- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
تأهيل لمواجهة التجويع.. حملة إغاثة تنموية طارئة للقطاع الزراعي في غزة
تأهيل لمواجهة التجويع.. حملة إغاثة تنموية طارئة للقطاع الزراعي في غزة
- 10 أبريل 2024, 12:30:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبل ثلاث سنوات تمكنت "عبير" من زراعة أرضها الصغيرة في غزة بدعم من أحد برامج منظمة العربية لحماية الطبيعة، والذي زودها بثمار الزيتون، ومنذ ذلك الحين وعائلتها تستفيد من محصول أشجار الزيتون من ثمار وزيت.
إلا أن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، أحرقت أشجار عبير ودمرت بيتها، شأنها شأن آلاف الفلسطينيين الذين خسروا كل شيء.
وتأمل عبير أن يتم دعمها من أجل إعادة إحياء أرضها من جديد، مؤكدة أنها لن ترحل من أرضها وستعيد زراعتها لتعود أفضل مما كانت عليه قبل الحرب.
في مكان آخر من القطاع، يعيد جمعة ترتيب ما تبقى من غراسه التي نجت من القصف، بانتظار إعادة ترميم البيت البلاستيكي والذي يعرف بـ"الدفيئة" في غزة، والذي كان رممه سابقا بعد عدوان عام 2021 بدعم من "العربية لحماية الطبيعة".
تأهيل القطاع الزراعي في مواجهة التجويع
واستجابة لنداءات مزارعي غزة، أطلقت المنظمة العربية لحماية الطبيعة حملة إغاثة تنموية طارئة لإعادة تأهيل القطاع الزراعي للمشاركة في مقاومة حرب التجويع.
وحذرت رئيسة منظمة العربية لحماية الطبيعة، رزان زعيتر، من أن الاحتلال يعتمد منذ 2008 سياسة تبقي القطاع في حالة نقص غذائي عبر احتساب السعرات الحرارية وبموجبها يتم السماح بدخول الغذاء والموارد الغذائية والزراعية إلى القطاع، ومنذ 7 أكتوبر بدأ الاحتلال يطبق هذه السياسة بشكل أقسى.
وقالت زعيتر لـ"قدس برس"، إن "الحملة جاءت استجابة للنداءات التي وصلت للمنظمة من مزارعي غزة، ولمقاومة حرب التجويع بتوفير غذاء محلي من داخل القطاع لا انتظاره من الخارج فقط، مع تأكيدات من الشركاء المزارعين أن القطاع الزراعي لديه الإمكانية لاسترجاع حيويته إذا تم إمداده بمدخلات الإنتاج الرئيسية".
وأضافت أنه "بعد عصف ذهني وحوار مطوّل مع الشركاء المزارعين في الميدان وجزء منهم شركاء سابقون في حملات إغاثة تنموية سابقة قامت بها العربية لحماية الطبيعة، كان آخرها عام 2021، بعد معركة سيف القدس، تم إطلاق المرحلة الأولى من الحملة لإعادة تأهيل مزارع الخضراوات المتضررة بزراعة البذور والأشتال (منها البندورة والخيار والباذنجان والكوسى وغيرها)، ومد شبكات الري بدل التالفة وخلافه كل ذلك بالاستفادة بشكل مباشر من الموارد الموجودة داخل القطاع نفسه، على أن تتوسع الحملة فيما".
من ينفذ على الأرض؟
ولفتت إلى أن "المنظمة تمكنت خلال 20 عاماً من عملها في فلسطين عبر مكتب لها من زراعة نحو 3 مليون شجرة مثمرة إضافة للمشاريع التأهيلية الزراعية الأخرى، وفي غزة على وجه التحديد زرع نحو نصف مليون شجرة مثمرة إضافة لمشاريع زراعة الخضروات وتأهيل البيوت البلاستكية والبركة الزراعية والمناحل وتأهيل مراكب الصيد وتوفير معداته وغيرها الكثير، ما مكننا من التواصل مع آلاف المزارعين الذين هم شركاؤنا على الأرض والمباشرون الرئيسيون على تنفيذها، بالإضافة للتعاون مع البلديات والمجتمع المحلي، وهناك قائمة طويلة من المزارعين المنتظرين لتدخلنا للعودة لمزارعهم وبساتينهم والبدء بإنتاج الغذاء".
الحملة أمام حاجات القطاع
وأوضحت زعيتر أنه "تم بالفعل توزيع بذور خضروات منوعة لزراعة 111 دونما في مرحلة أولى من الحملة التي أطلقتها العربية لحماية الطبيعة لإحياء مزارع غزة، ويتم التنسيق حالياً لزراعة 100 دونم أخرى".
وتتوقع المنظمة العربية لحماية الطبيعة إنتاج 66.5 طن على الأقل من الخضروات ذات القيمة الغذائية العالية والتي ستساعد أهالي قطاع غزة على توفرها في الأسواق وخفض سعرها.
وأكدت أن هذه الحملة ستجوب محافظات غزة الخمسة من شمالها إلى جنوبها، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة دعم المزارعين الذين لم يتركوا أرضهم.
وأشارت إلى أن "المنظمة منذ انطلاقتها مع الانتفاضة الثانية، ترفض الدعم المشروط لتمويل المشاريع من قبل الوكالات التابعة للحكومات الغربية، وكانت دائماً مع المزارعين وتتطلع لتعزيز السيادة على الغذاء في القطاع معهم بزراعة الأصناف ذات القيمة الغذائية العالية والمردود الاقتصادي. وبالضرورة بعد الحرب ستستكمل المنظمة عملها، لتجنب استخدام الاحتلال الغذاء كسلاح ضد الغزيين، منوهة أن من بين الخطط القادمة إعادة بناء البيوت البلاستيكية المدمرة، وزراعة الأشجار المثمرة وتشييد وترميم البرك الزراعية ومعدات الصيد، إضافة لإعادة تأهيل مزارع الدجاج اللاحم ومناحل العسل".
ولفتت إلى الجانب السياساتي للمنظمة عبر برنامج "السيادة على الغذاء" المعني بالتأثير في المنابر الدولية والإقليمية والمحلية للتركيز على الأولويات الزراعية والتغذوية والبيئية في الوطن العربي وعلى الأخص في فلسطين، وقد قامت المنظمة بإعلاء الصوت في منابر عديدة ومنها ما خرجت فيه عن البروتوكولات المعمول بها في تلك الأطر للحديث بلا مواربة عن غزة.
وطالبت زعيتر منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO إجراء تقييم عاجل ودقيق للموارد الطبيعية في قطاع غزة وإحصاءات لما تم تدمره من البرك الزراعية وأعداد الأشجار التي تم حرقها واقتلاعها والأراضي الزراعية التي تم تجريفها والتي باتت تحتاج لإعادة استصلاح وتأهيل.
وأشارت إلى أن منظمة الـ FAO بدأت أخيرا بتأمين الأعلاف للحيوانات. وأضافت إلى أن العربية لحماية الطبيعة تواصل معها، كما تواصلت مع الهيئة الخيرية الهاشمية لإدخال البذور إلى القطاع، خاصة مع أصرار الغزيين على الزراعة وإعادة استصلاح أراضيهم، مشيرة إلى هناك عائلات تزرع بين الخيام وتبيع الأشتال، في مشهد أسطوري من الثبات والإصرار على الحياة.
وبحسب رئيسة المنظمة، رزان زعيتر، فإن هذه الحملة الجديدة ليست الأولى التي تطلقها العربية لحماية الطبيعة في غزة منذ تأسيسها قبل عقدين، وسبقها حملات مماثلة في العام 2008 و2009 و2014 و2021 وأسفرت عن زراعة 460,000 شجرة وتأهيل بيوت بلاستيكية وبرك زراعية وشبكات ري ومزارع دواجن وأغنام ومناحل ومعدات صيد وغيرها.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و360 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و993 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.