تكبير الخط تصغير الخط

كشف تقرير أوردته وكالة "رويترز"، مساء الجمعة، أن السلطات الروسية تضغط لعقد لقاء بين رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بعد عداء تواصل لأكثر من عقد منذ اندلاع الثورة في سورية عام 2011.

جاء ذلك بحسب ما نقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر (لم تسمها)؛ وقال مصدران تركيان، أحدهما مسؤول رفيع، إن النظام في دمشق يرجئ الأمر فحسب وإن الأمور تسير في طريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين الأسد وإردوغان.

وأوضحت المصادر أن العرض الذي قدمته روسيا في هذه المرحلة، يتمثل بعقد لقاء ثلاثي يجمع بين كل من الأسد وإردوغان مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ولفت التقرير إلى أن النظام يعارض هذه عقد مثل هذا الاجتماع في هذه المرحلة، معتبرا أنه قد يعزز موقف إردوغان قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة اللاجئين إللا سورية.

وقال مصدر في نظام الأسد إنه "لماذا نمنح إردوغان نصرا مجانيا؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، مضيفا أن سورية رفضت أيضا فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.

ونقلت الوكالة عن "دبلوماسي مطلع على الاقتراح" الروسي، قوله إن النظام السوري "يرى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالب به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية".

في المقابل، قال مسؤولون أتراك إن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزا لتوغل بري في شمال سورية، حيث نفذ بالفعل قصفا مدفعيا وجويا. لكن الحكومة قالت أيضا إنها مستعدة لإجراء محادثات مع النظام في دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود، ونقل اللاجئين إلى "مناطق آمنة".

وقال المسؤول التركي الرفيع الذي تحدث إلى "رويترز" إنه من الممكن اللقاء بين الأسد وإردوغان "في المستقبل غير البعيد". وتابع "بوتين يمهد ببطء لذلك.. ستكون (الخطوة) بداية تغيير كبير في سورية وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا. ستستفيد روسيا أيضا... نظرا لأنها مشغولة في العديد من المناطق".

ومؤخرا، أشار إردوغان إلى استعداده للتقارب مع النظام في دمشق. وفي تصريحات بعد أسبوع من مصافحته للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في الأسابيع الماضية، قال إردوغان إن تركيا يمكن أن "تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سورية".

وكان الرئيس التركي قد قال مرارا إنه لا يمكنه مقابلة زعيم وصل إلى السلطة في انقلاب. في حين أوضح إردوغان في نقاش نقله التلفزيون، في نهاية الأسبوع، أنه يعتبر أنه "لا يمكن أن يكون هناك ضغينة في السياسة".