- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
بعلاقتها مع إيران.. هل تنقذ الصين مفاوضات الاتفاق النووي؟
بعلاقتها مع إيران.. هل تنقذ الصين مفاوضات الاتفاق النووي؟
- 13 مارس 2023, 10:17:02 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الكاتب الأمريكي دانيال لاريسون إنه يمكن استثمار علاقات الصين مع إيران في تأمين تعاون الأخيرة لإنقاذ المفاوضات الهادفة إلى إعادة إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي.
لاريسون أضاف أن إيران والسعودية أبرمتا، بوساطة بكين، صفقة الجمعة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات، بحسب تحليل نشره موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" التابع لمعهد "كوينسي" للحكم الرشيد وترجمه "الخليج الجديد".
وفي يناير/ كانون الثاني 2016 قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران إثر اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين بالإرهاب بينهم سُنة.
وتابع لاريسون: "إذا استمر الاتفاق، فسيكون خطوة مهمة إلى الأمام في الدبلوماسية الإقليمية، وقد يساعد في تسهيل التقدم نحو هدنة أكثر ديمومة في اليمن".
ومنذ 8 سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثي المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/أيلول 2014.
واستدرك لاريسون: "استعادة العلاقات الدبلوماسية ليست حلا سحريا لجميع التوترات الإقليمية، ولكن يجب أن يكون لها تأثير استقرار مطلوب بشدة مع تصاعد التوترات الأمريكية الإيرانية".
دور صيني بناء
وتعتبر وساطة الصين مثالا على الدور البناء الذي يمكن أن تلعبه القوى الكبرى الأخرى أحيانا في الشرق الأوسط، كما يوضح مدى فاعلية الدبلوماسية عندما لا تكون قوة عظمى قد وقعت في شرك التنافس في المنطقة، بحسب لاريسون.
وأوضح أن الصين تتمتع بعلاقات جيدة إلى حد معقول مع إيران والسعودية، وهذا يضعها في وضع يسمح لها بالوساطة في صفقة لم يكن من المحتمل أن تتمكن الولايات المتحدة من الحصول عليها.
وأضاف أن العلاقات الأمريكية الإيرانية غير موجودة منذ ما يقرب من نصف قرن، وكان الافتقار إلى هذه العلاقات عيبا لواشنطن في جميع تعاملاتها الإقليمية.
وشدد على أن علاقات واشنطن الوثيقة بشكل مفرط مع كتلة واحدة من الدول الإقليمية تعني أنه لن يُنظر إليها أبدا على أنها وسيط موثوق في أي من نزاعات المنطقة، فالتورط العميق لواشنطن في الصراعات الإقليمية يقوض فعالية دبلوماسيتها ويحد من نفوذها.
استقرار الشرق الأوسط
ومن المحتمل، وفق لاريسون، أن يكون هناك رد فعل مبالغ فيه مذعور في واشنطن تجاه مشاركة بكين في الوساطة بين طهران والرياض، حيث يبدو أنه يوجد رد فعل مبالغ فيه مذعور تجاه كل ما يتعلق بالصين هذه الأيام، لكن يجب على الولايات المتحدة أن ترحب بجهود الصين الدبلوماسية عندما تؤدي إلى تحقيق إيجابي واستقرار.
وتابع: لا شك أن الحكومة الصينية لديها مصالحها الخاصة في الاعتبار عندما تسهل اتفاقا سعوديا إيرانيا، لكن هذا لا يجب أن يؤخذ على أنه تحدٍ أو تهديد للمصالح المحدودة للولايات المتحدة بالمنطقة.
واعتبر أن الولايات المتحدة والصين ستستفيدان من شرق أوسط أكثر استقرارا، لذا بدلا من القلق بشأن فقدان التأثير، يجب على صانعي السياسة في واشنطن تجنب اتخاذ المزيد من الإجراءات المزعزعة للاستقرار.
برنامج إيران النووي
وإذا تمكنت السعودية وإيران من دفن الأحقاد، فإن ذلك يشير إلى أن الحكومة الإيرانية الحالية قد تكون أكثر مرونة وانفتاحا على التسوية مما يفترضه الكثيرون في واشنطن، ويجب أن يجعل ذلك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تلتزم من جديد بإيجاد حل دبلوماسي للقضية النووية، وفق لاريسون.
وتتهم دول إقليمية وغربية، بينها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وشدد لاريسون على أن السياسة القائمة على الإكراه والتهديدات أقل نجاحا من تلك التي تسعى إلى تسوية تعود بالفائدة على الطرفين.
وتابع أن الدور الصيني في هذه الوساطة يُظهر كيف يمكن للصين المساعدة في تأمين التعاون الإيراني، وقد يكون ذلك مفيدا في إنقاذ المفاوضات النووية أيضا.
ولإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بدأت في أبريل/نيسان 2021 مفاوضات في فيينا بين إيران والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، لكنها تعثرت منذ أغسطس/آب 2022، وتتبادل طهران وواشنطن اتهامات بالمسؤولية عن خلافات حول مسودة اتفاق.
وفرض اتفاق 2015 قيودا على برنامج إيران لمنعها من إنتاج أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، لكن في 2018 اعتبر الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب أن الاتفاق غير فعال وانسحب منه وأعاد فرض العقوبات، ولاحقا توقفت إيران عن الالتزام بمعظم بنود الاتفاق وزادت مستوى تخصيب اليورانيوم.