حرب أوكرانيا تطل برأسها.. واشنطن تغازل الحلفاء تزامنا مع تقييم محادثات روسيا

profile
  • clock 11 يناير 2022, 9:53:40 ص
  • eye 398
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وكأنها تقول "لسنا وحدنا"، غازلت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، حلفاءها فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، وذلك في إطار حديثها عن الأزمة وتطوراتها والتصعيد الروسي، واحتمالات خوض حرب مع روسيا وهو ما لوحت به واشنطن كثيرا.

ففي بيان غير تقليدي، حمل عنوان "الأنشطة الدبلوماسية الأمريكية مع الحلفاء والشركاء الأوروبيين قبل المحادثات مع روسيا"، تحدث البيت الأبيض مساء الإثنين عن جهود الولايات المتحدة في التنسيق والتشاور مع حلفائها فيما يتعلق بالخلاف مع روسيا بشأن قضية أوكرانيا بصفة خاصة، وقضايا الأمن الأوروبي بصورة عامة.

البيان الطويل جاء على غير ما هو معتاد من بيانات البيت الأبيض، إذ جاء بنحو 2400 كلمة، في مقدمته نص تصريح صدر من وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" في لقاء تلفزيوني يوم 7 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ويقول ذلك التصريح: "نحن ملتزمون تماما بمبدأ عدم تقرير شيء يتعلق بأوكرانيا من دون مشاركة الأوكرانيين، كما أننا ملتزمون تماما بمبدأ عدم تقرير شيء يتعلق بأوروبا من دون مشاركة الأوروبيين".

وتزامن البيان مع حديث صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أن جولة المحادثات الروسية الأمريكية حول أوكرانيا ومقترحات الضمانات الأمنية لروسيا وأوروبا التي عقدت في جنيف الإثنين؛ لم تحرز أي تقدم ملموس في القضايا الرئيسية.

وتعرضت إدارة "بايدن" خلال الأيام الأخيرة لعدة انتقادات على ما بدا من انفرادها بالتفاوض مع روسيا، سواء فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا أو بقضايا الأمن الأوروبي بصفة عامة، في غياب كامل للمفاوضين الأوكرانيين والأوروبيين.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة قد أكدت خلال أكثر من 100 مناسبة وقوفها إلى جانب حلفائها وشركائها، واستعدادها لرفع تكلفة أي عمل عسكري تقوم به روسيا ضد أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، أشار البيان إلى تفضيل واشنطن وحلفائها خفض التصعيد من خلال الدبلوماسية.

وقد وضعت الولايات المتحدة 3 مبادئ واضحة قبل المحادثات مع روسيا، وهي لن تلتزم واشنطن بأي شيء يتعلق بأوروبا في غيان الأوروبيين، ويجب أن تتناول أي مفاوضات مطالب الطرفين، ولا يمكن إحراز تقدم حقيقي إلا في مناخ يخفض من حدة التصعيد.

وقال البيان إن مفاوضات الولايات المتحدة مع روسيا جاءت في إطار الحوار الثنائي حول الاستقرار الإستراتيجي، ويلي ذلك مباحثات في إطار المفاوضات بين مجلس حلف شمال الأطلسي وروسيا، وبين أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفي إطار المواءمة الوثيقة مع الحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك أوكرانيا.

وقدم البيان كشف حساب بما قامت به أركان الإدارة الأمريكية خلال الأيام والأسابيع الأخيرة لبناء كتلة دبلوماسية صلبة وعريضة لمواجهة الأخطار الروسية، مبرزا التنسيق الوثيق بين إدارة بايدن وحلفائها وشركائها في الأسابيع الأخيرة.

وفصل البيان أنشطة الرئيس "جو بايدن" ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع ووزارة الخزانة ووزارة الطاقة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بشكل متكرر مع نظرائهم الأوروبيين.

وفي قائمة توضيحية بالمشاورات التي أجرتها إدارة "بايدن" قبل المحادثات مع روسيا، تمت الإشارة إلى أن هذه القائمة ليست شاملة أو كاملة، حيث كانت هناك دعوات واجتماعات واسعة النطاق على جميع مستويات الحكومات وعبر العديد من الوكالات لا يتضمنها البيان لسبب أو آخر، ولكنها تظهر التزام الإدارة الأمريكية بالبقاء على اتصال وتشاور مع الحلفاء والشركاء.

وأشار البيان إلى 20 مناسبة جرى فيها لقاء أو اتصال بين كبار المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الأوكرانيين، بما فيها لقاء مكالمة هاتفية طويلة بين الرئيس "جو بايدن" ونظيره الأوكراني يوم التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ولفت البيان إلى 12 لقاء أو مكالمة جمعت كبار المسؤولين الأمريكيين بقادة حلف الناتو، سواء تلك التي جرت في بروكسل أو التي استضافتها واشنطن.

ومن أبرز الأنشطة كان اللقاء بين رئيس الأركان الأمريكي الجنرال "مارك ميلي"، وبين اللجنة العسكرية للحلف، إضافة لعدة اتصالات واجتماعين بين وزير الخارجية الأمريكي والسكرتير العام لحلف الناتو.

البيان ذاته تحدث عن 33 مناسبة جمعت كبار المسؤولين من الطرفين لبحث المخاطر الروسية المتزايدة خاصة تلك المتعلقة بأوكرانيا، ومن أبرزها محادثات ولقاءات الرئيس "بايدن" مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

وتضمن البيان 9 مشاورات رفيعة المستوى بين الطرفين، كان أهمها لقاء الرئيس "بايدن" برئيس المفوضية الأوروبية "فون دير لاين"، كما تضمن لقاءات متعددة لوزير الخارجية الأمريكي بقادة الاتحاد الأوروبي.

كما تضمن تفاصيل 3 لقاءات جمعت وزراء أمريكيين مع نظرائهم من الدول الأعضاء في مشاورات مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي OSCE، إضافة إلى 15 اجتماعا مع مجموعة بوخارست (9 دول) والجناح الشرقي من حلف الناتو، ومشاورات مع شركاء الناتو (جورجيا وفنلندا والسويد).

وتفيد تقارير بأن روسيا نشرت حوالى 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، وهو ما أثار مخاوف من هجوم وشيك.

وحذّرت روسيا الولايات المتحدة من "الاستهانة بالمخاطر" التي تنطوي عليها مواجهة موسكو مع الغرب.

التعليقات (0)