- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
تركيا تستأنف التنقيب في البحر المتوسط.. وعين أردوغان على “اكتشاف مهم” يقلب الموازين
تركيا تستأنف التنقيب في البحر المتوسط.. وعين أردوغان على “اكتشاف مهم” يقلب الموازين
- 9 أغسطس 2022, 4:45:28 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بدأت تركيا، الثلاثاء، مهمة تنقيب جديدة عن الطاقة في البحر الأبيض المتوسط بواسطة سفينة “عبد الحميد خان”، هي الأولى منذ نحو عامين عندما سحبت سفنها عقب أزمة سياسية وعسكرية خطيرة مع اليونان والاتحاد الأوروبي، وهي مهمة يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تتكلل بـ”اكتشاف مهم” سيساعده في قلب الموازين بالانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة منتصف العام المقبل.
وخلافاً للتكهنات السابقة، ستكون المهمة الأولى لسفينة “عبد الحميد خان” في منطقة غير متنازع عليها بعمق 55 كيلومترا قبالة سواحل ولاية أنطاليا التركية، وهو ما يبعد – في هذه المرحلة – سيناريو عودة التوتر وخطر المواجهة مع اليونان، التي استنفرت أوساطها السياسية والعسكرية والسياسية طوال الأيام الماضية، خشية أن تكون وجهة سفينة التنقيب التركية مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص.
والثلاثاء، تفقد أردوغان سفينة التنقيب الراسية في ميناء مرسين جنوبي البلاد من الجو، قبل أن يشارك مع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في مراسم إطلاق المهمة الأولى للسفينة التي اقتنتها أنقرة مؤخراً، وتقول إنها أهم وأحدث سفينة في أسطول التنقيب التركي لما تتمتع به من إمكانيات تقنية وفيزيائية وهو ما يجعلها من بين الأفضل بالعالم في هذا المجال.
وقال أردوغان: “في مجال البحث عن الطاقة نحن موجودون في 4 سفن تنقيب وسفينتي مسح جيولوجي. نخطط لوضع الغاز الطبيعي الذي نعمل على استخراجه من الآبار العشر بالبحر الأسود في خدمة مواطنينا عام 2023”. وأضاف: “عمليات التنقيب التي أجريناها في البحر المتوسط كانت ضمن مناطق سيادتنا، لهذا لسنا بحاجة إلى إذن من أحد”.
وكشف أردوغان عن مكان مهمة التنقيب لأول مرة بالقول: “سنودع سفينة عبد الحميد خان لتتوجه إلى بئر يوروكلر-1 على بعد 55 كيلو مترا قبالة سواحل مدينة غازي باشا بأنطاليا”، لكنه لفت إلى أن “يوروكلر-1” هو الخطوة الأولى ضمن خطة أعمال تركية شاملة في شرق المتوسط”، معتبراً أن سفينة “عبد الحميد خان” للتنقيب رمزا لرؤية تركيا الجديدة في مجال الطاقة.
وعقب ذلك، أعلنت تركيا إخطار “نافتكس” (إخطار بحري لتنظيم الملاحة في وسط البحر) بشأن المنطقة التي ستعمل فيها سفينة التنقيب عبد الحميد خان، وبموجب الإعلان، ستواصل السفينة مهامها في المنطقة التي أعلن عنها أردوغان، حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويأمل الرئيس التركي، الذي عمل طوال السنوات الماضية على بناء أسطول كبير ومتقدم من سفن التنقيب والبحث الجيولوجي، أن تتمكن بلاده من الوصول إلى اكتشافات مهمة للغاز أو البترول في البحر المتوسط، على غرار ما نجحت به اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر، وهي جميعها مطلة على البحر المتوسط الأمر، الذي يعزز القناعة التركية بحتمية وجود مخزونات ضخمة أيضاً في المناطق الاقتصادية الخالصة التابعة لتركيا.
وبسبب القيود السياسية التي تواجه عمل شركات التنقيب الدولية في المناطق التركية بشكل عام والمناطق المتنازع عليها مع قبرص واليونان بشكل خاص، حرص أردوغان على بناء أسطول سفن تنقيب تركي مستقل، وهو ما يعزز الآمال لديه بقدرة هذا الأسطول على البحث والتنقيب بقرار تركي وبإرادة كبيرة من أجل الوصول إلى اكتشافات مهمة سيكون لها نتائج سياسية واقتصادية كبيرة داخلياً وخارجياً.
من شأن اكتشاف متوسط أو كبير للغاز أو البترول في البحر المتوسط أن يعتبر بمثابة ورقة مهمة في يد الرئيس التركي في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة
ولأول مرة، نجح أسطول التنقيب التركي العام الماضي في الوصول لاكتشاف مهم للغاز في البحر الأسود بكميات متوسطة بلغت قرابة 460 مليار متر مكعب، وهو ما عزز الثقة بالقدرات التي وصلت إليها الطواقم التركية العام على هذا الأسطول، كما أن سفينة “عبد الحميد خان” التي تعتبر الأحدث تقنياً وعلمياً تعزز الآمال بإمكانية الوصول لاكتشافات جديدة على غرار ما جرى في البحر الأسود.
ومن شأن اكتشاف متوسط أو كبير للغاز أو البترول في البحر المتوسط أن يعتبر بمثابة ورقة مهمة في يد الرئيس التركي في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في الخامس عشر من يونيو/حزيران المقبل، إذ يواجه أردوغان صعوبات وخشية من تراجع شعبيته بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الأشهر الأخيرة بسبب توابع انتشار كورونا وارتفاع التضخم لمستويات غير مسبوقة في عهده. إلا أن اكتشافا من هذا القبيل سيعتبر بمثابة “تصديق” لرواية الرئيس التركي بأن الشعب سوف يبدأ في السنوات المقبلة بحصد نتائج سياساته في السنوات الماضية، والتي كان أبرزها بناء اسطول التنقيب الذي كلف الخزينة مليارات الدولارات، وسيتمكن من خلال هذه الاكتشافات من تقديم وعود للشعب بسنوات مليئة بالازدهار إلى جانب الخطاب القومي القائم على القوة والاستقلالية والتحدي وهي جميعها محددات مهمة في الدعاية الانتخابية بتركيا.