- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
تركيا وصفقة إف-16.. كيف ستسير الأمور إذا أوقفت أمريكا الإمدادات؟
تركيا وصفقة إف-16.. كيف ستسير الأمور إذا أوقفت أمريكا الإمدادات؟
- 9 أبريل 2023, 1:15:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا تزال صفقة مقاتلات "إف-16" الأمريكية إلى تركيا يشوبها الغموض وتهدد بتفجير نقطة أخرى من التوتر بين البلدين الشريكين في حلف الناتو، منذ إعلان الإدارة الأمريكية في فبراير/شباط الماضي، على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن دعمها لبيع 40 مقاتلة لأنقرة، وتوقف الأمور داخل الكونجرس الذي أحيل إليه الملف من الإدارة، ويتوجب موافقته قبل إتمام الصفقة.
وألقى تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو"، نقلا عن خدمة أبحاث الكونجرس، الضوء على تلك الأزمة التي تهدد بإحداث فجوة في سلاح الجو التركي، مستعرضا البدائل أمام أنقرة، وهي بدائل غير مريحة للمسؤولين الأتراك سياسيا وتقنيا
وأوضح التحليل أن الصفقة المزمعة تتعلق بـ40 مقاتلة من طراز "إف -16 بلوك 70/72 فايبر" المتطورة، بالإضافة إلى ترقية 79 مقاتلة موجودة لدى تركيا بالفعل، إلى جانب بيع 900 صاروخ جو-جو، و800 قنبلة، بقيمة إجمالية تقدر بـ20 مليار دولار.
طلبات الكونجرس
وأشار بعض أعضاء الكونجرس الذين لديهم صلاحيات بشأن بيع مقترح لمقاتلات "إف-16" إلى تركيا إلى أنهم يتوقعون إجراءات معينة من تركيا قبل أن يفكروا في دعم الصفقة، لاسميا فيما يتعلق بدورها في سوريا، وعلاقاتها المتوترة مع اليونان، وسياسات أنقرة التي يراها البعض في واشنطن مقوضة لأدوار حلف الناتو، لاسيما فيما يتعلق بتقاربها مع موسكو.
النقطة الأخيرة تحديدا فجرت أزمة بين أنقرة وواشنطن، حينما قررت الأخيرة إخراج الأتراك من برنامج صناعة المقاتلة المتطورة "إف-35" وألغت صفقة إمداد تركيا بنحو 100 مقاتلة بها، بعد إقدام أنقرة على إجراءات اقتناء منظومة "إس-400" للدفاع الجوي الروسية المتطورة.
ويمكن للكونجرس رفض عملية بيع مقاتلات "إف-16" الجديدة بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة، ويمكن له اتخاذ إجراء في أي وقت حتى لحظة التسليم النهائي، في حالة موافقته عليها من قبل.
واعتمدت تركيا باستمرار على الواردات الأمريكية لمنصات معقدة مثل الطائرات والمروحيات وأنظمة الدفاع الجوي وترقيات تلك الأسلحة.
ومن المنتظر أن يؤدي المضي قدما في صفقة "إف-16" الجديدة لتركيا إلى إطالة عمر الخدمة لمعظم أسطول سلاح الجو التركي، ويضمن استمرار التشغيل البيني داخل الناتو، في الوقت الذي أطلقت فيه تركيا برنامجها الخاص لصناعة مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، وهو البرنامج الذي تم تسريعه عقب أزمة مقاتلات "إف-35".
حرب أوكرانيا
ويرى التحليل أن حرب أوكرانيا، زادت اهتمام الإدارة الأمريكية بصفقة "إف-16" لتركيا، بعد حديث أمريكي أوروبي عن قدرة كبيرة لأنقرة على تعزيز الناتو عسكريًا وسط تلك الأزمة.
ويمنح الموقع الجغرافي لتركيا على الجانب الجنوبي الشرقي من أراضي الناتو دورًا حاسمًا في الأمن الإقليمي.
ومن المعروف أن تركيا لديها ثاني أكبر أسطول عسكري لحلف الناتو وثالث أكبر أسطول من مقاتلات "إف-16" في العالم، وتستضيف أصولًا وأفرادًا مهمين من الحلف، وشركاء بطرق أخرى داخل الحلف، بما في ذلك من خلال المساهمة في المهام التي تساعد أمن البلطيق والبحر المتوسط.
انضمام فنلندا والسويد للناتو
في الوقت نفسه، شكلت أزمة انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو، والتي رفضتها تركيا في البداية، أزمة جديدة بين أنقرة وواشنطن، وتعددت تقارير عن اشتراط الكونجرس موافقة تركيا على انضمام الدولتين مقابل تمرير صفقة مقاتلات "إف-16".
وفي حين وافقت تركيا على عضوية فنلندا في الناتو في مارس/آذار الماضي، فقد لا تتخذ أي إجراء بشأن انضمام السويد قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقرر إجراؤها في مايو/أيار المقبل.
البدائل التركية
ويلقي التحليل نظرة على بدائل تركيا، في حال فشل تمرير صفقة مقاتلات "إف-16" الأمريكية.
ويدور الحديث فورا عن بدائل أوروبية مثل مقاتلات "يورو فايتر تايفون"، لكنها بديل ليس بالسهل، حيث من المتوقع أن تواجه تركيا تحفظا ألمانيا، العضو البارز بالاتحاد الأوروبي، أمام منحها تلك المقاتلات.
هناك أيضا مشكلة ارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة للمقاتلات الأوروبية، مقارنة بمقاتلات "إف-16" التي بات الخبراء والفنيون الأتراك يتعاملون معها بسلاسة أكبر.
كذلك، قد تواجه تركيا، في حال إمداداها بمقاتلات "يوروفايتر تايفون" صعوبات تقنية في مسألة ابتعاد اعتماد قواتها الجوية عن السلاح الأمريكي المنشأ.
وأخيرا، يمكن للكونجرس الأمريكي تعطيل إمداد بعض المكونات الأمريكية التي تدخل في صناعة مقاتلات "يوروفايتر تايفون"، لنفس الأسباب المتعلقة بالتوتر بين أنقرة وواشنطن.
روسيا والصين
وأمام الفجوة المحتملة التي قد تواجهها القوات الجوية التركية إزاء تلك التطورات، جادلت وثيقة استراتيجية لوزارة الخارجية لعام 2022 بأن الأتراك قد يضطرون إلى اللجوء إلى روسيا أو الصين لسد تلك الفجوة الخطيرة.