هآرتس قلق إسرائيلي من تزويد إيران وكلاءها في الشرق الأوسط بأسلحة متطورة

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 18 مارس 2021, 6:15:20 م
  • eye 873
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، ان إيران سجلت مؤخرا تقدم واضح في تطوير صناعة السلاح لديها، التي تشمل، ضمن امور اخرى، قذائف وصواريخ دقيقة وصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار. في اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يشخصون قفزة في قدرات إيران، التي يتم نشرها بصورة موسعة ايضا الى اجزاء اخرى من المحور الراديكالي الذي تقوده إيران في الشرق الاوسط، منها حزب الله ونظام الاسد في سوريا والمليشيات الشيعية في العراق والمتمردون الحوثيون في اليمن.

وحسب اقوال رجال الاستخبارات فان نشر قدرات طهران يسمح للمرة الاولى برؤية صناعة السلاح الإيرانية كصناعة يشارك فيها المحور الراديكالي كله. أحد الوحدات في حرس الثورة الإيراني، الوحدة 340 التابعة لقوة القدس، مسؤولة عن نشاطات البحث والتطوير التي تخدم جميع التنظيمات الإرهابية ومنظمات العصابات التي تعمل برعاية وتمويل إيران. المعرفة التي تراكمت لدى الإيرانيين يتم نقلها بسرعة وبصورة ناجعة الى فروعهم التي تعمل في انحاء العالم.

نية طهران هي تمكين هذه التنظيمات، كل واحدة في دولتها، من الوصول الى قدرة انتاج ذاتية بحيث لا تكون معتمدة على التهريبات الإيرانية. هذه القدرة تكون أقل انكشافا امام هجمات إسرائيل ضد قنوات التهريب المختلفة. في الاسبوع الماضي اتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن التفجير الذي حدث في سفينة إيرانية في البحر المتوسط، ويبدو أن الامر يتعلق بتهريب سلاح تم احباطه كان في الطريق الى لبنان.

إسرائيل قلقة بشكل خاص من تسريع "مشروع الدقة" لحزب الله، الذي هدفه تطوير كبير لترسانة القذائف والصواريخ الموجودة بحوزته، بصورة تمكن من اطلاقها بمستوى دقة يبلغ بضعة أمتار عن الهدف. في السنوات الاخيرة قام حزب الله بعدة تجارب لإنشاء مواقع انتاج وتحويل لسلاح دقيق في لبنان، على خلفية الضربات الإسرائيلية للتهريب. يبدو أن حزب الله نجح في تسجيل تقدم ايضا في هذا المجال. رسميا، إسرائيل تتحدث عن عشرات الصواريخ الدقيقة الموجودة لدى حزب الله، لكن حسب عدة تقديرات فان عدد هذه الصواريخ ارتفع مؤخرا ووصل الى بضع مئات.

حزب الله يستثمر جهود تطوير في عدة قنوات - تطوير الدقة، القدرة التدميرية للصواريخ وقدرتها على تجاوز اجهزة الدفاع الإسرائيلية الفعالة. الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يكثر الحديث في خطاباته عن مستوى الدقة الموجود لدى منظمته والاعلان بأنه اذا اندلعت حرب فان إسرائيل ستتفاجأ من التحسن في قدرات حزب الله.

ساحة قريبة اخرى فيها حدث تقدم هي قطاع غزة. حماس، بمساعدة إيران، حسنت جدا قدرتها على انتاج القذائف والطائرات بدون طيار، وهي تجري في بوتيرة عالية تجارب لإطلاق النار نحو الغرب الى البحر المتوسط. نشطاء حماس خرجوا في السنوات الاخيرة من القطاع للمشاركة في تدريبات على تطوير السلاح، ضمن ذلك في إيران. في نهاية شهر شباط تم الابلاغ عن نشاط لسلاح البحرية الإسرائيلي فيه تم تدمير سفينة متقدمة لحماس أمام شواطئ غزة. في الاسبوع الماضي قتل بعض الصيادين في غزة اثناء اخراجهم من البحر جسم تفجر. وحسب مصادر فلسطينية، هذا الجسم كان طائرة بدون طيار إسرائيلية مفخخة، كما يبدو تحطمت اثناء نشاط لسلاح البحرية.

تطور دراماتيكي سجل في مستوى الوسائل القتالية التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، على رأسهم منظمة أنصار الله التي تعمل من خلال التشاور الوثيق مع حرس الثورة الإيراني. في الاسابيع الاخيرة تم استئناف هجمات الحوثيين، بتشجيع إيران، ضد مطارات ومنشآت للنفط في السعودية. ولغاية هذه الهجمات تم استخدام طائرات بدون طيار وصواريخ ارض - ارض. الحوثيون لا يظهرون في هذه الاثناء أي اهتمام واضح بالاحتكاك مع إسرائيل. فهم ينشغلون جدا في محاربة السعودية. ولكن هناك تقدير بأنه في المستقبل ستحاول إيران أن تنشر في اليمن طائرات بدون طيار وصواريخ يمكنها ضرب الاجزاء الجنوبية في إسرائيل.

تحذير للبنان

رغم القلق من تقدم صناعة السلاح في إيران والمساعدة للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، إلا أن إسرائيل لا تطلب الربط بين هذه المواضيع وبين المشروع النووي الإيراني. في الفترة القريبة القادمة يتوقع أن تستأنف الولايات المتحدة المفاوضات مع إيران حول عودة امريكا الى الاتفاق النووي. في إسرائيل وفي الغرب جرى نقاش حول مسألة هل يجدر في اطار الاتفاق الجديد محاولة فرض تنازلات على الإيرانيين ايضا في هذه المسائل الاخرى؟.

توجيهات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للمبعوثين الإسرائيليين في الحوار مع ادارة بايدن، تنص على أنه يجب الفصل بين هذه المسائل، وأن إسرائيل توصي بأن يتركز النقاش الاولي مع إيران على السلاح النووي فقط. في نفس الوقت، إسرائيل ستعمل على اقناع الامريكيين والدول الاوروبية من اجل الضغط على النظام في طهران في كل ما يتعلق بتطوير السلاح ومساعدة التنظيمات الإرهابية. يبدو أن نتنياهو يعتقد أن ربط هذه المسائل الثلاثة معا بالمفاوضات ستقلل من القدرة على مساومة الولايات المتحدة، ولن تمكن من تحصيل تنازلات كافية من طهران بخصوص المشروع النووي. ورغم التصريحات الصقرية لنتنياهو وشخصيات اخرى في اعقاب دخول الرئيس جو بايدن الى منصبه في كانون الثاني الماضي، في إسرائيل يستوعبون بالتدريج أن المفاوضات يتوقع أن تستأنف وأنه من الافضل محاولة التأثير عليها على الانشغال بالمقاطعات والمناكفات.

مسألة التسلح الإيراني، بالأساس المساعدة المقدمة لحزب الله، تقف في مركز الزيارة المشتركة لرئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، ورئيس الاركان، افيف كوخافي، في الثلاث دول في غرب اوروبا في هذا الاسبوع. ريفلين الذي يمكن أن ينهي ولايته في شهر تموز القادم خرج في جولة وداع لنظرائه في ألمانيا والنمسا وفرنسا. وقد طلب من رئيس الاركان السفر معه من اجل استعراض التطورات الاستراتيجية في المنطقة أمام مستضيفيه الرؤساء وقادة الجيش في هذه الدول. في المحادثات طرح ايضا المشروع النووي الإيراني ومعارضة إسرائيل لفتح تحقيق في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في المناطق.

ألمانيا تبنت موقف مؤيد لإسرائيل حول قرار المحكمة. في اللقاء مع الرئيس الفرنسي، عمانويل ميكرون، الذي سيعقد في يوم الخميس في باريس، سيتم تكريس جزء كبير من النقاش للوضع في لبنان، على خلفية تدخل فرنسا العميق هناك. كوخافي يتوقع أن ينقل تحذير عبر الفرنسيين بأنه في حالة اندلاع حرب اخرى في لبنان فان إسرائيل ستجد صعوبة في التمييز بين قصف اهداف لحزب الله وبين قصف البنى التحتية الاستراتيجية المدنية في الدولة.

شخص من البيت

هذه ليست المرة الاولى التي يختار فيها الرئيس أن يضم اليه شخصيات رفيعة في الجيش الإسرائيلي في محادثاته مع جهات اجنبية. في السابق رافقه في مثل هذه الزيارات قائد سلاح الجو، الجنرال عميكام نوركن، ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال هرتسي هليفي (الذي سيتم تعيينه قريبا في منصب نائب رئيس الاركان). بين ريفلين وكوخافي تسود علاقة جيدة ووثيقة منذ سنوات كثيرة.

كل ذلك لا يمنع المذيعين في "صوت الجيش" من أن يديروا في الايام الاخيرة حملة هجومية ضد كوخافي. لأنه تجرأ على الانضمام الى "الرئيس السياسي في تاريخ الدولة"، في رحلته الى اوروبا. رئيس الاركان يرتكب بذلك خطأ كبير، قالوا. ومن الغريب أنه فقط قبل شهر، عندما اتخذ كوخافي في خطاب استثنائي بطبيعته خط هجومي في مسألة المشروع النووي الإيراني حصل على مباركة مبالغ فيها على شجاعته ورؤيته الاستراتيجية بعيدة المدى.

النغمة التهديدية لهذه الاقوال موجهة أولا وقبل كل شيء، للرئيس ريفلين، الذي سيقرر بعد الانتخابات من هو الشخص الذي سيلقي عليه مهمة تشكيل الحكومة القادمة. رئيس الاركان هو هدف ثانوي، الذي على الطريق يتعرض للنار من بيت الجنود.

في بداية الاسبوع، بصورة استثنائية كما يبدو فاجأت مكتب كوخافي، اتخذ قرار في "صوت الجيش" بعدم ارسال مراسل من قبله في رحلة رئيس الدولة ورئيس الاركان. القرار حول ذلك هو بالطبع في إطار الصلاحيات الصحافية لقادة صوت الجيش. ولكن في الايام التي تسبق الانتخابات لا يمكن التملص من الاستنتاج بأن جزء من البث في "صوت الجيش"، بالضبط مثل القناة التلفزيونية 20 وراديو صوت إسرائيل والصحيفة المجانية "إسرائيل اليوم"، هي اجزاء رئيسية كاملة في التشكيلة المدبرة التي يثيرها بلفور بهدف ضمان فوز نتنياهو.

كلمات دليلية
التعليقات (0)