- ℃ 11 تركيا
- 12 ديسمبر 2024
بيسان عدوان تكتب: الاجتياح البري بدأ.. كيف يُمهِّد الاختراق السيبراني لمرحلة جديدة من الصراع مع دولة الاحتلال؟
بيسان عدوان تكتب: الاجتياح البري بدأ.. كيف يُمهِّد الاختراق السيبراني لمرحلة جديدة من الصراع مع دولة الاحتلال؟
- 17 سبتمبر 2024, 3:17:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"في الحرب، الحقيقة ثمينة للغاية، لدرجة أنها يجب أن تكون محمية بحراسة من الأكاذيب" – وينستون تشرشل.
هكذا يشير تشرشل إلى أهمية الحرب السيبرانية والاستخباراتية كجزء من التحضير لأي مواجهة عسكرية، خاصة في ظل التصعيد المستمر بين "حزب الله" ودولة الاحتلال، حيث يعد الاختراق السيبراني الأخير خطوة مفصلية في ميدان المعركة.
في سياق التصعيد المستمر بين "دولة الاحتلال" وحزب الله، تأتي ضربة الاختراق السيبراني الأخيرة كإشارة إلى مرحلة جديدة من الصراع. إن استهداف أجهزة الاتصالات التي يعتمد عليها الحزب في جنوب لبنان لا يُعتبر فقط هجومًا سيبرانيًا عابرًا، بل خطوة نوعية تعكس تغييرًا في استراتيجية "الاحتلال". قد يكون هذا الهجوم السيبراني مقدمة لعمليات عسكرية أوسع، حيث تسعى "دولة الاحتلال" إلى تقويض القدرات اللوجستية لحزب الله، وخلق حالة من الفوضى والارتباك داخل صفوفه.
أولى المؤشرات على أن هذا الاختراق السيبراني يمكن أن يُمهّد لعملية عسكرية قريبة تكمن في تعطيل أجهزة الاتصالات الرئيسية. فالتواصل الداخلي بين وحدات حزب الله يعدّ عنصرًا حيويًا في جاهزية الحزب للتصدي لأي هجوم. من خلال شل هذا النظام، تعزز "دولة الاحتلال" قدرتها على استهداف مواقع الحزب بفاعلية، سواء كان ذلك عن طريق الغارات الجوية أو العمليات البرية. علاوة على ذلك، يُتيح الاختراق فرصة لجمع معلومات استخباراتية حول البنية التحتية للحزب وتحركاته، مما يمكن الاحتلال من تحديد مواقع استراتيجية للضربات.
من جهة أخرى، هذا النوع من الهجمات الإلكترونية يستخدم كأداة اختبار للتكتيكات التي ستُستخدم في المعارك الميدانية. النجاح في الاختراق السيبراني يعدّ بمثابة "بروفة" لفعالية تكتيكات الحرب الإلكترونية التي تُخطط "دولة الاحتلال" لاستخدامها في أي عملية قادمة.
مخيمات اللاجئين الفلسطينيين: أهداف استراتيجية في معركة "الاحتلال"
تشير التقارير إلى أن المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، وخاصة في صيدا وصور، تلعب دورًا رئيسيًا في دعم حزب الله لوجستيًا. لذا، ليس من المستغرب أن تتحول هذه المخيمات إلى أهداف رئيسية في أي هجوم بري قد تقوم به "دولة الاحتلال". هذه المخيمات لا تُعتبر فقط ملاذًا للاجئين، بل إنها تحتوي على خلايا مسلحة تُستخدم لتنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال. بالإضافة إلى ذلك، توجد تقارير تشير إلى أن المخيمات تحتوي على مخازن أسلحة تستخدمها كل من المقاومة الفلسطينية وحزب الله، ما يجعلها أهدافًا عسكرية ذات أولوية بالنسبة لجيش "الاحتلال".
البنية التحتية لهذه المخيمات، التي تشتمل على أنفاق ومراكز لوجستية، تجعلها جزءًا أساسيًا من شبكة المقاومة. وبما أن المخيمات تُعدّ مناطق مكتظة بالسكان المدنيين، فإن أي هجوم عليها من قِبل "الاحتلال" سيكون له تداعيات إنسانية كارثية، قد تثير غضب المجتمع الدولي. لكن على الرغم من ذلك، تشير الدلائل إلى أن "دولة الاحتلال" ترى في هذه المخيمات خطرًا يجب تحييده بأي ثمن، مما يزيد من احتمالية شن هجمات عليها في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق.
من الناحية التكتيكية، قد يتم استهداف المخيمات الفلسطينية لتفكيك شبكة الدعم اللوجستي التي تربط حزب الله بالمقاومة الفلسطينية، والتي تستفيد من هذه البنية التحتية لنقل الأسلحة والمقاتلين. الهدف من ذلك هو قطع هذا الشريان الحيوي وتقليص قدرة المقاومة على التصدي لأي هجوم بري محتمل.
إضعاف حزب الله وقطع الإمدادات الإيرانية عبر سوريا
إلى جانب الاستهداف الداخلي للمخيمات الفلسطينية في لبنان، تسعى "دولة الاحتلال" إلى قطع الإمدادات العسكرية التي تصل إلى حزب الله عبر سوريا. منطقة البقاع الغربي تمثل نقطة استراتيجية هامة في هذا السياق، حيث تُستخدم كمعبر رئيسي للإمدادات التي تأتي من إيران عبر سوريا. لضمان تقليص قدرات حزب الله، بدأت "دولة الاحتلال" في تكثيف غاراتها الجوية على هذه المنطقة، مستهدفة قوافل الإمدادات العسكرية ومخازن الأسلحة في سوريا.
استراتيجية "الاحتلال" تشمل أيضًا استهداف الأنفاق والمخابئ التي يستخدمها حزب الله لتخزين الأسلحة ونقل المقاتلين، سواء في جنوب لبنان أو في محيط دمشق. عبر استخدام تقنيات عسكرية متقدمة، تسعى "دولة الاحتلال" لتدمير هذه الشبكة اللوجستية والحد من قدرة الحزب على الرد في حال اندلاع معركة. هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تحييد التهديد الإيراني في المنطقة من خلال تقويض قدرة حزب الله على تلقي الدعم العسكري من طهران.
على الرغم من أن الهجمات الجوية التي تنفذها "دولة الاحتلال" في سوريا تهدف إلى تعطيل تدفق الإمدادات، إلا أن هناك احتمالات كبيرة بأن تتصاعد الأمور إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية. مع تزايد التوترات على الحدود اللبنانية السورية، قد يكون التحرك البري جزءًا من خطة "الاحتلال" لتأمين المنطقة وقطع أي خطوط إمداد تصل إلى حزب الله.
في هذا السياق، تشير التقارير العسكرية إلى أن "دولة الاحتلال" تدرس إمكانية تنفيذ عمليات برية محدودة في جنوب لبنان والبقاع الغربي. مثل هذه العمليات قد تتضمن استهداف مناطق استراتيجية باستخدام وحدات النخبة والأسلحة الدقيقة، بهدف إضعاف البنية التحتية لحزب الله وتحقيق تقدم سريع دون التورط في صراع طويل الأمد.
في نهاية المطاف، يبدو أن التصعيد السيبراني الأخير قد يكون بداية لسلسلة من الهجمات التي تستهدف تقويض قدرات حزب الله، سواء من خلال الضربات الجوية أو العمليات البرية. ومع أن "الاحتلال" لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشن هجوم بري واسع، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الخيار العسكري يبقى على الطاولة، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع حزب الله وداعميه في إيران وسوريا.