- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تقدير موقف يرجح فوز أردوغان في الجولة الثانية للانتخابات التركية.. ما الأسباب؟
تقدير موقف يرجح فوز أردوغان في الجولة الثانية للانتخابات التركية.. ما الأسباب؟
- 27 مايو 2023, 3:49:58 ص
- 451
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يبدو أن حظوظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حسم الجولة الثانية من الانتخابات التركية لمصلحته أكبر من حظوظ مرشح ائتلاف الأمة المعارض كمال كيلتشدار أوغلو، وذلك بسبب حالة الاستقطاب السياسي والأيديولوجي القائم في الداخل التركي، بالإضافة إلى التحديات التي تفرضها الظروف الخارجية، والتي تجعل من مسألة الركون إلى تجربة سياسية جديدة في الحكم نوعاً من المخاطرة التي قد تضر باستقرار تركيا ومضيها في مشاريعها الداخلية والخارجية.
هكذا يخلص تقدير موقف لمركز "الفكر للدراسات الاستراتيجية"، الذي يقول إن نتائج الانتخابات البرلمانية والتي أسفرت عن فوز ائتلاف الجمهور الحاكم بأغلبية المقاعد، سينعكس على عدة أمور، أهمها تأثير هذه النتيجة على الناخب التركي الذي قد يميل إلى التصويت لمرشح الائتلاف الحاكم حتى لا تحدث مناكفة سياسية تؤزم الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلد.
ويتابع التقدير أن مثل هذا الفوز خسارة لائتلاف الأمة المعارض، الذي قام على أهداف انتخابية أبرزها العودة إلى النظام البرلماني، ونتيجة لضعف المشروع السياسي الجامع لمكونات ائتلاف الأمة المعارض تصعب الثقة بمشاريعها، وهذا سينعكس على نتائج الجولة الثانية المقررة الاحد المقبل.
وهذه النتيجة تعزز من تماسك كتلة ائتلاف الجمهور الحاكم، فعلى الرغم من تنوع مكوناته بين أحزاب محافظة وقومية، يعد الاتجاه اليميني المحافظ هو الخط الجامع بينها، وبحصولها على أغلبية البرلمان ستحرص على الحفاظ على مكتسباتها، وهذا بدوره سينعكس على ثقة الناخب بانتخابات الجولة الثانية.
ووفق قراءة مخرجات الجولة الأولى في الانتخابات ،يمكن استشراف قدرة أردوغان على حسم الجولة الثانية لمصلحته، وذلك بعد حصول ائتلافه على الأغلبية البرلمانية، وهو ما سينعكس إيجابياً على معنويات أنصاره.
ويلفت التقرير إلى الفارق البسيط في مجموع الأصوات من أجل الحصول على الأغلبية، إذ حصل على 49.52%، وهي نسبة يمكن تحقيقها في حال معالجة الأصوات الملغية، وقناعة الأصوات المترددة، وتصويت أنصار محرم إنجه غير المقتنعين بمرشح المعارضة.
كما يشير إلى تماسك الكتلة السياسية الداعمة له تعزز من ثقة الناخب، حيث ينعكس ذلك بالتصويت له، وذلك فضلا عن تركيزه على المشاريع والإنجازات عزز من ثقة الناخب به، خصوصاً أنه التزم بتنفيذ معظم المشاريع التي وعد بها خلال مسيرته السياسية.
ويعزز فوز أردوغان كذلك وفق تقدير الموقف، الخطوات التي اتخذها أردوغان عقب إعلان النتائج، على غرار خطبة الشرفة، واعترافه بقصور حزب العدالة وحاجته إلى النقد والتقويم، وهو ما يعزز من ظهوره قائداً قوياً، ويغلق الباب على انتقادات المعارضة.
ويتابع: "يعزز قدرة أردوغان على الفوز هو الاهتمام الكبير بمناطق الزلزال، دون انتقاد المحافظات التي لم تصوت له- على عكس ما فعلت المعارضة- عزز من مستوى قبوله لدى مختلف الشرائح التركية".
كما يدعم إعلان المرشح الخاسر في الجولة الأولى سنان أوغان، دعمه لأردوغان فرصة نحو حسم الجولة الثانية من الانتخابات.
وحصل أوغان على 5.2% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، الأمر الذي جعل بعض المحللين يصفونه بأنه "صانع ملوك" محتمل في جولة الإعادة.
ويتابع تقدير الموقف، إلا أن التحديات أمام فوز أردوغان تتلخص في إمكانية حدوث مفاجآت في النتائج من جراء تدخل الخارج، واستغلال المعارضة لورقة اللاجئين وتنامي خطابها المضاد لحزب العمال الكردستاني أملاً في كسب التيار القومي، قبل أن يشير إلى إمكانية تصويت جزء من كتلة أوغان لمرشح المعارضة.
وحول إمكانية فوز كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية، فقد يعود إلى تحالفه مع الأكراد أكسبه أصوات المناطق الشرقية في تركيا، و هذه الأصوات ستستمر في دعمه في الجولة الثانية، ما يعني احتفاظه بنسبة الأصوات التي دعمته في الجولة الأولى، وهذا له تأثيراته في الجولة الثانية.
وبتابع التقرير: "يمكن لمرشح المعارضة حسم المنصب في حال تمكن من تجاوز أخطائه وإبراز مشروعه البديل".
كما قد يعزز فوز كليتشدار أوعلو مشاركة عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو في الحملة الانتخابية للجولة الثانية ،ما قد يكون له تأثير إيجابي في مصلحة مرشح المعارضة.
ويتابع تقدير الموقف: بالنظر إلى العوامل المؤثرة في سيرورة الجولة الثانية يمكن استشراف صعوبة حسم كليتشدار أوغلو الجولة الثانية لمصلحته، نتيجة أن فارق الأصوات التي حصل عليها كبير، ولا يمكن حسمه بسهولة.
ويضيف: يعزز من عدم فرص نجاحه، ضعف الحملة الانتخابية، وفشل الرهانات التي بني عليها ائتلاف المعارضة، وعدم تماسك كتلة ائتلاف المعارضة بسبب الاختلافات الجذرية التي لا تساعد على تأسيس تحالف سياسي، بقدر ما تقتصر على جمعهم على أهداف انتخابية تكتيكية.
كما يعزز من فشل كيلتشدار أوغلو عدم خروجه بإعلان موحد عقب الانتخابات عكس حالة التخبط التي يعيشها الائتلاف المعارض، ما قلل من ثقة الناخب التركي به؛ بأنه قائد قادر على توحيد وإدارة خلافات ائتلافه.
ويتوقع التقدير عزوفا لبعض أنصار المعارضة عن التصويت لأسباب عدة، أبرزها: صعوبة العودة إلى النظام البرلماني الذي كان سبب حماس البعض في الجولة الأولى، وتراجع التطلعات المركزية للحزب الجيد، واكتفاء التيار المحافظ في التحالف بالمقاعد البرلمانية، وترجيح نجاح مرشح الحزب الحاكم.
وحصل أردوغان في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة على 49.5% مقابل 44.9% لمنافسه كليتشدار أوغلو، في حين فاز ائتلاف بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم بأغلبية مقاعد البرلمان.