- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
حركة السفن .. كيف تستطيع تركيا توجيه دفة الحرب الروسية الأوكرانية؟
حركة السفن .. كيف تستطيع تركيا توجيه دفة الحرب الروسية الأوكرانية؟
- 23 فبراير 2022, 2:50:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في وقت سابق من هذا الشهر، عبرت ست سفن حربية روسية وغواصة مضيقي داردانيل والبوسفور التركيين إلى البحر الأسود فيما أسمته موسكو التدريبات البحرية بالقرب من مياه أوكرانيا.
هذا العبور لفت انتباه الكثيرين إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في حال قررت روسيا غزو أوكرانيا، وهل بالفعل لها صلاحيات منع سفن دول بعينها من المرور في المضيقين أم لا.
بموجب اتفاقية مونترو الدولية، تسيطر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على مرور السفن بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، مما يجعلها لاعبا رئيسيا محتملا في أي صراع عسكري بين روسيا وأوكرانيا.
تم التوقيع على اتفاقية مونترو في عام 1936 بعد أن طلبت تركيا، التي تشعر بالقلق إزاء التحركات التوسعية في المنطقة، من الموقعين على معاهدة لوزان لعام 1923 تغيير الطريقة التي يتم بها رصد المضيقين.
وقالت إن الظروف قد تغيرت وطلبت السلطة الكاملة، وبعد مفاوضات مع القوى العالمية بما فيها المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي وفرنسا وغيرها، تم الاتفاق على أن تسيطر تركيا على المضيقين.
وبموجب الاتفاق، تسيطر تركيا على مضيقي البوسفور والدردنيل وسلطة تنظيم عبور السفن الحربية البحرية، كما يضمن حرية مرور السفن المدنية في أوقات السلم ويحد من مرور السفن غير التابعة لبلدان البحر الأسود.
وفي زمن الحرب، يسمح لتركيا بإغلاق المضيقين أمام جميع السفن الحربية الأجنبية أو عندما تكون هي مهددة بالعدوان.
كما يمكنها رفض عبور السفن التجارية من البلدان التي هي في حالة حرب مع تركيا وتحصين المضائق في حالة نشوب نزاع.
ويجب على جميع الدول الأخرى التي ترغب في إرسال سفن إخطار تركيا قبل 15 يوما، في حين يجب على دول البحر الأسود تقديم إشعار في مدة ثمانية أيام.
ويقتصر المرور على تسع سفن حربية ذات حمولة إجمالية محددة في أي وقت من الأوقات، مع عدم السماح بمرور أي سفينة تزيد حمولتها عن 10 آلاف طن.
ولا يمكن لسفن بلد من خارج البحر الأسود أن تتجاوز ما مجموعه 30 ألف طن في أي وقت، ولا يسمح للسفن بالبقاء في المنطقة أكثر من 21 يوما.
ويمكن لبلدان البحر الأسود إرسال غواصات عبر المضائق مع إشعار مسبق، ما دامت قد بنيت أو اشتريت أو أرسلت لإصلاحها خارج البحر الأسود.
ويمكن عبور الطائرات المدنية على طول الطرق التي تسمح بها الحكومة التركية. ولا يتضمن الاتفاق قيودا على مرور حاملات الطائرات، لكن أنقرة تقول إنها تسيطر على ذلك أيضا.
وقد أثارت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1994 دعوات إلى تنقيح مونترو، بيد أن تركيا ليست من الدول الموقعة على الاتفاق بسبب خلافاتها طويلة الاجل مع اليونان، ومن ثم ظل الاتفاق قائما.
ومنذ اندلاع التوترات حول أوكرانيا، اكتفى المسؤولون الأتراك بتأكيد "الدور الفعال" لاتفاقية مونترو "في الحفاظ على السلام الإقليمي"، ولم يحددوا الموقف الذي ستتخذه تركيا في حال اندلاع حرب.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن بلاده ستفعل ما هو ضروري كحلفاء لحلف شمال الأطلسي إذا شنت روسيا غزوا، من دون مزيد من التفاصيل.
وتعتمد تركيا على روسيا في مجال الطاقة والسياحة، وقد أقامت تعاونا وثيقا مع موسكو في مجال الطاقة والدفاع في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2008، عندما اعترفت روسيا باستقلال المنطقتين الجورجيتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، رفضت أنقرة طلبات الولايات المتحدة بالسماح للسفن الحربية بالمرور عبر المضيق في وقت كانت تعتمد فيه على روسيا للحصول على السلع والتجارة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، منع اتفاق مونترو دول المحور من إرسال قوات بحرية عبر المضيق لمهاجمة الاتحاد السوفيتي.
وتصاعدت الأزمة الروسية الأوكرانية بعد أن أعلنت موسكو، الإثنين، "استقلال" منطقتي دونيتسك ولوهانسك التي يسيطر عليهما الانفصاليون الموالون لموسكو، في خطوة لاقت استنكارا واسعا.
ومع مخاوف بشأن مواجهات عسكرية واجتياح روسي لأوكرانيا، كلف الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، قوات الجيش الروسي بـ"حفظ السلام" في المنطقتين، ودعت موسكو إلى استدعاء قوات من الخارج.
وفرضت بريطانيا والولايات المتحدة عقوبات على الانفصاليين المسيطرين على المناطق التي أعلن "بوتين" "استقلالها" عن أوكرانيا، في حين يبحث الاتحاد الأوروبي خطط لفرض عقوبات إضافية.
المصدر | رويترز