- ℃ 11 تركيا
- 19 ديسمبر 2024
بنك المشرق الإماراتي.. بياناتك في أيادٍ إسرائيلية
بنك المشرق الإماراتي.. بياناتك في أيادٍ إسرائيلية
- 19 أكتوبر 2024, 9:29:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
>> في يناير 2022.. بنك المشرق الإماراتي اعتمد حلول “ثيتاراي” الإسرائيلية لرصد الجرائم المالية
>> التعاون جاء في أعقاب الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع الموقعة في سبتمبر 2020
>> ثيتاراي thetaray هي شركة أمن سيبراني وتحليلات بيانات مقرها فيحد هشارون بالكيان الصهيوني
>> بنك المشرق: تكنولوجيا ثيتاراي تُمكِّننا من إحباط مخاطر الجرائم المالية بفاعلية
>> تحليل التعاملات المالية ومراقبتها بشكل فعال يتطلب الاطلاع على بيانات العملاء
"عرض الـ 1000 جنيه كاش هدية رجع تانی لما تفعل حسابك e& Mashreq NEO وتعمل إيداع بـ 2000 جنيه أو أكثر واستخدم بطاقة e& Mashreq NEO في أي عملية شراء بدون حد أدنى قبل 2024\10\27".
إذا كنت عميلا (بالمعنى التجاري) لشركة "إى آند مصر"، وهي شركة اتصالات مصرية تنبثق من الشركة الأم في الإمارات (شركة إي آند)، فمن المؤكد انك تلقيت رسالة مماثلة على هاتفك لنفس الرسالة السابقة.
إما إذا لم تكن عميلا للشركة، فأغلب الظن أنك تلقيت رسالة تشجعك على الاستفادة من "اكتر تجربة بنكية مجزية في مصر"، عبر الحصول على عائد 23%، على رصيد حسابك بداية من 5000 جنيه.
وإذا لم تصلك اي رسائل مماثلة، فربما قابلت إعلانا ترويجيا عن نفس العروض التي تتحدث عنها الرسائل سالفة الذكر والتي ترجع كلها على نفس الجهة، ألا وهي بنك المشرق الإماراتي.
ففي الفترة الأخيرة، ازدهرت إعلانات البنك الإماراتي في مصر، لاسيما بعد الشراكة الاستراتيجية بين فرعي شركة إي آند وبنك المشرق الإماراتيين.
الزخم الكبير للإعلانات، والعروض التنافسية المقدمة من البنك والشركة، ربما تثير لعاب ملايين المصريين، خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر، وتزايد الرغبة لدى قطاع كبير من الشعب المصري في البحث عن التجارب البنكية التي لا تحمل مخاطرات الاستثمار والتجارة التي لا يفضلها أغلب المصريين.
لكن، ربما يغيب عن ذهن تلك الملايين أنهم بمجرد أن يفتحوا حسابا في بنك المشرق الإماراتي، فإنهم يسلمون كل بياناتهم طوعا إلى العدو الصهيوني.
والأمر هنا ليس من باب المجاز أو التلميز إلى علاقات التطبيع الكامل بين الإمارات والعدو الصهيوني، ذلك التطبيع الذي وصل بالإمارات إلى المشاركة الفعلية في جرائم الإبادة في غزة التي تجاوزت 379 يوما.
وقبل التوضيح هذه الحقيقة، سنلقي الضوء بشكل سريع على بنك المشرق الإماراتي، والشراكة الاستراتيجية لفرعه بمصر مع الفرع المصري لشركة "إي آند" الإماراتية أيضا.
ماذا نعرف عن بنك المشرق الإماراتي؟
بنك المشرق هو أقدم بنك مملوك للقطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة. تأسس في عام 1967 تحت اسم بنك عمان، وكان أول بنك في الإمارات يقوم بتركيب أجهزة صرف النقود من أجهزة الصراف الآلي، وأول من أصدر بطاقات الخصم والائتمان وأول من قدم القروض الاستهلاكية.
ووفقا لموقع البنك، يقدم بنك المشرق الخدمات المصرفية الإسلامية، بما في ذلك الودائع والقروض وبطاقات الائتمان. الخدمات المصرفية الاستثمارية التقليدية والإسلامية بما في ذلك تمويل الشركات والاستشارات الاستثمارية بشأن عمليات الدمج والاستحواذ، والطرح الأولي للاكتتاب العام؛ وخدمات إدارة الأصول التقليدية والإسلامية بما في ذلك إدارة الثروات.
