- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
جهات في إسرائيل تنتقد عجرفتها وتباهيها بمهاجمة أهداف إيرانية
جهات في إسرائيل تنتقد عجرفتها وتباهيها بمهاجمة أهداف إيرانية
- 9 يونيو 2022, 3:51:21 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبرت مجموعة مراقبين ومصادر أمنية محجوبة الهوية في إسرائيل، أن تصريحات رئيس حكومتها نفتالي بينيت أمس الثلاثاء عن”الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة في التعامل مع طهران” نوع من العجرفة والمفاخرة الخطيرة كونها تضع طهران في الزاوية وربما تدفعها للرد”.
ونقلت القناة العبرية 12 عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن تصريحات بينيت المتزامنة مع أزمة سياسية تعصف بحكومته، خطيرة كونها تستبطن اعترافا عمليا بمسؤولية إسرائيل عن عمليات اغتيال شخصيات إيرانية.
وكان بينيت قد ألمح في تصريحاته إلى مسؤولية إسرائيل عن عمليات الاغتيال التي شهدتها إيران مؤخرا، حيث قال إن استراتيجية إسرائيل تجاه إيران في العام الأخير شهدت تحولا وإن إسرائيل “تعمل في أي زمان وفي كل مكان” في مواجهة طهران”.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لموقع “واينت” إن تصريحات بينيت زائدة وتستفز إيران، محذرا من أن من شأن ذلك دفعها للثأر. وأكد المسؤول الأمني المذكور الذي وصف بـ “الكبير” أن إيران تخطط لـ”تنفيذ هجوم انتقامي ضد إسرائيل ولا يوجد سبب لتشجيعهم على القيام بذلك”.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين آخرين محجوبي الهوية قولهم إن “المطلوب في هذه الفترة هو التزام الصمت”. وتابع هؤلاء في تنبيهاتهم “لا داعي لإطلاق تصريحات مستفزة فيما تُبذل جهود دبلوماسية مع الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواجهة المشروع النووي الإيراني والأنشطة الإقليمية لطهران”.
ونوه هؤلاء أيضا إلى زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي لإيران على خلفية دعوات من الدول الغربية لتوبيخ طهران لعدم ردها على أسئلة بشأن آثار اليورانيوم في مواقع نووية غير معلنة.
واعتبر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن رئيس حكومة الاحتلال كسرت حالة “الضبابية” المعتمدة إسرائيليا كاستراتيجية في عملياتها ضد إيران منذ عقود.
وكان بينيت قد استعرض خلال مشاركته في جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست السياسات الأمنية والسياسية أمام أعضاء اللجنة مركزا على القضية الإيرانية.
وتابع”شهد العام المنصرم تحوّلا في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه الأخطبوط الإيراني. نتحرك ضد الرأس وليس فقط الأذرع، كما كنّا نفعل في السنوات الماضية”.
وتابع بينيت: “في السنوات الأخيرة تجاوزت إيران عدداً من الخطوط الحمراء في طليعتها في نيسان/ أبريل من العام الماضي، أي قبل شهرين من تأليف الحكومة عندما تجاوزت خط تخصيب اليورانيوم على درجة 60 % من دون أن يرد أحد على ذلك. إسرائيل لا تستطيع أن تقبل بهذا الوضع” .
بثّ الإرهاب
ومضى بينيت في تهديداته ومفاخرته بالزعم أن “أيام الحصانة للنظام الإيراني الذي يعمل بواسطة جهات تأتمر بتعليماته وتبث الإرهاب وتستهدف إسرائيل قد ولّت، ونحن نعمل في كل مكان وزمان، ونواصل هذا العمل” .
بالتزامن قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إنها تبحث إمكانية توسيع التحذير المشدد للمواطنين من السفر إلى الخارج ليشمل دولا إضافية كإجراء احترازي وخوفا من محاولات إيرانية لاستهدافهم ثأرا لاغتيال العقيد في “فيلق القدس”، صياد خدائي، ولباحثين إيرانيين قتلوا أو ماتوا في ظروف غامضة.
