- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
"حبا في إسرائيل".. مايكل بلومبرج يحذر نتنياهو من كارثة مدمرة
"حبا في إسرائيل".. مايكل بلومبرج يحذر نتنياهو من كارثة مدمرة
- 6 مارس 2023, 9:38:21 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذر رجل الأعمال الملياردير اليهودي الأمريكي مايكل بلومبرج (81 عاما) من أن "إسرائيل تسير نحو كارثة مدمرة"، وأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تُضر بتحالفات إسرائيل في العالم وبأمنها في المنطقة وباقتصادها وسياستها".
بلومبرج، وهو أحد أبرز الداعمين للاحتلال الإسرائيلي، أضاف في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "خلال أكثر من 20 عاما من الحياة العامة، دعمت إسرائيل وشعبها بثبات قولا وفعلا".
وتابع: "لم أشارك قط في سياساتها الداخلية أو انتقدت مبادراتها الحكومية، لكن حبي لإسرائيل واحترامي لشعبها وقلقي على مستقبلها يقودني الآن إلى التحدث علنا ضد محاولة الحكومة الحالية إلغاء القضاء المستقل".
وللأسبوع التاسع تشهد إسرائيل احتجاجات حاشدة ضد خطة طرحتها حكومة نتنياهو في الكنيست (البرلمان)، وتعتبر أنها تعيد التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، بينما تقول المعارضة إنها "انقلاب قضائي" سيحد من سلطة المحكمة العليا ويمنح السلطة التنفيذية السيطرة على لجنة تعيين القضاة.
أضرار اقتصادية
ومحذرا من تداعيات خطة نتنياهو، قال بلومبرج عمدة مدينة نيويورك السابق (2002-2013): "بدأ بالفعل الشعور بالضرر الاقتصادي، كما أظهر هبوط الشيكل. تحدثت شريحة واسعة من قادة الأعمال والمستثمرين علنا ضد اقتراح الحكومة".
وأردف: "وفي علامة مقلقة، بدأ بعض الناس بالفعل في سحب الأموال من البلاد وإعادة تقييم خططهم للنمو المستقبلي هناك. بصفتي مالكا لشركة عالمية، لا ألومهم".
وتعطي الشركات والمستثمرون، بحسب بلومبرج، "أهمية كبيرة للأنظمة القضائية القوية والمستقلة، لأن المحاكم تساعد في حمايتها، ليس فقط من الجريمة والفساد، ولكن أيضا من تجاوزات الحكومة.. وبنفس القدر من الأهمية، فإنهم يحمون أكثر ما يقدّره موظفوهم: الحقوق والحريات الفردية".
وأضاف أن "الشركات والدول في منافسة عالمية على المواهب.. يريد الأفضل والأذكى أن يعيشوا في بلدان يمكن أن يطمئنوا فيها إلى أنهم لن يتعرضوا للاضطهاد أو التمييز بسبب ما يؤمنون به أو مَن يحبونه. لعب التزام إسرائيل بهذه الحماية القانونية دورا حاسما في تطورها كدولة ناشئة قادرة على التنافس مع وادي السيليكون ومراكز التكنولوجيا الأخرى للعمال ذوي المهارات العالية"، على حد قوله.
العلاقة مع واشنطن
ومؤكدا أهمية التحالف بين واشنطن وتل أبيب، قال بلومبرج: "لكن الأمر لا يتعلق بالاقتصاد فقط، بالطبع. يعتمد أمن إسرائيل جزئيا على علاقة مع الولايات المتحدة مبنية على قيم مشتركة، هي الحرية والمساواة والديمقراطية".
وشدد على أن هذه القيم "لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال الالتزام بسيادة القانون، بما في ذلك قضاء مستقل". وفي أكثر من مناسبة،
ووجّه مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من مرة انتقادات لخطة نتنياهو بشأن "إصلاح القضاء" وحذروا من تداعياتها.
وتابع بلومبرج أنه "إذا تراجعت إسرائيل عن هذا الالتزام طويل الأمد وحركت نموذجها للحكم نحو نموذج الدول الاستبدادية، فإنها تخاطر بإضعاف علاقاتها بالولايات المتحدة والدول الحرة الأخرى".
وحذر من أن ذلك "سيكون خسارة مدمرة لأمن إسرائيل، ويضر بآفاق الحل السلمي للصراع الفلسطيني، وقد يُعرض مستقبل الوطن اليهودي للخطر. كما أنه سيقوض الارتباط العميق الذي يشعر به الملايين من الناس حول العالم تجاه الدولة".
وأُقيمت دولة إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة بعد أن ارتكبت العصابات الصهيونية المسلحة مجازر بحق سكانها من الفلسطينيين.
أمن إسرائيل
وفي 2020 انسحب بلومبرج من انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية لخوض انتخابات الرئاسة، وأعلن دعمه لجو بايدن، الذي فاز لاحقا على حساب الرئيس آنذاك الجمهوري دونالد ترامب.
وأضاف بلومبرج في مقاله أن "لدى الولايات المتحدة رفاهية لا تمتلكها إسرائيل: جيران أصدقاء على حدودنا. يمكننا أن نتحمل بعض الانقسامات الوطنية المؤلمة دون خوف من أن يستغلها جيراننا عسكريا".
واستدرك: لكن "إسرائيل لا تستطيع. إنها في إحدى أخطر مناطق العالم، وتواجه تهديدات من إيران وغيرها، وهي ما يسميها السيد نتنياهو بحق (تهديدات) وجودية.. وكلما زاد الانقسام في الداخل بدت إسرائيل أضعف في نظر أعدائها".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، ولا تزال إسرائيل تحتل أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
وأضاف بلومبرج: "الدول التي يحدها أعداء خارجيون لديها حاجة أكبر للبحث عن حل وسط داخلي، وآمل بشدة أن يقنع السيد نتنياهو ائتلافه بضرورة الاستجابة لنداء الرئيس يتسحاق هرتسوج بالانسحاب والإبطاء (من سياساته)".
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، منح الكتيست الثقة للحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، والتي توصف بأنها "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، خاصة على صعيد السياسيات الداخلية والعداء للشعب الفلسطيني.