- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: الفوضى الخلاقة تضرب العالم
جلال نشوان يكتب: الفوضى الخلاقة تضرب العالم
- 15 مارس 2022, 2:33:30 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المسرح السياسي للأزمة الأوكرانية ، يعيد إلى ذاكرتنا ثورات الربيع العربي و الفوضى الخلاقة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط منذ عقد من الزمن ، جراء سياسة الكابوي الأميركي الرامية إلى إقامة مشروعه الاستراتيجي الشرق الأوسط الكبير بنشر الفوضى الخلاقة لإعادة ترتيب المنطقة وصياغتها من جديد وفق مصالحها الحالية، ستنتقل عاجلاً أم آجلا إلى أوروبا، والعالم ، عبر البوابة الأوكرانية التي غزتها روسيا في الرابع والعشرين من فبراير، لتتوسع رقعتها شيئا فشيئا وتشمل كافة الدول الأوروبية دون استثناء ، كما جرى لدول الشرق الأوسط.
وفي الحقيقة:
يلحظ قارئ المشهد أن نفس السيناريو يتكرر، إن لم يكن بشكل أسوأ؛ وفي هذا المقام نعود إلى اجتياح العراق للكويت عام 1990، حيث امتدت تداعياته لاحقا إلى المنطقة برمتها، وتوسعت فيها وتيرة الفوضى، عقب ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010، وتتساقط أنظمة وتظهر أنظمة أخرى وأزمات تتبعها أزمات سياسية وعسكرية واقتصادية، لم تهدأ نيرانها حتى يومنا هذا
وهنا يداهمنا السؤال الأكثر إلحاحاً:
هل هذه الأحداث جاءت بشكل عفوي؟
تأتي الإجابة سريعة إن المسرح السياسي في أوكرانيا أو أوروبا، ومن قبلها ثورات الربيع العربي، لم تأت عفوية ولا طبيعية أبدا، بل كانت متعمدة ومدبرة ومخططا لها بإحكام للوصول في النهاية إلى غايات وأهداف استراتيجية معينة للولايات المتحدة الأمريكية، التي تقوم سياستها على قهر الشعوب وتدميرها ونهب خيراتها وهذا ديدنها دائماً ... المعطيات الأولية للأحداث تشير إلى أن الدول الأوروبية مقبلة علي تغييرات سياسية كبيرة ، قد تغير من نظمها السياسية ، على غرار التغييرات التي طرأت على الشرق الأوسط
المسرح السياسي للأزمة الأوكرانية يتكرر، فما حدث في سوريا ، يحدث في أوكرانيا ، والدليل على ذلك وصول المتطوعين النازيين من ألمانيا والمرتزقة من دول أخرى ، فالمهاجرون السوريون الذين تشتتوا في بقاع الأرض ، ها هم اللاجئون الأوكرانيون تشتتوا في بولندا والمجر وألمانيا ورومانيا
ما يحدث في الشرق الأوسط، يحدث حاليا في أوكرانيا حاليا ، والهدف نشر الفوضى ليتناغم مع مشروع كوندوليزا رايس
تسونامي سياسي يضرب العالم ، وعلامات الحرب العالمية الثالثة تلوح في الأفق اليوم ، وما يحدث في أوكرانيا حيث حالة الاصطفاف مقدمات حرب عالمية ستحرق الاخضر واليابس .
العالم العربي تأثر ، فهناك المحور المصري السعودي الاماراتي
الذي تشكل بسرعة ، وزيارة الرئيس عبد الفتاح إلى السعودية وتوتر العلاقات بين دول الخليج وإدارة بايدن وحالة الاستقطاب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تؤكد إن حرباً ضروس ستقوم. و نعيش أجواء مقدماتها ونشهد أيضا تطورات جديدة مع تعدد القوى الكبرى ،
ويبقى السؤال :
ماذا عن العملاق الصيني ؟
وهل يبقى في المنطقة الرمادية،؟
طموح الصين والتربع على عرش الاقتصاد العالمي ، يجعلها تتعامل مع الأزمات بحذر ، مع أن بوتين أعطى تعليماته بتأهل الردع النووي الروسي
أوروبا هي الخاسر الأكبر في هذا الصراع، سيما وإن المواطن الأوروبي هو من سيكتوي بنار الحرب وبغلاء الاسعار من وقف الغاز الروسي
وماذا عن عالمنا العربي؟
هل ستنتهي الفوضى الخلاقة ويتعافى من جراحاته؟
إم أن جراحاته ستتعمق أكثر فأكثر؟
العالم يتغير والفوضى الخلاقة تضرب العالم بأسره