- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
ثلاث صراعات تسبب حرب عالمية جديدة قد تخسرها أمريكا
ثلاث صراعات تسبب حرب عالمية جديدة قد تخسرها أمريكا
- 27 يناير 2024, 6:47:48 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذر أستاذ العلوم السياسية الأمريكي هال براندز، من وقوع صراعات تتسبب في حرب عالمية ينتج عنها خسارة الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب هال براندز في تحليل بـمعهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" (American Enterprise Institute)، يواجه النظام الدولي ثلاثة صراعات إقليمية حادة تنذر باحتمال اندلاع حرب عالمية جديدة قد تخسرها الولايات المتحدة وحلفاؤها،
وأوضح براندز أن "الصين تعمل على حشد قوتها العسكرية بسرعة كجزء من حملتها لطرد الولايات المتحدة من غرب المحيط الهادئ، وربما تصبح القوة المتفوقة في العالم. والحرب التي تخوضها روسيا (منذ 2022) في أوكرانيا (مدعومة من الغرب) هي المحور القاتل لجهودها الطويلة الأمد لاستعادة التفوق في أوروبا الشرقية والفضاء السوفييتي السابق".
وزعم أنه "في الشرق الأوسط، تخوض إيران والجماعات الموالية لها، حركة حماس (فلسطين) وحزب الله (لبنان) والحوثيين (اليمن) وغيرهم، صراعا دمويا من أجل الهيمنة الإقليمية ضد إسرائيل وممالك الخليج والولايات المتحدة".
وشدد على أنه "في غرب المحيط الهادئ والبر الرئيسي لآسيا، لا تزال الصين تعتمد غالبا على الإكراه دون الحرب، ولكن مع تغير التوازن العسكري في مناطق حساسة مثل مضيق تايوان أو بحر الصين الجنوبي، سيكون لدى بكين خيارات أفضل للعدوان".
شراكة استراتيجية
و"تسعى كل من روسيا والصين إلى التفوق في آسيا الوسطى، كما يندفعان نحو الشرق الأوسط بطرق تتعارض أحيانا مع مصالح إيران"، كما أضاف براندز.
وأردف أنه "إذا نجحت روسيا والصين في إخراج عدوهما المشترك، الولايات المتحدة، من أوراسيا، فقد ينتهي بهما الأمر إلى القتال فيما بينهما على الغنائم".
وزاد بأن "روسيا والصين تتقاربان من خلال شراكتهما الاستراتيجية "بلا حدود"، والتي تتميز بمبيعات الأسلحة وتعميق التعاون الدفاعي التكنولوجي وإظهار التضامن الجيوسياسي، مثل التدريبات العسكرية في النقاط العالمية الساخنة".
وتابع: "وفي الآونة الأخيرة، عززت الحرب في أوكرانيا أيضا العلاقات الأوراسية الأخرى بين روسيا وإيران، وروسيا وكوريا الشمالية، في حين عملت على تكثيف وتشابك التحديات (أمام الولايات المتحدة).
استنزاف للموارد
براندز قال إنه منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس" في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي، "أعلن (الرئس الروسي فلاديمير) يوتن أن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط تشكل جزءا من صراع واحد أكبر سيقرر مصير روسيا والعالم أجمع".
وشدد براندز على أن "التوترات عبر المسارح الرئيسية في أوراسيا تستنزف موارد الولايات المتحدة، إذ تواجه معضلات متعددة في وقت واحد".
وأضاف أنه "من الممكن أن يؤدي العدوان الصيني ضد تايوان إلى اندلاع حرب مع الولايات المتحدة، مما قد يضع أقوى جيشين في العالم وترسانتيهما النوويتين ضد بعضهما البعض؛ ما من شأنه أن يدمر التجارة العالمية على النحو يجعل الاضطرابات الناجمة عن الحربين في أوكرانيا وغزة تبدو تافهة".
و"حاليا، تسعى الولايات المتحدة لدعم إسرائيل وأوكرانيا في وقت واحد، لكن متطلبات الحربين تستنزف القدرات الأمريكية في مجالات مثل المدفعية والدفاع الصاروخي"، كما أردف براندز.
وأضاف أن "عمليات الانتشار في المياه المحيطة بالشرق الأوسط، والتي تهدف إلى ردع إيران وإبقاء الممرات البحرية الحيوية مفتوحة، تستنزف موارد البحرية الأمريكية".
وتابع أن "الضربات ضد أهداف الحوثيين في اليمن تستهلك الأصول، مثل صواريخ توماهوك، التي ستكون ذات قيمة كبيرة في الصراع الأمريكي الصيني. وهذه كلها أعراض لمشكلة أكبر، وهي تقلص قدرات الجيش الأمريكي مقارنة بالتحديات العديدة والمترابطة التي يواجهها".
واستطرد: "وبالتالي، ستواجه الولايات المتحدة صعوبة كبيرة في التعبئة لحرب متعددة المسرح أو حتى لصراع طويل الأمد في منطقة واحدة مع الحفاظ على حلفائها في مناطق أخرى".
وقال براندز إن واشنطن "قد تكافح لإنتاج مخزون ضخم من الذخائر اللازمة لصراع القوى العظمى أو استبدال السفن والطائرات والغواصات التي تفقدها في القتال. ومن المؤكد أنها ستتعرض لضغوط شديدة لمواكبة أقوى منافس لها (الصين) في حرب محتملة في غرب المحيط الهادئ".
وأضاف: "وكما يقول تقرير للبنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية)، فإن الصين أصبحت "قوة صناعية عالمية في مجالات عديدة، من بناء السفن إلى المعادن الحيوية إلى الإلكترونيات الدقيقة. وهو ما قد يمنحها ميزة تعبئة حاسمة في المنافسة مع الولايات المتحدة، وإذا اجتاحت الحرب مسارح متعددة في أوراسيا، فقد تخسر واشنطن وحلفاؤها".