- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تنديد دولي وعربي بحرق القرآن الكريم في السويد أول أيام عيد الأضحى
تنديد دولي وعربي بحرق القرآن الكريم في السويد أول أيام عيد الأضحى
- 29 يونيو 2023, 8:04:22 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تواصلت الإدانات ورود الأفعال العربية والدولية الرافضة لإحراق متطرف سويدي نسخة من القرآن الكريم في العاصمة ستوكهولم يوم الأربعاء أول أيام عيد الأضحى، بتصريح من الشرطة.
والأربعاء، مزق سويدي من أصول عراقية، يُدعى سلوان موميكا (37 عاما)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحت الشرطة تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
ونددت الولايات المتحدة بإحراق المصحف، مجددة في الوقت ذاته التأكيد على دعمها انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل -في تصريح صحفي بواشنطن: "لطالما قلنا إن إحراق نصوص دينية سلوك عديم الاحترام ومسيء، وما قد يكون قانونيا ليس بالضرورة لائقا".
وفي روسيا أدان الرئيس فلاديمير بوتين حرق المصحف، ونقلت وكالة سبوتنيك عنه قوله خلال زيارة لمسجد "الجمعة" الأربعاء في دربند: "روسيا تكن احتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية، وعدم احترام هذا الكتاب المقدس في روسيا جريمة".
وأضاف بوتين: "في بلدنا هذه جريمة (حرق القرآن)، بموجب الدستور والمادة 282 من القانون الجنائي لروسيا، هذه جريمة، عدم الاحترام والتحريض على الكراهية بين الأديان، وسنلتزم دائما بهذه القواعد التشريعية".
كما طالب رئيس الدوما (مجلس النواب) الروسي فياتشيسلاف فولودين بصياغة قرار يدين "ممارسات السلطات السويدية ضد المسلمين، والتي سمحت بحرق نسخة من القرآن الكريم".
وقال فولودين -خلال جلسة للمجلس- هناك اقتراح بأن تقوم لجنة مجلس الدوما بإعداد قرار بحلول يوم غد الخميس، يدين السويد"، وأضاف موجها حديثه للنواب "أعتقد أنكم ستتفقون معي فيه، يجب أن ندين تصرفات سلطات ستوكهولم التي سمحت بحرق القرآن قرب المسجد".
كما أدان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -في تغريدة نشرها عبر حسابه في تويتر- هذا "العمل الدنيء الذي ارتكب بحق كتابنا القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك".
وأضاف “إن السماح لهذه الأعمال المعادية للإسلام بحجة حرية التعبير أمر لا يمكن قبوله، وإن غضّ الطرف عن مثل هذه الأعمال الشنيعة يعني التواطؤ معها”
"لا يمكن السكوت"
وعلى الصعيدين العربي والإسلامي، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على القره داغي -في بيان- إن إحراق المصحف "عنصرية وليست حرية، وتوحش فردي مدعوم من الجهات الرسمية لا ينبغي السكوت عنه".
كما أكد مجلس التعاون لدول الخليج -في بيان- أن تصرفات كهذه "تدل على حقد وكراهية وتطرف"، داعيا إلى ضرورة تحرك السلطات السويدية لوقفها "بشكل فوري".
وقال البرلمان العربي -في بيان- إن ما حدث "عمل تحريضي من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم"، مستنكرا استمرار السلطات السويدية في مثل هذه "الاستفزازات".
وفي المغرب، استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال السويدي في الرباط، كما جرى استدعاء السفير المغربي بالسويد للتشاور "لأجل غير مسمى"، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أنه "تم التعبير للدبلوماسي السويدي خلال هذا الاستدعاء عن إدانة المملكة المغربية بشدة لهذا الاعتداء، ورفضها هذا الفعل غير المقبول"، ووصف البيان هذا العمل بـ"العدائي غير المسؤول".
وفي السعودية قالت وزارة الخارجية في بيان إن "هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية".
فيما حذرت الخارجية الكويتية -عبر بيان- من أن ما حدث "خطوة استفزازية خطيرة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم".
ودعت المجتمع الدولي والحكومة السويدية إلى "تحرك سريع لنبذ مشاعر الكراهية والتعصب ووقف هذه الإساءات".
دعوات للمحاسبة
بينما اعتبرت الخارجية اليمنية أن "تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة من قبل حركة متطرفة بغيضة، يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الإساءات المتكررة".
ودعت الوزارة إلى "اتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تلك الإساءات التي تستهدف نشر ثقافة الكراهية ولا تؤمن بقيم التسامح".
وفي الأردن، قالت الخارجية -في بيان لها- إن "إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتباره شكلا من أشكال حرية التعبير مطلقا".
ودعت الوزارة إلى "وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، ووجوب احترام الرموز الدينية، والكف عن الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز".
وفي فلسطين أكدت وزارة الخارجية أن "الاعتداء على القرآن الكريم من قبل متطرف حاقد، تعبير عن الكراهية والعنصرية واعتداء صارخ على قيم التسامح وقبول الآخر والديمقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة".
وأكدت الوزارة أن "هذا العمل العنصري يتناقض تماما مع حرية التعبير عن الرأي، ويمس بمشاعر ملايين المسلمين في العالم".
من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري -في تغريدة له- إن إحراق المصحف "هو استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم وعدوان على معتقداتهم"، داعيا إلى "وقف هذه الأعمال العدائية".
كما قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، لوكالة الأناضول: "ندين هذه الأفعال العدوانية"، محذرا من أن "هذه الاعتداءات على القرآن الكريم أو على المساجد من شأنها إشعال حرب دينية".
وفي لبنان، أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى -عبر بيان- أن ما حدث "عدوان على الأمة الإسلامية وانتهاك فاضح لحرية الدين والمعتقد". وطالب المجلس بوقفة "جادة أمام الحرب الدينية"، داعيا الشعوب والمثقفين إلى الضغط على الحكومة السويدية لـ"إيقاف هذا العدوان".
وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة، ما أثار احتجاجات عربية وإسلامية، بموازاة دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية.