- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
تصاعد إصابات الأسرى بمرضى السرطان.. إهمال طبي مقصود
تصاعد إصابات الأسرى بمرضى السرطان.. إهمال طبي مقصود
- 10 ديسمبر 2022, 6:30:17 ص
- 954
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رام الله- لم يكن مفاجئًا الإعلان عن إصابة الأسير المفكر وليد دقة (60 عامًا) من بلدة باقة الغربية في أراضي عام 1948، يوم الأربعاء الماضي، بسرطان الدّم "اللوكيميا"، إذ إن مؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى تؤكد تصاعدًا واضحًا في أعداد الأسرى المصابين بالسرطان منذ مطلع العام 2022 وحتى الآن، في ظل إهمال طبي مقصود.
إهمال غير عفوي
الإهمال الطبي وعدم التشخيص المبكر للأسرى المصابين بالسرطان، يؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللوء قدري أبو بكر في حديث لـ"القدس" دوت كوم، أنهما أحد أهم الأسباب لتفاقم حالة المصابين، حيث يتم تأخير الكشف المبكر عنهم عمدًا، مشيرًا إلى أن بعض الحالات كانت قدأصيبت نتيجة لعدم العلاج الكافي، وأحيانًا كثيرة الاستهتار بحالة المريض حينما يشكوا من آلام.
وينوه أبو بكر إلى أن هنالك أمر واضح باستهداف الأسرى بالإهمال الطبي، وهناك الكثير من الأسرى المحررين اكتشفت إصابتهم بالسرطان وأمراض خطيرة بعد الإفراج عنهم، ومنهم من توفوا بعد أشهر من الإفراج عنهم.
من جانبه، يؤكد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان في حديث لـ"القدس" دوت كوم، وجود ارتفاع بأعداد الأسرى المصابين بالسرطان، حيث إن سلطات الاحتلال تمارس وبشكل يومي سياسة الإعدام الطبي بحق الأسرى، وم يدلل على ذلك ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان إلى 25.
ونوه شومان إلى أن الأسرى يصابون بحالات خطيرة دون إجراء فحوصات دورية لهم كل 6 أشهر، ولا يوجد أي إطلاع على أوضاعهم بشكل مستقل، حيث لا يسمح إلا لأطباء إدارة السجون بالكشف عليهم، ليتفاجأ الأسرى بغزو الأمراض لأجسادهم وأحيانًا إصابتهم بالسرطان، وبالتالي دخولهم مرحلة علاج متقدمة، كما جرى مع الأسيرين ناصر أبو حميد ووليد دقة.
تصاعد الإصابة
هذا العام، شهد تصاعدًا لافتًا في أعداد المصابين بالسرطان، حيث سجلت إصابة 17 أسيرًا بأنواع مختلفة من السرطان منذ بداية العام الجاري، كان آخرها الأسير وليد دقة يوم الأربعاء الماضي، ليصبح العدد 25 أسيرًا، بعدما كان 8 فقط! ما يؤكد وجود إهمال طبي غير عفوي، بل مقصود، يؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر.
يقول أبو بكر: "لقد طالبنا منظمة الصحة العالمية من خلال وزارة الصحة الفلسطينية، بضرورة إجراء فحص دوري للأسرى كما توصي المنظمة نفسها، للناس العاديين، فكيف بحالة الأسرى، لكن إسرائيل ترفض، بل وصل الأمر بإسرائيل أن تمنع وفود وممثلي المنظمات الدولية بدخول فلسطين للإطلاع على حقوق الأسرى".
وليس السرطان وحده يغزو أجساد الأسرى، فقد حذر أبو بكر، من تصاعد آخر بوجود إصابات بأمراض الكلى بين الأسرى، ما يعني تصاعد عدد الأسرى المرضى الذي وصل إلى 600 أسير، بينهم عشرات المصابين بأمراض مزمنة.
إسرائيل تنتقم من الأسرى المرضى
يؤكد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، أن إسرائيل ترفض الإفراج عن الأسرى المرضى وهم بأوضاع خطيرة، حتى إن بقي أشهر على الإفراج عنهم، كما حدث مع شيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي، المصاب بسرطان البروتستاتا، وكذلك الأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد.
