- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: من باطن الأرض إلى عنان السماء
الطفل ريان
جلال نشوان يكتب: من باطن الأرض إلى عنان السماء
- 6 فبراير 2022, 11:24:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
السوشيال ميديا
كما نزفت قلوبنا دماً وألماًًً على استشهاد الرضيعة (ايمان حجو ، ومحمد الدرة ومئات الآلاف من الشهداء من الأطفال والشباب والمسنين من أبناء شعبنا) ، الذين قضوا من حمم الطائرات الصهيونية ( الأمريكية الصنع ) ، ها هي تنزف الليلة برحيل الطفل المغربي ( ريان) وفي الحقيقة بدأت مأساة الطفل ريان عندما اختفى عن الأنظار ، وبعد البحث المضني عن الطفل وتقصي ٱثاره ، تبين أنه أثناء اللعب مع شقيقه ، سقط فى بئر عميقة يبل عمقها 32 مترًا، في( قرية إغران بإقليم شفشاون) ، شمالي المغرب الشقيق والداه أبلغا السلطات المحلية عن إختفائه ، سيما وأن البئر غير مغطاة ، الأمر الذي تأكد للجميع إن الطفل سقط في تلك البئر العميقة ورغم مرور أكثر من 40 ساعة من سقوطه تبين أن الطفل ريان، الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، ما زال على قيد الحياة، حيث أدخلت السلطات المحلية كاميرا لداخل البئر، وتبين منها أن الطفل ما زال يتنفس ما دفعها إلى إنزال أكسجين له ومراقبته عن بُعد حتى يتم انقاذه
وبسبب ضيق عرض البئر فشل أحد المتطوعين، والذي نزل إلى البئر لينتشل الطفل، لكنه وصل إلى عمق 20 مترا فقط. السلطات المغربية واصلت جهودها بالحفر لاستخراج الطفل ريان الذي سقط في بئر عميقة للغاية، حيث تمكنت من الوصول إلى عمق 22 مترا ليتبقى نحو 10 أمتار لبلوغ المستوى الذي يتواجد به
رجال الطوارئ أنزلوا أيضا أنبوبي ماء وأوكسجين، وتم تزويده بهاذين المادتين الحيويتين لإطالة صموده في انتظار انتشاله حيا، منوهة بأن السيناريو الذي اعتمدته السلطات بعد فشل الانتشال من فتحة البئر، يقوم على إحداث حفرة موازية بنفس عمق المكان الذي علق فيه ريان، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله.
مع الحرص على تفادي أي انهيار محتمل يفاقم الوضع سوءا، كما حلت بعين المكان
السلطات المغربية ، استنفرت كافة إمكانياتها ، حيث حلقت مروحية طبية ، لنقل الطفل بمجرد انتشاله من البئر إلى أقرب مستشفى لتلقي العناية الطبية اللازمة، وتم وضع سيارة إسعاف بطاقم طبي متخصص في الانعاش على أهبة الاستعدا
عملية الإنقاذ ، لم تتوقف بغية الوصول إلى مكان الطفل،الا أن عمليات الحفر واجهت صعوبات كبيرة، أبرزها طبيعة التربة الرملية الهشة في بعض الطبقات والصخرية في طبقات أخرى، إضافة إلى أن الجرافات تعمل على توسيع قطر الحفر الطبقات العليا مخافة انهيار الأتربة على المنقذين
لحظات مؤلمة مرت بها والدة ريان ، حيث أصبحت في وضع صعب وأُغمى عليها بين وقت وآخر، مستصعبة ، حالة الترقب التي عاشتها وفشل المحاولات لإنقاذه منذ يوم الثلاثاء.
فرق الإنقاذ كانت تسابق الزمن، وبحذر كبير، من أجل إنقاذ ريان، فيما تابع فريق آخر الوضع الصحي للطفل عن بعد، عبر جهاز كاميرا خاص بعمليات الإغاثة، قصد الاطمئنان على حالته الصحية لحظة بلحظة
وتمضي الساعات ولهيب الانتظار يفترس العالم كله ، مما دعا فريق من الأطباء ، بضرورة تزويد الطفل بشكل متواصل بالماء، وتأمين فتحات تهوية تتيح له التزود بالأوكسجين الكافي، للمساعدة على إبقائه على قيد الحياة، في انتظار الوصول إليه بشكل آمن وطيلة الأيام السابقة تواصلت أشغال الحفر العمودي للقيام بالحفرة الموازية للثقب المائي الذي سقط فيه، حيث عمل العشرات من عناصر الوقاية المدنية والسلطة المحلية ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، بإشراف من السلطات الإقليمية، مدعومين بآليات حفر ثقيلة، وعلى مدي الايام السابقة ازدادت الأمور تعقيداً ، الا أن الجهود استمرت وعلى مدار الساعة
وحتى صباح يوم الجمعة ، تمكنت فرق الإنقاذ من تجاوز عمق 28 مترا في أشغال الحفر العمودي، وبعد ذلك شرع رجال الانقاذ بالحفر الأفقي مباشرة بعد بلوغ عمق 32 مترا إلا إن أعمال الحفر كانت تتوقف من حين لآخر من أجل أخذ القياسات اللازمة لكون عملية الإنقاذ وصلت إلى مرحلة معقدة، وللقيام أيضا بالتدخلات الضروري لتفادي انهيار التربة وغني عن التعريف ، أن أشغال الحفر لإنقاذ الطفل المغربي ريان من قعر البئر توقفت بشكل مؤقت، بسبب انهيار الجدار الملاصق لفتحة النفق ورغم الجهود المضنية لإنقاذ ريان ، الا أنه رحل ، رحل بعد أن حد ( المختلفين وألّف بين قلوب المتحاربين) ، وجمع المشتتين وهم ينتظرون لهيب الانتظار. رحل بعد وحد الأمتين العربية و الإسلامية اللتان فرقتهما السياسات والصراعات، وأرسل بماساته رسائل قوية لكل راغب في شق الصف،ستبوء مساعيه بالفشل ومن فلسطين التي تواجه احتلال المحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار ، حيث يمارس الاحتلال أبشع الانتهاكات وينتهك الحرمان ويدمر المنا