تكبير الخط تصغير الخط

كشف تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، أن شركات استشارات بريطانية تجنبت انخفاضا كبيرا كان مقررا في الأجور لموظفيها بعد أن انخفضت أرباحها، بفضل شركة تهيمن على سوق الاستشارات في السعودية.

وأوضح التقرير، الذي تم الكشف عنه بالتزامن مع تقارير حول زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا، أن شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" متعددة الجنسيات حققت طفرة كبيرة وأرباحا ضخمة من الأعمال الاستشارية بالشرق الأوسط، لا سيما في السعودية، ما ساعد شركاءها الأربعة الكبار في بريطانيا على تجنب خفض كبير لأجور موظفيها خلال العام الماضي.

انخفاض الأرباح وارتفاع إيرادات الشرق الأوسط

وحصل الشركاء في الشركة البريطانية، التي تشمل عملياتها في الشرق الأوسط، على ما متوسطه 906 آلاف جنيه إسترليني خلال الـ 12 شهرًا حتى يونيو/حزيران، بانخفاض قدره 119 ألف جنيه إسترليني عن العام السابق، عندما أدت المكاسب غير المتوقعة من بيع وحدة أعمال إلى رفع متوسط إيراداتهم إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني.

وقالت "برايس ووترهاوس كوبرز" إن إيرادات أعمالها في الشرق الأوسط ارتفعت بنحو 40% إلى ما يقرب من 1.5 مليار جنيه استرليني.

وأرجع كيفن إليس، رئيس مجلس الإدارة والشريك الرئيسي لشركة المملكة المتحدة والشرق الأوسط، النمو السريع في أعمال الشرق الأوسط، والذي يمثل ربع إجمالي الإيرادات، إلى "الاستثمار في أماكن مثل السعودية وعبر الشرق الأوسط".

وقال إليس إن ذراع الشرق الأوسط يركز بشكل أكبر على بيع الخدمات الاستشارية، بما في ذلك في مكاتبه السعودية، حيث يخدم بشكل رئيسي الكيانات الحكومية والمملوكة للدولة.

وردا على سؤال عما إذا كان مرتاحا لتوسيع أعمال "برايس ووترهاوس كوبرز" في السعودية، نظرا لسجل حقوق الإنسان في المملكة، قال إليس: "كدولة وكشركة، يتعين عليك الاستثمار في مكان ما، والجغرافيا السياسية معقدة. وإذا استبعدتم كل دولة ذات وجهات نظر مختلفة، فسوف نقطع الفرص".

وقبل الزيارة المحتملة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام، قال إليس إنه سيكون مرتاحًا لحضور اجتماع بين قادة الأعمال وولي العهد إذا تم عقد اجتماع خلال الرحلة.

وقد أعلنت شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" في المملكة المتحدة عن إيرادات إجمالية بلغت 5.8 مليارات جنيه إسترليني، بما في ذلك أعمال الشرق الأوسط - بزيادة قدرها 18%.

لكن على أساس المثل بالمثل، انخفضت أرباح الشركة، التي توظف 26 ألف شخص في المملكة المتحدة، من 1.5 مليار إلى 1.3 مليار جنيه إسترليني، لكنها ظلت ثابتة تقريبًا عندما تم تجريد عائدات بيع أعمال التنقل العالمية للشركة في السنة المالية السابقة.

وكان هذا الركود نتيجة لارتفاع التكاليف واستثمار 100 مليون جنيه إسترليني في التكنولوجيا، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي والتدريب ذي الصلة، كما أنها وزعت زيادات كبيرة بالأجور في الصيف الماضي، والتي لم يتم مطابقتها هذا العام، بالإضافة إلى مكملات تصل إلى 1500 جنيه إسترليني لمساعدة الموظفين على الرواتب المنخفضة مع ارتفاع تكاليف الطاقة.