- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تقرير إسرائيلي: على الغرب إبداء ليونة ومواجهة روسيا بحكمة
تقرير إسرائيلي: على الغرب إبداء ليونة ومواجهة روسيا بحكمة
- 13 مارس 2022, 4:45:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رأى مدير "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أودي ديكل، في تقرير نشره اليوم، الأحد، أن الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) "أخطأوا في إدراك النتائج المحتملة لجهودهم من أجل صدع الحزام الدفاعي الذي يغلف روسيا، أي دول الاتحاد السوفييتي السابق، من أجل ترسيخ وضع تكون فيه روسيا صغيرة وضعيفة وهشة".
من جانبه، فسر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذه السياسة على أنها "تآمر واستعلاء تجاه روسيا، وكتعبير عن سعيها إلى منع روسيا من الحصول على مكانتها التاريخية كدولة عظمى"، وفقا للتقرير. "واستنادا إلى تقديرات غير مكتملة لاستعداد وإصرار الغرب على الوقوف في وجهه، وبسبب أدلة على ضعف الولايات المتحدة، قرر بوتين أنه حان وقت العمل. وبعد 18 يوما على الحرب، بالإمكان التعرف على نقاط إخفاق في تقديراته للنتائج وتبعات غزوه أوكرانيا".
وبحسب التقرير، فإن حلقة مستشاري بوتين ضيقة، وتضم وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الروسي ومدير جهاز المخابرات الوقائية. وقلل المسؤولون في الاستخبارات الروسية من تقدير قدرات الجيش الأوكراني ولم يتوقعوا إصراره ولا تجنّد الشعب الأوكراني لكفاح مسلح ضد الغزو، وفق التقرير.
وتدور الحرب في أوكرانيا في مستويين، بحسب التقرير؛ الأول بين روسيا وأوكرانيا؛ والمستوى الثاني إقليمي وعالمي، بين الولايات المتحدة ودول الناتو وبين روسيا، حول مناطق هيمنة في أوروبا وقواعد اللعبة في الحلبة الدولية. ويسعى بوتين إلى توسيع منطقة هيمنة روسيا إلى دول أوروبا الشرقية ولجم توسع الناتو نحو الشرق. وفي المقابل، حسب التقرير، تحارب الولايات المتحدة من أجل مكانتها العالمية وأمن حلفائها، وسط تخوف من تفاقم المنافسة بين الدول العظمى، وخاصة بينها وبين الصين.
ورغم تعالي دعوات في الغرب لتدخل عسكري في الحرب، مثل فرض حظر طيران في سماء أوكرانيا، إلا أن التقرير أشار إلى أن هذا يعني مواجهة جوية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، لأن حظر الطيران يعني أن على طائرات مقاتلة أميركية أن تفرضه. كما أن محاولة الناتو منع تقدم روسيا في الأراضي الأوكرانية، يعني اعتراف الحلف الأطلسي بتقسيم أوكرانيا إلى قسم تحت سيطرة روسيا وآخر تحت سيطرة الناتو. ويعني ذلك أيضا تصاعد مخاطر احتكاك مباشر بين روسيا والناتو، إلى درجة خطر التدهور إلى حرب عالمية ثالثة.
ووفقا للتقرير، فإن "خيارات الولايات المتحدة والدول الأوروبية هي الامتناع عن مواجهة عسكرية مباشرة، الاستمرار بضغوط العقوبات ونقل أسلحة إلى الجيش الأوكراني، وفي المقابل مشاهدة الجيش الروسي يغرق في المستنقع الأوكراني ويعاني من خسائر ويواجه مصاعب في تحقيق غاياته".
وفيما ترفض الولايات المتحدة إجراء مفاوضات علنية مع روسيا، إلا أنها تسمح بمفاوضات ثنائية بين روسيا وأوكرانيا، وبوساطة طرف ثالث كالتي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت. واستبعد التقرير أن تؤدي المفاوضات والوساطة إلى وقف إطلاق نار. فقد شن بوتين الحرب من أجل تغيير قواعد اللعبة بين الدول العظمى، واستعادة مكانة روسيا، وعودة أوكرانيا كدولة موالية لها.
وتطالب روسيا من أجل وقف الحرب بنزع سلاح الجيش الأوكراني، الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، الاعتراف بإقليمي دونييتسك ولوغانسك كدولتين مستقلتين، تعهد أوكرانيا بالحياد وعدم انضمامها إلى الناتو.
وتعتبر الولايات المتحدة، في هذه المرحلة، أن نهاية الحرب ينبغي أن تستند إلى تفاهمات واتفاقات بين روسيا وأوكرانيا، من دون مقابل تحصل عليه روسيا من الغرب، ومن دون تنازلات بشأن انتشار قوات الناتو.
وفي حال عدم استجابة الغرب لقسم من المطالب الروسية، فإن التقرير اعتبر أنه يجب توقع تصعيدا في مهاجمة مدن أوكرانية وقصفها وسيطرة على محطات توليد نووية أخرى من أجل قطع الكهرباء في الدولة، "الأمر الذي سيزيد من مخاطر تسرب إشعاع نووي. وكذلك التهديد باستخدام سلاح كيميائي وبيولوجي".
وتقضي العقيدة النووية الروسية، التي وُضعت في العام 2020، بأن تتم دراسة استخدام أولي لسلاح نووي في حال حدوث "عدوان بأسلحة تقليدية تهدد (استمرار) وجود الدولة". ولفت التقرير إلى أن روسيا لا توشك على الانهيار، كما أن أي دولة بحوزتها سلاح نووي لم تواجه حتى الآن إمكانية انهيارها بسبب ضغوط اقتصادية وسياسية، "وهذا هو سبب رفض أفكار تعالت في الغرب حول محاولة إسقاط بوتين عن كرسي الرئاسة".
ورغم تطلع الولايات المتحدة إلى هزيمة بوتين سياسيا وعسكريا واقتصاديا، إلا أن التقرير توقع أن تدرس واشنطن تبعات استمرار الحرب إثر تزايد الضحايا المدنيين في أوكرانيا، وبسبب مخاطر اتساع الحرب وتجاوزها أوكرانيا إلى مناطق أخرى واستخدام أسلحة غير تقليدية، وهذا سيناريو لا يريده أي من أطراف النزاع.
واعتبر التقرير أنه سيتعين على الولايات المتحدة "تبكير نقطة تحول فقدان السيطرة على الوضع، ودفع حوار مع روسيا من أجل إنهاء الحرب ومنع استمرارها. وفي إطار التسوية، ستطالب الولايات المتحدة أيضا بإبداء ليونة والتعهد بالامتناع عن ضم دول أخرى، مجاورة لروسيا، إلى الناتو. ويتعين على الولايات المتحدة والناتو إدارة المواجهة بحكمة من أجل منع تكرار أحداث مشابهة، ولجم إمكانية الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة".