 3:54:59 ص
- 800
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وعدت ليز تراس، الثلاثاء، بأن ترى بريطانيا أياما أفضل، رغم الوضع الاقتصادي القاتم، وذلك في أول خطاب لها كرئيسة للوزراء، بعد توليها المهام من بوريس جونسون، الذين كان قد استقال إثر فضائح متكرّرة، كانت إحداها تخص خرقَه قواعد الإغلاق التي وضعها بنفسه لمواجهة تفشي جائحة كورونا في بلاده. وحدّدت تراس في خطابها أولوياتها الرئيسية خلال فترة تولّيها المنصب.
وأجبرت الأمطار الغزيرة ودوي الرعد،مؤيدي المرأة الثالثة التي تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا على البحث عن مكان يحتمون فيه بانتظار وصولها إلى دوانينغ ستريت. لكن الغيوم انقشعت مع وصول موكب وزيرة الخارجية السابقة، البالغة من العمر 47 عاما، والتي تعهدت بإخراج بلادها من "عاصفة" تضخّم تجاوز عشرة بالمئة، وارتفاع هائل في أسعار الطاقة.
وقالت تراس: "سأتخذ الإجراءات هذا الأسبوع للتعامل مع فواتير الطاقة، وضمان إمداداتنا المستقبلية من الطاقة".
وأضافت: "مهما كانت العاصفة قوية، أعلم أن الشعب البريطاني أقوى"، محددة أولوياتها التي ستكون الاقتصاد، وأزمة الطاقة والصحة.
وحدّدت تراس أيضا في خطابها أولوياتها الرئيسية الثلاث التي تتمثل في: تنمية الاقتصاد من خلال التخفيضات والإصلاحات الضريبية، والتعامل مع أزمة الطاقة، وتحسين الخدمات المقدمة من قبل خدمة الصحة الوطنية (NHS).
وقالت في هذا الصدد: "سأعمل على تخفيض الضرائب لمكافأة العمل الجاد وتعزيز النمو الذي تقوده الأعمال والاستثمارات. سأقود الإصلاحات في مهمتي لجعل المملكة المتحدة تعمل على البناء والنمو".
وأضافت: "وحول أزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تسببت بدورها في أزمة غلاء المعيشة، سأتخذ إجراء هذا الأسبوع للتعامل مع فواتير الطاقة وتأمين إمداداتها في المستقبل".
وتابعت: "سأحرص على أن يتمكن المواطنون من الحصول على المواعيد والخدمات الصحية التي يحتاجونها، وسنضع خدماتنا الصحية على أساس ثابت من خلال توفير الاقتصاد والطاقة".
وقالت: "سنحول بريطانيا إلى أمة طموحة ذات وظائف عالية الأجر وشوارع آمنة، وحيث يتمتع كل فرد في كل مكان بالفرص التي يستحقها".
وتعهدت أيضا بوضع سقف سعر على فواتير الطاقة، لحين إجراء الانتخابات العامة المقبلة في غضون عامين، وهي سياسة قد تكلف حوالي 100 مليار جنيه إسترليني (115 مليار دولار).
وقالت إن هذه الخطوة ستؤدي إلى دفع الحكومة لشركات الطاقة الفرق بين سعر السوق والسعر الذي يبيعونه إلى المواطنين والشركات.
وأُعلن فوز تراس في انتخابات داخلية ضمن صفوف الحزب المحافظ الإثنين، في أعقاب حملة انتخابية بدأت في تموز/ يوليو.
ووصلت إلى داونينغ ستريت، بعدما قطعت 1600 كيلومتر ذهابا وإيابا للقاء الملكة إليزابيث الثانية في المرتفعات الإسكتلندية، حيث قبلت الدعوة لتشكيل حكومة.
وجرى اللقاء الذي استمر 30 دقيقة في قصر بالمورال، بعدما قررت الملكة عدم التوجه إلى لندن، بسبب مشكلات صحية.
ويتوقع أن تقوم تراس في موعد أقربه الخميس، بتعليق رفع فواتير الطاقة للعائلات هذا الشتاء وربما لفترة أطول، ما قد يكلف عشرات مليارات الجنيهات.