ويشدد شومان، على أن ما يدلل على الانتقام من الأسرى رفض كل المناشدات للإفراج عنهم، أو نقلهم للعلاج بمستشفيات مدنية، حتى وإن استشهدوا فإنها تحتفظ بجثامينهم كما حدث مع العديد من الأسرى، وفق القوانين العنصرية للاحتلال.
ورغم كل المناشدات التي أطلقتها عائلة أبو حميد والجهود القانونية والدبلوماسية التي تبذل، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عنه رغم خطورة وضعه الصحي، بل ترفض نقله للعلاج بمستشفى مدني، ليموت بين أحضان أمه! كما يؤكد شقيقه ناجي لـ"القدس" دوت كوم.
والأسبوع الماضي، أطقت عائلة الأسير أبو حميد نداء تطالب فيه الصليب الأحمر الدولي بأخذ دوره، والتّدخل العاجل لنقل ناصر من سجن "الرملة" إلى مستشفى "مدني" وإبقائه فيه، ليتسنى لهم زيارته، ووداعه، بعدما أصبح من غير الممكن طبيًا أن يتم إحضاره إلى غرفة الزيارة.
ووفق ناجي، فإن "العائلة لم تعد تطالب بالإفراج عن ناصر، بل تريد أن يموت وأمه بجانبه، لقد تواصلت شخصيًا مع الصليب الأحمر، ووعدوا بمتابعة الأمر"، لكن ناجي غير متفائل بذلك، ولا تعول العائلة على ذلك الوعد، كونه "من باب رفع العتب".
يقول ناجي: إن العائلة حاولت الضغط من أجل أن يتم نقل ناصر إلى مستشفى مدني، وتواصلت مع منظمة أطباء لحقوق الإنسان، كما أن وزارة الخارجية والمغتربين تواصلت مع المندوب السامي لحقوق الإنسان، وحتى الآن لا تجاوب!".
ويعيش ناصر أبو حميد في غيبوبة بسبب مضاعفة المسكنات، وأيضاً تتم تغذيته عن طريق الوريد، والحركة لديه انعدمت بنسبه تزيد عن 90%.
وناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة محكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و(50) عامًا، واعتقل عدة مرات قبلها، كما أن له أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، وشقيق آخر شهيد وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات كان آخرها عام 2019.
أما الأسير وليد دقة فقد عانى منذ سنوات من مشاكل في الدّم، ولم تُشخص في حينها أنها سرطان، ومنذ نحو عامين كان من المفترض أن يخضع لفحوص دورية للدم، إلا أنّ إدارة السّجون ماطلت في ذلك، حيث تعرض دقة كما الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال، إلى سلسلة من السّياسات التّنكيلية والظروف الاعتقالية القاسية، التي أدت إلى هذه النتيجة، وفق ما أكده نادي الأسير الفلسطيني في بيان له.
والأسير دقة المعتقل منذ أكثر من 36 عامًا وبقي من حكمه نحو عامين، تعرض لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما وواجه العزل الإنفرادي، والنقل التعسفيّ.
لكن حد الانتقام وصل لدرجة كبيرة للأسير فؤاد الشوبكي، حيث يرفض الاحتلال الإفراج عنه رغم اقتراب موعد الإفراج عنه بعد نحو أربعة أشهر، حيث يُعاني الشوبكي من سرطان البروستاتا ومرض في عينيه ومعدته وفي القلب وارتفاع ضغط الدم.
واعتقلت قوات الاحتلال الشوبكي في 14 مارس/آذار 2006، وحكمت عليه بالسجن 20 عاماً، خفضتها لاحقاً إلى 17 عاما بعدما وجهت له اتهامات بأنه "العقل المدبر" الذي يتحمل المسؤولية الأولى والمباشرة عن عملية تمويل وتهريب سفينة محملة بالأسلحة تعرف باسم "كارين إيه" (Karine A).