تمتدُّ شبكة فروع بنك المشرق عبر الإمارات، حيث يعمل 50 بالمائة من الأسر المصرفية مع الشركة. كما أن لديه مراكز خدمة عملاء في مواقع البيع بالتجزئة الرئيسية وواحدة من أكبر شبكات الصراف الآلي في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك البنك مكاتب خارجية في 12 دولة في أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا.
بنك المشرق مصر
بدأت رحلة بنك المشرق في السوق المصرفي المصري في عام 1977، ويعد بنك المشرق - مصر اليوم واحداً من أكبر فروع البنك الخارجية، حيث يمتلك 12 فرعاً في مناطق مختلفة.
كما نجح البنك في تعزيز دوره في القطاعات المصرفية المختلفة، والتي تتضمن تمويل الشركات الكبرى والتجزئة المصرفية، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وفقا لموقعه الرسمي.
شراكة استراتيجية مع "إي آند"
في 17 أكتوبر 2023، أعلنت شركة اتصالات من e& في مصر، عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مع "المشرق مصر"، تعد الأولى من نوعها في السوق المصري، وتهدف إلى تعزيز وتطوير منظومة الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، بما يسهم في دعم توجهات الدولة تجاه تعزيز الشمول المالي.
ووفقا للخبر المنشور على الموقع الرسمي للبنك، جاء توقيع الاتفاقية بحضور المهندس حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي لمجموعة “اتصالات من e& “ وأحمد عبدالعال، الرئيس التنفيذي لمجموعة المشرق، على هامش النسخة 43 من معرض جيتكس المقام في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر الماضي.
وتمثل هذه الشراكة دمجاً مبتكراً بين قطاعي الاتصالات والخدمات المصرفية، وذلك بفضل الدعم المستمر من البنك المركزي المصري لهذه المبادرة، والتي تهدف إلى توفير تجربة مستخدم فريدة عبر تطبيق ماي اتصالات My Etisalat.
تتيح الشراكة للعملاء إمكانية فتح حساب مع "المشرق مصر" للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فما فوق، بدون رسوم أو حد أدنى للإيداع والحصول على بطاقة تحمل علامة تجارية مشتركة، بالإضافة إلى العديد من الخدمات المصرفية الشاملة التي سيتم إطلاقها في المستقبل كإصدار البطاقات الائتمانية، والحصول على قروض، وربط الشهادات والودائع، والحصول على المزايا المصرفية المتعددة عبر منصة e& Neo المتاحة داخل تطبيق ماي اتصالات المملوك لاتصالات من e& في مصر.
تعاون مع شركة إسرائيلية
كل ما سبق يبدو مجرد أخبار عادية معتادة في مجال الاستثمار والاقتصاد، لكن الكارثة كانت في العلاقة بين بنك المشرق الإماراتي وشركة ثيتاراي الإسرائيلية لرصد الجرائم المالية.
ففي 14 يناير 2022، أعلنت شركة ثيتاراي الإسرائيلية وبنك المشرق الإماراتي، أن البنك سيستخدم أداةً لمراقبة التعاملات طورتها شركة ثيتاراي للأمن السيبراني من أجل رصد الجرائم المالية.
في حين أنه لم يُكشف عن حجم الصفقة، نوّه بنك المشرق بأن تكنولوجيا ثيتاراي تُمكِّن البنوك من إحباط مخاطر الجرائم المالية بفاعلية في فضاء المدفوعات عبر الحدود الذي يتزايد تعقيداً.
وجاء هذا التعاون بين الطرفين في أعقاب الاتفاقيات الإبراهيمية التي تم توقيعها في سبتمبر 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، بحسب بيان الشركة.
وأضاف البيان: "تتماشى حلول ثيتاراي لمكافحة غسيل الأموال مع التوجه لجعل دولة الإمارات مركزاً مالياً عالمياً يصل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بباقي دول العالم".
فقد تسببت جائحة كورونا بزيادة المدفوعات الدولية، وهي السوق التي يُتوقع أن تنمو من 37.15 تريليون دولار في 2020 إلى 39.9 تريليون دولار بحلول العام 2026.
