- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
بين البحث عن الأمان واستغلال الانقسام.. ما وراء زيارة نتنياهو إلى واشنطن
بين البحث عن الأمان واستغلال الانقسام.. ما وراء زيارة نتنياهو إلى واشنطن
- 24 يوليو 2024, 4:04:46 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وصل رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، الإثنين، فيما يتواصل العدوان على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر.
ويرى محللون أن "نتنياهو يحاول الاستفادة من الدعم الذي قد يحصل عليه من الحزب الجمهوري ومرشحهم الرئاسي دونالد ترمب، لمواجهة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها حكومته داخليًا".
شبكة أمان
وأشار الكاتب والمحلل السياسي الأردني حازم عياد، إلى أن زيارة نتنياهو إلى أمريكا هدفها "الحصول على الدعم والإسناد من الجمهوريين والمرشح الرئاسي دونالد ترمب في مواجهة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين، الذين يضعون بعض العوائق أمام سياسته داخل الكيان الإسرائيلي سواء ما يتعلق بالقوانين التي كان يسعى لتمريرها خدمة لمصالح (الحريديم) والتيار الديني، على حساب التيارات العلمانية أو التقدمية اليسارية التي تجد امتدادا لها داخل الولايات المتحدة".
وأضاف "عياد" أن "نتنياهو يريد أن يضع نفسه على الخارطة السياسية في أمريكا من خلال خطاب داخل الكونغرس وبدعم من الجمهوريين"، مشيراً إلى أن "رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون وصفه بتشرتشل (رئيس الوزراء البريطاني الذي خاض الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا بدعم أمريكي)، وقال بأن نتنياهو هو رئيس الوزراء الوحيد الذي ألقى 4 خطابات، كما فعل تشرتشل".
وأوضح أنه "يبحث عن تعزيز مكانته في الساحة الأمريكية والحصول على شبكة أمان قوية تدعم صراعه مع معارضيه داخل إسرائيل، ولدعمه فيما يتعلق في تمرير خطته العسكرية التي تساعده على إطالة الحرب وبذلك إطالة فترة حكمه".
وقال إن "الحزب الديمقراطي وبايدن كانا قد التقيا أقطاب المعارضة الإسرائيلية في واشنطن قبيل زيارة نتنياهو بشهر، في حين لا يزال بايدن ونائبته كمالا هاريس يتجنبان لقاء نتنياهو أو على الأقل يضعان شروطا لهذا اللقاء، بأن لا يقوم بانتقاد الرئيس وسياسته، كما أعلنا أنهما لن يحضرا خطابه في الكونغرس".
واستبعد عياد أن "يحقق نتنياهو ما يربو إليه من تبييض لصفحته على المستوى الأمريكي بسبب المجازر و الأضرار التي ألحقتها حربه بالجانب الفلسطيني".
ويرى عياد أن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي "لن يحدث فارقا أو يغير في توجهات نتنياهو، فهو لا زال يرى في الديمقراطيين خصما له داخل الكونغرس أو في البيت الأبيض ويرى أن هؤلاء يدعمون خصومه داخل الكيان الإسرائيلي كغانتس ولابيد".
استغلال الانقسام الأمريكي
من جانبه، يرى المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات في الكويت (مستقل) عبد العزيز العنجري أن "زيارة نتنياهو إلى الكونغرس، تأتي في سياق محاولاته المستمرة لتعزيز صورته ومكانته المهتزة لدى الجمهور الإسرائيلي، خاصة بعد تسعة أشهر من الحرب".
وقال العنجري إن "نتنياهو يسعى لاستغلال الانقسام الأمريكي بين الديمقراطيين والجمهوريين، لتعظيم مكاسبه السياسية على حساب مصالح الشعبين الأمريكي والإسرائيلي".
وأوضح أن "نتنياهو يدرك تمامًا أهمية الانتخابات القادمة ويعتبرها فرصة ذهبية لتكريس دعمه الداخلي والخارجي، رغم التظاهرات الأسبوعية في تل أبيب اعتراضًا على سياساته منذ ما قبل أحداث 7 أكتوبر. كل ما يهم نتنياهو هو استمرار إمداد الأكسجين لرئتيه السياسية".
وأشار إلى "الزيارة تهدف أيضًا إلى مخاطبة صناع القرار في الإدارة الأمريكية لكسب تأييدهم ودعمهم في وقت حساس، والتأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة".
ونوه العنجري وهو عضو نادي الصحافة الوطني في واشنطن، بأنه مع انسحاب بايدن من سباق الرئاسة الأمريكي، "قد تبدو الزيارة أقل تأثيراً، لكنها تظل حيوية لنتنياهو لتعزيز موقفه الداخلي في إسرائيل".
وأضاف أن "نتنياهو يستغل هذه الزيارة لمصلحته الشخصية، متجاهلاً التحديات الحقيقية التي تواجهها إسرائيل، بما في ذلك الانتقادات المستمرة من داخل بلاده وخارجها".
ويلفت الانتباه إلى أن "ابن نتنياهو ينتقد دول المنطقة ودول الخليج بينما هو غائب عن الالتزام بالخدمة العسكرية الإلزامية، في الوقت الذي يُجبر فيه أبناء الإسرائيليين والآخرين على المشاركة في حرب طاحنة".
ووسط هذه الديناميكية السياسية، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة نتنياهو على تحقيق أهدافه في ظل المعارضة المتزايدة داخل "إسرائيل" والانتقادات المستمرة من الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يلقي نتنياهو، اليوم الأربعاء، خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي بدعوة من قادة المؤسسة التشريعية، الجمهوريين والديمقراطيين.
وأعلن أعضاء ديمقراطيون في "الكونغرس" اعتزامهم مقاطعة خطاب نتنياهو؛ على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.
ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض بواشنطن غداً الخميس، وفي اليوم التالي يلتقي المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب.
وكان نتنياهو قد وصل إلى واشنطن أول أمس الإثنين، وتستمر زيارته حتى الجمعة، وهي الأولى له منذ تشكيل حكومته في ديسمبر 2022.
قدس برس