مصادر سورية : إسرائيل شنت هجوماً بالقرب من دمشق
وفي هذا السياق ذكرت تقارير إسرائيلية نقلاً عن التلفزيون السوري أن منظومات الدفاع الجوية السورية تصدت لهجوم إسرائيلي استهدف منطقة تقع جنوب دمشق.
يشار الى أن المرة الأخيرة التي تحدثت فيها سوريا عن هجوم إسرائيلي كان قبل أسبوعين عندما أعلنت سقوط ثلاثة قتلى بالقرب من دمشق في هجوم صواريخ أرض – أرض ومن المناطق التي استهدفت جرمايا والكسوة حيث تتمركز، على ما يبدو، ميليشيات موالية لإيران.
إسرائيل تعلن الحرب وإيران تصدح بالثأر
وقال محرر الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الدكتور رونين بيرغمان عن استهداف جهات إيرانية في الفترة الأخيرة إن “الحديث يدور بلا شك عن سلسلة عمليات تثبت أن الموساد في عهد دافيد برنياع يواصل فكر سابقيه في المنصب مئير داغان ويوسي كوهين، إذ لا يدور الحديث فقط عن جهاز استخبارات، بل وأيضاً، إن لم يكن أساساً، عن جسم استخبارات وقائية دوره جمع المعلومات والقيام بأعمال تكبح مخططات الخصم”، موضحا أنه ما كان يمكن لحملة كهذه أن تخرج إلى حيز التنفيذ دون مصادقة من بينيت ولبيد ويقول إن هذه مصادقة تحتاج إلى شجاعة وجسارة لا بأس بهما” .
وبرأيه هذه الحملة تطرح عدة تساؤلات وملاحظات أهمها أن محافل في إيران تطالب بالثأر والآن. فهل لدى إسرائيل قدرة على منعها؟ هل أُخذ رد إيراني كهذا بالحسبان؟
هآرتس: تصفيات عديمة الغاية
وخصصت صحيفة “هآرتس” افتتاحيتها اليوم لهذه القضية. وقالت ضمن توجيه انتقاداتها للاغتيالات الإسرائيلية إنه بعد بضعة اغتيالات نسبت لإسرائيل ـ اغتيالات لعلماء، مهندسين”آباء” البرنامج النووي الإيراني وباقي الخبراء الإيرانيين ـ من الضروري مراجعة مدى المنفعة والضرر اللذين تقدمهما هذه التصفيات.
وتابعت” إذا كان الهدف هو كبح البرنامج النووي الإيراني، فإنه يمكن القول بيقين: إن هذا البرنامج لا يستند إلى خبير واحد أو إلى مجموعة خبراء، حتى لو كانوا عباقرة نووي”.
وترى “هآرتس” أن إيران نجحت في أن تطور برنامجاً متطوراً ومتقدماً بمعونة بنية تحتية واسعة تضم علماء، فنيين، وبعلم مكتسب أو مسروق، وتمويل غير محدود ومساعدة من دول داعمة مثل كوريا الشمالية، وباكستان، والصين وروسيا وكذلك من شركات خاصة في دول أوروبية.
وتضيف”من يعتقد أن قتلاً “موضعياً” لعالم ما سيردع إيران؟ ـ يسوق للجمهور الكذب ـ وليس هذا فقط بل يقضي بأن التهديد النووي الإيراني هو بالون منفوخ، من أجل تفريغه من الهواء تكفي نقرة دبوس أو عبوة ملصقة بسيارة عالم؟”.
هدف تكتيكي
كما تقول إنه إذا كان هدف إسرائيل هو إظهار قدرة استخباراتية عليا، تسمح بالعثور على هدف وتنفيذ تصفية مركزة في قلب طهران، فإن هذه السياسة تبعث على العجب، فإظهار القدرة هذه بحد ذاته ليس فيه ما يحقق هدفاً تكتيكياً أو استراتيجياً، بل إن إسرائيل كشفت منذ الآن القدرات النووية لإيران وبرامجها، وبفضل هذه المعلومات نجحت في تجنيد دول العالم إلى كفاح ضد إيران وبرنامجها النووي”.
