- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
بلومبرج: 3 دول تشجع السعودية في خلافها النفطي مع أمريكا رغم خسائرها المالية
بلومبرج: 3 دول تشجع السعودية في خلافها النفطي مع أمريكا رغم خسائرها المالية
- 12 نوفمبر 2022, 4:23:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلطت وكالة "بلومبرج" الضوء على موقف كل من: الصين وتركيا والهند من الخلاف بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن مستوى إنتاج النفط، حيث انحازت الدول الثلاث إلى المملكة رغم خسائرها المالية جراء ارتفاع أسعار النفط.
وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقرير لها، أن السعودية قدمت نفسها كقوة صاعدة تقف في وجه واشنطن وتهتم بمصالحها الخاصة، وهو ما كسبت به "المشجعين" لأسباب سياسية، رغم كونهم من مستوردي الطاقة المتضررين من ارتفاع الأسعار.
ولذا يكشف الخلاف النفطي عن تحول أوسع، في ظل استعداد الدول للرد أو التشكيك في النفوذ الأمريكي، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصالحها الاقتصادية المباشرة.
وهنا تشير "بلومبرج" إلى أن تركيا والصين والهند حريصة على تعميق العلاقات مع المملكة التي تشهد طفرة اقتصادية، أو إيجاد طرق للاستفادة من الخلافات الأمريكية السعودية في نزاعاتها مع واشنطن.
ويأتي ذلك قبل قمة مجموعة العشرين لزعماء العالم في بالي، الأسبوع المقبل، حيث يسعى الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لحشد الدعم الدولي الضامن لمزيد من العزلة لروسيا وكيفية معالجة التأثير على الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة.
وفي السياق، نقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤول تركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "انخفاض أسعار الخام سيكون أكثر فائدة لتركيا، حيث ساهمت تكاليف الطاقة في دفع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ عقدين، لكن أنقرة تعترض على تهديد الولايات المتحدة لدولة أخرى".
وقال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن تعهد "بايدن" بعواقب تواجهها السعودية جراء قرارها بشأن إنتاج النفط: "هذا التنمر ليس صحيحا"، مشددا على أن "تركيا اعترضت على رد الفعل الأمريكي، حتى لو لم تكن راضية عن ارتفاع الأسعار".
ولدى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أسباب وجيهة أخرى للوقوف إلى جانب الرياض، فقد سعى للحصول على دعم مالي من السعودية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الصيف المقبل، ما أدى إلى تحفيز العلاقات التي تسمح له أيضًا بالتحوط لعلاقات أنقرة مع الغرب.
أما الصين، فقد أشادت بسعي السعودية إلى "سياسة طاقة مستقلة"، وأعلنت أن الرياض "عليها أن تلعب دورًا أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية".
وهنا تشير "بلومبرج" إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري للسعودية وأكبر مشتر للنفط، وأن الزعيم الصيني "شي جين بينج" يخطط لزيارة المملكة قريبًا، حيث يعزز البلدان العلاقات التجارية والأمنية التي أزعجت واشنطن.
كما يستعد ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان" للقيام بجولة آسيوية تشمل الهند، التي أفاد اثنان من مسؤوليها بأن الحكومة تعتقد أن مصدري النفط الخليجيين يتطلعون إلى تنويع العلاقات الجيوسياسية وسط تزايد التنافس بين القوى الكبرى.
واعتبر المصدران، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أن الهند ترى أنه يمكنها الاستفادة من الاتجاه السعودي الجديد.
ورغم أن الهند مستورد للنفط، وتقول إن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية على المنتجين، لكن "بن سلمان" بات قادرًا بشكل متزايد على إبراز النفوذ السياسي في المنطقة وخارجها، بحسب "بلومبرج".
وفي السياق، وصفت الباحثة البارزة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا "كارين يونج" رؤية "بن سلمان" بأنها "حركة عدم انحياز جديدة"، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي "لا يتصور بلاده لاعباً من الدرجة الثانية".
فالشاب البالغ من العمر 37 عامًا "يرى النظام الجيوسياسي الناشئ مرنًا، ويتألف من مجموعة من الأجزاء المتشابكة، ويعتقد أن الرياض لها الحق في العمل مع كوكبة متغيرة من الشركاء لتحريك الأسواق وتشكيل النتائج السياسية"، بحسب "يونج".
وأشارت الباحثة إلى أن "الولايات المتحدة تواجه بعض الصدمات لأنها تصوغ السياسة الخارجية على أنها تسلسل هرمي قائم على القيم"، وعلى رأسها الديمقراطية، الأمر الذي يعقد أيضًا قدرة الإدارة الأمريكية على البحث عن تعاون جديد.
يأتي ذلك فيما نقلت "بلومبرج" عن مصدرين مطلعين على المناقشات بين واشنطن ومسؤولين خليجيين أن "أي شيء بات متوقعا في اجتماع (أوبك+) المقبل في 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل"، وأكدا أن الرياض وواشنطن "في خلاف خلاف كامل حول كل شيء".
فيما قال دبلوماسيان أوروبيان كبيران، على اتصال وثيق بالمسؤولين الخليجيين، إن الولايات المتحدة "يجب ألا تنظر إلى قرار (أوبك+) على أنه تحد لواشنطن، ولكن يجب أن تعترف، بدلا من ذلك، بأن السعودية تهتم بمصالحها الخاصة".
وأشارا إلى أن "واشنطن اعتادت أن يكون لديها حلفاء يذعنون لها في منطقة الخليج، وهذا الوضع تغير".