- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
حاييم لفنسون يكتب: اتفاق السلام «الوهمي» مع مصر
حاييم لفنسون يكتب: اتفاق السلام «الوهمي» مع مصر
- 8 يونيو 2023, 5:47:55 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بسرعة كبيرة يسارعون في إسرائيل الى كنس الهجوم على جنود الجيش الاسرائيلي على الحدود مع مصر في الاسبوع الماضي تحت البساط. جنديان وجندية من الجيش قتلوا اثناء تبادل لإطلاق النار. المخرب كان أحد رجال قوات الامن المصرية. في تقرير "العربية" فإن التنسيق الامني على طول الحادثة كان كاملاً.
مصر واسرائيل يوجد بينهما اتفاق سلام، ومن شأن العملية العدائية التي نفذها أحد رجال قوات الامن المصرية أن يكون لها مغزى يتجاوز مسألة كم ساعة يقوم الجنود بالحراسة ولماذا الطائرة المروحية لم تقلع في الوقت المناسب.
لو أن من اطلق النار هو نبتة غريبة فلا ضير في ذلك. لكنه لم يكن هكذا. والكراهية تجاه اسرائيل في مصر، من انتقاد الاحتلال وحتى مجرد الكراهية اللاسامية، لا تميز دولة يوجد معها اتفاق سلام. الحقيقة هي أن اتفاق السلام بين الدولتين وهمي. فهو فقط اتفاق عدم اعتداء أكثر منه اتفاق سلام، يخدم مصالح النخبة الأمنية في مصر وفي اسرائيل. لا يوجد سلام بين الشعبين. أنا زرت مصر في السابق كسائح وكصحافي. الاسرائيليون غير مرغوب فيهم هناك. المصريون لا يقومون بزيارة اسرائيل. العلاقات التجارية بين الدولتين خفية.
كل الحكومات في اسرائيل، منذ مناحيم بيغن وحتى الآن، أهملت الطلب الاساسي الذي يجب أن يكون بين دول بينها اتفاق سلام: العمل ضد اللاسامية وضد اسرائيل. هذا الطلب يجب أن يأتي ايضا من قبل الولايات المتحدة التي كانت الوسيطة في محادثات السلام. لا يمكن بالطبع الوصول الى آخر المصريين. ولكن يمكن التساؤل حول أي اجراءات يتخذونها في الجيش وفي الشرطة من اجل تربيتهم على السلام. المبرر الدائم سيكون "الاحتلال". هذه ذريعة جيدة لكن يمكن التمييز بين الانتقاد المبرر لاسرائيل وبين الكراهية الشديدة واللاسامية التي تؤدي الى عمليات القتل والارهاب.
مصر مسموح لها كل شيء. انظروا مثلا قطر. لا يوجد سلام بين اسرائيل وقطر. ايضا لا توجد علاقات دبلوماسية أو لقاءات في القصر. قطر قامت باستضافة آلاف الاسرائيليين من خلال اظهار الاحترام والمحبة والاهتمام بسلامتهم في المونديال الأخير. مصر دائما يتم وصفها كعامل استقرار اقليمي بسبب نشاطاتها في قطاع غزة. ولكن قطر هي التي تحول الاموال للقطاع، وتنقذ اسرائيل كلما تعرضت غزة لكارثة انسانية. ولكن قطر تحظى بصورة سلبية، في حين أن مصر، بسبب ما، هي البقرة المقدسة المحظور المس بها.
تخيلوا أن جندياً اسرائيلياً، على فرض أنه من الكهانيين، استغل موقع الحراسة على الحدود مع مصر وتسلل الى اراضيها وقتل ثلاثة جنود مصريين. عندها لن يكفي الاعلان بأن الامر يتعلق بـ "حادثة محددة". وكانت ستكون حاجة الى اعادة النظر بشكل معمق في جوهر السلام، وكانت ستنمو الكراهية داخلنا وللخطوات التي اتخذها الجيش والشرطة من اجل اجتثاث مظاهر العنصرية.
في الولايات المتحدة الكبيرة، التي اليهود فيها هم جزء لا يتجزأ منها، يوجد مسؤول عن محاربة اللاسامية. هذا الموضوع موجود دائما على طاولة الرئيس. وقد حان الوقت لوقف تقديم تنازلات لمصر. الحديث يدور عن دولة كبيرة وقوية مع مؤسسات وحكم مركزي مستقر. وهي تتمتع بثمار السلام البارد بدرجة لا تقل عنا، والطلب منها يجب أن يكون اساسي ومنطقي وعقلاني: استخدموا كل الادوات التعليمية وكل الادوات الجنائية التي توجد لديكم من اجل تربية رجالكم على السلام