ما هي شركة ثيتاراي؟
ثيتاراي thetaray هي شركة أمن سيبراني وتحليلات البيانات الضخمة مقرها فيحد هشارون، الكيان الصهيوني، ومكاتبها في نيويورك وسنغافورة.
تأسست ثيتاراي في عام 2013 على يد أمير أڤربوش ورونالد كويفمان. أڤربوش أستاذ علوم الحاسب في جامعة تل أبيب مع تركيز بحثي رئيسي على معالجة البيانات الضخمة وتحليلها.
وكويفمان أستاذ الرياضيات في جامعة ييل وحائز على جائزة وسام العلوم الوطني لعام 1999. وقد تركزت أبحاثه الرئيسية على الحساب الفعال والتحليل العددي. أما مارك گازيت، فهو خبير أمني دولي ورائد أعمال متسلسل، وهو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ثيتاراي.
في يونيو 2013، رفعت ثيتاراي تمويلها الأولي من أورشليم ڤنتشرز پارتنرز (JVP) كجزء من محفظة الأمن السيبراني الخاصة بهم. بعد شهرين، انضمت جنرال إلكتريك إلى JVP كمستثمر وأطلقت ثيتاراي منصة التحليلات المتقدمة للبيانات الضخمة. تبعها حلول للمخاطر التشغيلية للمؤسسات المالية في أبريل 2015.
في يوليو 2015، افتتحت ثيتاراي مكتباً في نيويورك وبعد شهرين أطلقوا نموذج الكشف عن مخاطر الائتمان للإقراض عبر الإنترنت. في ديسمبر 2015، وقعت ثيتاراي وپرايس ووتر هاوس كوپرز اتفاقية علاقات عمل مشتركة.
لدى ثيتاراي عملاء مثل مجموعة آي إن جي قاموا بشراء ثيتاراي للحلول المتقدمة للكشف عن الاحتيال. وقد افتتحت ثيتاراي مكتباً في سنغافورة في يوليو 2016.
بياناتك في أيدي إسرائيلية
احتفت شركة ثيتاراي، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في رصد المخاطر المالية على الإنترنت مثل غسيل الأموال والاحتيال المصرفي، بالتعاون مع بنك المشرق، وقالت إنه أول عميل إماراتي لها.
ووفقا لبيان الشركة الإسرائيلية، يتيح اعتماد الحل الذي تقدمه ثيتاراي من الجيل الثاني والذي يقوده الذكاء الاصطناعي إمكانية إجراء تحويلات مالية دولية آمنة للبنوك المراسلة مع توفير الحماية لها من الجرائم المالية.
وتوفر الشركة منصة لاكتشاف التهديدات والمخاطر غير المعروفة لحماية البنية التحتية الحيوية والخدمات المالية. تُستخدم المنصة أيضاً للكشف عن فرص غير معروفة استناداً إلى البيانات الضخمة. تستخدم الشركة الخوارزميات الرياضية الحاصلة على براءة اختراع والتي طورها مؤسسو الشركة.
ويتيح التعاون بين بنك المشرق الإماراتي وشركة ثيتاراي الإسرائيلية، الفرصة أمام الأخيرة للاطلاع على كل بيانات البنك وعملائه، ومراقبة التعاملات المالية بالبنك من خلال تقنيات متقدمة لتحليل البيانات بحجة الكشف عن الأنشطة المشبوهة.
ومن المعروف لدى العاملين بالأمن السيبراني أنه من أجل تحليل التعاملات المالية ومراقبتها بشكل فعال، يتطلب الأمر في بعض الأحيان الاطلاع على بيانات العملاء، تحت عدة ذرائع، فتارة يكون الوصول إلى بيانات العملاء يتم لأغراض معينة مثل الكشف عن الاحتيال أو التأكد من الامتثال للأنظمة مثل لوائح مكافحة غسل الأموال (AML) و"اعرف عميلك" (KYC).
وإذا كانت شركة ثيباراي العاملة في مجال "الأمن" السيبراني شركة إسرائيلية، والعملاء (بالمعنى التجاري) هم من المواطنين العرب، فلا يحتاج الأمر لكثير من الفطنة للتأكد من أن شركة العدو (التي غالبا ما تعمل مع الاستخبارات الإسرائيلية كأغلب شركات التكنولوجيا والتقنيات والأمن الإسرائيلية) ستنقل كل حرف من البيانات الخاصة بعملاء البنك الإماراتي إلى أجهزة الاستخبارات تلك.