تكبير الخط تصغير الخط

انتخابات تركية على بعد شهر ونصف الشهر ربما تحمل معها مفاجآت بين رئيس حالي يسعى لولاية جديدة وزعيم معارض يسابق الزمن لاقتناص الفرصة.

ففي الـ١٤ من مايو/أيار المقبل يحسم الناخبون الأتراك -وفي القلب منهم الأكراد- مستقبل الرئيس الجديد للجمهورية، في ظل ظهور لاعب جديد بالمعركة وهو محرم إنجه.

استطلاعات أولية للرأي تتعلق بالانتخابات الرئاسية في تركيا اعتبرت أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، الذي تم اختياره كمرشح لتحالف الشعب، يتقدم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح تحالف الجمهور.

خطوات متسارعة وتوتر بين الجناحين الرئيسيين للانتخابات مع إعلان حزب الشعوب الديمقراطي دعمه لتحالف الشعب، دون ذكر اسم كليجدار أوغلو، فيما تظهر تكهنات بأن كتلة محرم إنجه الانتخابية ستشكل عاملًا مهمًا في الجولة الثانية من الانتخابات.

ووفقًا لشركات استطلاع الرأي فإن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يستحوذ على ١٠-١٢%؜ من الأصوات الانتخابية سيقدم على الدخول للانتخابات تحت ظل حزب اليسار الأخضر، لمواجهة خطر إغلاقه قبيل الانتخابات من قبل المحكمة الدستورية، إثر السياسات الكردية الصارمة التي يتبعها. 

ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن يتحد ناخبو حزب الشعوب الديمقراطي، الذين يمتازون بالاتحاد في الرأي والتصويت ككتلة واحدة، حول كليجدار أوغلو مع اقتراب الانتخابات.

صعود وهبوط

الخبير السياسي التركي، إبراهيم أوسلو، أكد أن الفجوة بين تحالفي الجمهور والشعب في العادة كانت قليلة، فدائمًا ما كان يتقدم "الجمهور" بزعامة رجب طيب أردوغان بفارق قليل، ولكن بعد إعلان حزب الشعوب الديمقراطي دعمه لـ"الشعب" بقيادة كليجدار أوغلو، تغيرت المؤشرات.

ورأى أوسلو أن الفجوة زادت بشكل كبير لصالح تحالف الشعب على الجمهور في الاستطلاعات الأولية للرأي، ولكن على صعيد منفصل فإن ظهور مرشحين آخرين مثل محرم إنجه وسينان أوغان، اللذين يحصدان بعضا من الأصوات الانتخابية المعارضة، سيؤدي إلى التقليل من تلك الفجوة.

وأضاف: "لم يكن من المتوقع أن تنتهي الانتخابات في الجولة الأولى بسبب ظهور مرشحين جديدين، باستثناء كليجدار أوغلو وأردوغان".

ووفقًا للبيانات المتوفرة، فإن أردوغان في نطاق 42-43 نقطة وكليجدار عند مستوى 49-50 نقطة، لكن هذه الأرقام لا تشكل نطاقًا آمنًا.

وفي ظل الظروف العادية، من المفترض أن يسجل كليجدار أوغلو 13-14 نقطة على أردوغان، لكن هذه الفجوة ضاقت مع ظهور مرشحين مستقلين، وفقا للخبير السياسي التركي.

وقال أوسلو، إنه لأول مرة ستكون تركيا مسرحًا لانتخابات يتنافس فيها 3 مرشحين أقوياء، مؤكدًا أنه من الصعب التكهن بالنتائج إذا وصلت الانتخابات إلى الجولة الثانية.
 

ومضى في تحليله: "4/3 من الناخبين الذين سيصوتون لمحرم إنجه هم ناخبون جدد.. أسوأ جزء في هذه الدائرة هو أنهم ليسوا ناخبين مستقرين.. بعضهم لم يذهب إلى صناديق الاقتراع في حياتهم، و3/2 منهم لم يروا صناديق الاقتراع من قبل.. بعضهم مناهض للسياسة وبعضهم ناخبون سيصوتون لأول مرة".

معركة الاستطلاعات 

الخبير التركي أوسلو ذهب إلى أن ناخبي محرم إنجه يمثلون ناخبين لا يحبون الرئيس رجب طيب أردوغان. وعلى هذا النحو، من الصعب للغاية التنبؤ بكيفية تصرف الناخبين الذين ليست لديهم خبرة في صندوق الاقتراع في الجولة الثانية.
 

وعلى صعيد متصل، فقد أكد رئيس مجلس إدارة شركة "ماك" لاستطلاعات الرأي، محمد علي كولات، أن نسبة كليجدار أوغلو تبلغ 47%، في حين حصل أردوغان على 42% من الأصوات في استطلاعات الرأي.

وأضاف: "أصوات الآخرين ومنهم محرم إنجه حوالي 3%، ونسبة الناخبين المترددين 8%".

وأشار إلى أن المترددين هم في الغالب من ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي، مؤكدًا أنه مع اقتراب الانتخابات سيحسمون قرارهم وسيصوتون ككتلة واحدة. 

ووفقًا لدراسة استقصائية -نُشرت في منتصف مارس/آذار الماضي- فإن هناك فرق 9 نقاط بين كليجدار أوغلو ورجب طيب أردوغان. وعندما تم توزيع المترددين في الاستطلاع، كان صوت كليجدار أوغلو 54.5%، في حين حصل أردوغان على 45.5%.

وفقًا لآخر استطلاع نشرته AR-G Research في 14 مارس/آذار الماضي، ستنتهي الانتخابات في الجولة الثانية.

الاستطلاع أوضح أن نسبة كليجدار أوغلو 46.2%، في حين حصل أردوغان على 43.1% من الأصوات، كما حصل محرم إنجه على 7.6%، وسنان أوغان على 3.1% من الأصوات.

وما بين هذا وذاك، فإن استطلاعا للرأي أجراه أكسوي في 8 مارس/آذار الماضي، أكد أن كليجدار أوغلو، مرشح تحالف الشعب، حصل على 55.6% من الأصوات. وبلغت نسبة تصويت أردوغان، مرشح تحالف الجمهور، 44.4%.

وهناك أيضا نتائج استطلاع PIAR المنشورة في 10 مارس/آذار الماضي، التي أظهرت حصول كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف الشعب على 57.1% من الأصوات، في حين ظل مرشح تحالف الجمهور (رجب طيب أردوغان) عند 42.9%.

وأخيرا فقد كشف استطلاع ORC نيل كمال كليجدار أوغلو على 56.8% من الأصوات مقابل 43.2% لرجب طيب أردوغان.