حسن مدبولي يكتب : تقديس الزعامات ؟

profile
حسن مدبولي كاتب مصري
  • clock 9 يونيو 2021, 1:09:14 ص
  • eye 902
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فكإنما قدر على أبناء الشعب المصرى أن يتحولوا  إلى متفرجين  صامتين، لا يجرؤون على نقد من يديرون شئونهم ، بل وأن يستمر ذلك الصمت للأبد ، فلاهم يستطيعون إنتقاد  ومناقشة أخطاء هؤلاء القادة فى أزمنة تحكمهم وتسلطهم على زمام الأمور ، ولا حتى يمكنهم إجراء محاسبات تاريخية بأثر رجعى لهؤلاء الزعماء  عقب رحيلهم  وذهاب ريحهم ؟

الطبيعى أن كل زعيم أو قائد أو رئيس مر على حكم مصر أو على أى دولة أخرى ستكون له إيجابياته،وأيضا فإن نفس الحاكم سيقع مهما حسنت نواياه فى الكثير من السلبيات والأخطاء بل والكوارث أحيانا، فهذه هى سنة الله فى كونه مهما كان حرص وكفاءة تلك القيادة ، كما إنه من البديهى أن لكل مرحلة سياسية مؤيدون ومستفيدون وأتباع ، وبالتالى فكل زعيم سيترك وراؤه من يدافعون عنه وعن سياساته لأسباب معلومة ، لكن الغير طبيعى والذى لا مثيل له فى أى دولة تحترم مواطنيها. أن تجد تقديسا لأى سياسى مهما كان دوره التاريخى، الأكثر كارثية من ذلك التقديس وتلك الدروشة،  هو قيام  البعض بممارسة دور الوصى على جزء من تاريخ مصر بحجة الدفاع عن الزعيم المقدس، فيحرمون ويجرمون نقد فترة ما، ويتفننون فى سوق المبررات التى عفا عليها الزمن ؟ وإذا تجرأ مصرى وخرج عن الصف فوجه لوما أو نقدا لتلك الفترة او ذاك الزعيم ، ستنهال على ذلك الناقد كل سفاهات الدنيا ووقاحاتها وقذارات أوصافها ؟

صحيح هناك أناس لديهم نوايا سيئة ، لهم أغراض خبيثة تختبئ وراء ممارسة حق النقد وحرية التفكير ، فلا ينتقدون من أجل الإستفادة من دروس التاريخ ، والإستعداد للمستقبل ، ولكن النقد يكون لأجل التشويه الشخصى ،أو تصفية الحسابات،أو حتى إهالة الغبار على بعض الإنجازات التى تمت،لمحاولة إبعاد الناس عنها وطمس معالمها بالحديث عن  الكوارث لتمرير كوارث أشد ؟ 

لكن ومع ذلك الإستثناء المقيت ،لا يمكن القبول أبدا بتحريم أو تجريم ممارسة حق إنتقاد الزعماء مهما كانت المزاعم أو التخوفات، لإن ذلك يعنى ببساطة  الموت والجمود وتكرار السقوط وبالتالى إنتهاء الأثر ؟

نقول ذلك بمناسبة تلك الحملات المحمومة التى تم توجيهها إلى أحدالمفكرين المصريين الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير ، عندما تجرأ ذلك المفكر و إنتقد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، معتبرا أن هزيمة الخامس من يونيه عام 1967 هى كارثة كبرى وأن جمال عبد الناصر مسئول عنها ؟ فإنهالت عمليات الخلع من الوطنية عن الرجل حتى وصل الأمر إلى إتهامه بسرقة أعماله الأدبية ؟ 

 ببساطة إذا كان رئيس دولة ما قد نال فى فترة حكمه هزيمة عسكرية مدوية ، أو تسببت سياساته فى وقوع كارثة وطنية كبرى ، فإن أقل حق من حقوق أبناء شعبه هو إنتقاده بل وشرشحته وشلحه وطنيا إن أمكن ؟

التعليقات (0)