وتتابع”إذا كانت إسرائيل تسعى لأن تقنع الإدارة في الولايات المتحدة بأنها ستواصل الكفاح وحدها ضد إيران حتى لو وقّع اتفاق نووي جديد – وكبديل – إذا كانت تنفذ التصفيات المنسوبة لها كي تفشل مفاوضات الغرب مع إيران – هنا أيضاً مبادراتها زائدة وضارة”.
وتقول أيضا إن نية إيران التوقيع على اتفاق نووي أو الامتناع عن ذلك تستند إلى اعتبارات داخلية، وهذه الاعتبارات تنبع من صراعات قوى سياسية ليست لها أي صلة بالتصفيات.
وتتابع”في الوقت نفسه، أوضح رجال الإدارة في الولايات المتحدة جيداً أنه لا منفعة في التصفيات بمعنى أن الإدارة لن تسمح لذلك بأن يمنع خطتها لإيجاد حل دبلوماسي لمسألة النووي الإيراني”.
وتخلص “هآرتس” في نقدها لإسرائيل وحكومتها للقول”إن الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل في نطاق دولة أخرى، حتى لو كان اسمها إيران، تضفي عليها صورة أزعر (بلطجي) الحارة. صورة دولة تحركها الصراعات السياسية، وصورة دولة تسعى حكومتها لأن تصرف النقد عنها من خلال ألاعيب استخباراتية عديمة الغاية، وهكذا تعرّض سلامة مواطنيها للخطر. هذا الجمهور يستحق تفسيراً مقنعاً لماذا وكيف تخدم هذه التصفيات مصلحة إسرائيل” .
ليس بهذه الطريقة نصيب المرمى الإيراني
وانضم لهذه الانتقادات محلل الشؤون الاستراتيجية يوسي ميلمان، معتبرا أن إسرائيل تبنت استراتيجية الفوضى، وبالمقارنة مع عالم كرة القدم يمكن تسمية هذه المقاربة “أهلاً بالفوضى”.
ويقول في مقال نشرته “هآرتس” إن هذا يحدث عندما يدرك الفريق أنه سيخسر ويقرر ركل الكرة في شتى أنحاء الملعب على أمل حدوث اضطرابات وظهور لاعب مثل جاريد مولر (لاعب كرة قدم ألماني حقق رقماً قياسياً في الأهداف) يستطيع أن يصيب المرمى من مسافة بعيدة. ويشير هو الآخر الى أن هذه الاستراتيجية وضعها رئيس الموساد ديفيد برنيع، الذي، في هذا الشهر يمر عام على تسلمه منصبه. وينضم لمراقبين آخرين بالتأكيد أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية قد حظيت بتأييد رئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي، كما حازت موافقة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت والمجلس الوزاري المصغر.
ويؤكد ميلمان في الاستنتاجات أن إيران ضعفت لكنها مصرة على مواصلة برنامجها النووي رغم العقوبات القاسية. ويتساءل أليس من الأفضل عدم التركيز على محاولات تعطيل البرنامج النووي بواسطة الهجوم على “مجموعة السلاح”؟ المرحلة الحساسة في تركيب سلاح نووي، وبدلاً من ذلك كسب الوقت من خلال العودة إلى اتفاق نووي معقول. ربما من الأفضل التفكير من خارج الصندوق، وكسر الدائرة المفرغة من الهجمات الانتقامية والاغتيالات وعمليات التخريب، حيث يختلط السبب بالنتيجة، ومحاولة التوصل، حتى لو كانت الفرصة ضئيلة، من خلال وسطاء إلى تفاهم صامت على وقف لإطلاق النار.