وسيتصل الرئيس الأميركي، جو بايدن بتراس، لتهنئتها، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار.
وكتب بايدن في تغريدة: "أتطلع إلى تعميق العلاقة الخاصة بين بلدينا والتعاون الوثيق بشأن التحديات العالمية، بما فيها استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا وهي تدافع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي".
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تعيين أعضاء فريقها، قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها على أسئلة النواب في البرلمان، الأربعاء.
أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود
ويتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينغ، منصب وزير المالية، وهو من أصل غاني، وأن تسلّم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة، سويلا بريفرمان، وهي من أصل هندي، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية، وتعود أصوله إلى سيراليون.
وفي حال تأكّدت التعيينات، فسيعني الأمر أن أيا من هذه الوزارات الرئيسية، لن تسلّم إلى رجل أبيض لأول مرة في التاريخ.
وأمام تراس كم هائل من الأمور التي ينبغي إنجازها، في وقت تشهد المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، فالعائلات التي تعاني من صعوبات تواجه زيادة بنسبة 80 بالمئة في فواتير الكهرباء والغاز اعتبارا من تشرين الأول/ أكتوبر، وطالبت بإجراءات فورية للحؤول دون إجبار ملايين الأشخاص على الاختيار بين تدفئة منازلهم وشراء المواد الغذائية هذا الشتاء.
كما حذرت الشركات التجارية من أنها قد تُرغم على الإغلاق، بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة أكثر.
وتعهّدت تراس التي تقول إنها من المدافعين عن الأسواق الحرة، خفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من أن زيادة الإقراض قد تفاقم التضخم.
وأحدث تعارض نهجها مع ذاك الأكثر حذرا الذي تبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخا جديدا في صفوف الحزب المحافظ، المنقسم أساسا جرّاء استقالة جونسون.
قسم كبير من البريطانيين لا يثقون بقدرة تراس على حل أزمة تكاليف المعيشة
وتشير استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا إلى أن قسما كبيرا من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة.
وكشف استطلاع جديد أعده معهد "يوغوف" عن أن 14 في المئة فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس، الرابعة على رأس الحكومة من حزب المحافظين في ست سنوات، أفضل من جونسون.
وتعهّد جونسون، الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها "بريكست" و"كوفيد - 19"، وانتهت قبل أوانها بسبب الفضائح، في وقت سابق، بدعم خليفته ليز تراس في كلمة في داونينغ ستريت لآخر مرة بصفته رئيسا للوزراء.
وقال قبيل توجهه إلى بالمورال لتقديم استقالته إلى الملكة: "سأدعم ليز تراس والحكومة الجديدة في كل خطوة". وحضّ حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات داخل صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة.
وأضاف: "إذا كان بإمكان ديلين (كلبه) ولاري (هرّ داونينغ ستريت) تجاوز الصعوبات التي تطغى على العلاقة بينهما بين حين وآخر، فبإمكان الحزب المحافظ أيضا القيام بذلك".
وما زال جونسون (58 عاما) محبوبا في صفوف القاعدة الشعبية للمحافظين على اعتباره فائزا في الانتخابات ويتمتع بكاريزما عالية، وأخرج بلاده من الاتحاد الأوروبي.
ورغم الاتهامات المتكررة بالفساد والمحسوبية خلال ولايته، وفرض الشرطة عليه غرامة غير مسبوقة لخرقه قواعد الإغلاق التي وضعها بنفسه، يقال إنه ممتعض من اضطراره للاستقالة.
وتفيد توقعات بأنه سيستعد للعودة، خصوصا إذا واجهت تراس صعوبات في تجاوز المشاكل العديدة التي تواجهها البلاد.
لكنه أعرب الإثنين عن دعمه الكامل لخليفته، وقال إن "الوقت حان ليصطف جميع المحافظين خلفها بنسبة مئة في المئة".
وفي خطابها الإثنين، تعهّدت تراس أن يحقق حزبها "فوزا كبيرا" في انتخابات 2024.